في مثل هذا اليوم 9 نوفمبر1935م..
القوات اليابانية تستولي على مدينة شانغهاي أهم موانئ الصين والمركز الاقتصادي الرئيسي لها.
معركة شانغهاي المعروفة بالصينية بـ معركة سونغهو، وهي أولى المعارك الـ 22 الرئيسية بين الجيش الوطني الثوري الصيني والجيش الإمبراطوري الياباني خلال الحرب اليابانية الصينية الثانية، وأحد أكبر المعارك وأكثرها دموية في الحرب كلها.
منذ عام 1931، وقد تورطت الصين واليابان في نزاعات صغيرة مستمرة، كثيرًا ما كانت تعرف باسم «الحوادث»، فقدت خلالها الصين أراضٍ الواحدة تلو الأخرى. استخدم مصطلح «حادثة» من قبل القيادة العليا الإمبراطورية اليابانية للتهوين من الغزو الياباني للصين. وعلى الرغم من أن اليابان لم تعلن الحرب رسميًا على الصين، وبحلول أغسطس 1937، وفي أعقاب حادثة جسر ماركو بولو في 7 يوليو، والتي تلت الغزو الياباني لشمال الصين، فقد أصبحت هناك حرب بحكم الأمر الواقع بين الصين واليابان.
كان هدف المقاومة الصينية في شانغهاي تعطيل التقدم الياباني السريع، لمنح الحكومة الصينية المزيد من الوقت لنقل الصناعات الحيوية إلى الداخل، وفي نفس الوقت محاولة الفوز بتعاطف الدول الغربية مع الصين. وخلال معركة ضارية لمدة ثلاثة أشهر، تقاتلت القوات الصينية واليابانية في وسط مدينة شانغهاي وفي البلدات النائية وعلى شواطئ ساحل جيانغسو، حيث قامت اليابان بإنزال برمائي.
اعتمد الجنود الصينيون بشكل أساسي على الأسلحة ذات العيار الصغير في دفاعهم عن شانغهاي، ضد الهجمة الشرسة للقوات الجوية والبحرية والقوة المدرعة اليابانية. وفي النهاية، سقطت شانغهاي، وفقدت الصين جزءً كبيرًا من قواتها، بل وفشلت أيضًا في انتزاع أي تدخل دولي. ومع ذلك، كانت مقاومة القوات الصينية بمثابة صدمة كبيرة للغزاة اليابانيين، والتاريخ العسكري. مما اثر على مفاهيم التفوق الثقافي والروح المعنوية للجيش الياباني.
ويمكن تقسيم المعركة إلى ثلاث مراحل، التي شملت ما يقرب من مليون جندي. استمرت المرحلة الأولى من 13 أغسطس – 22 أغسطس، وخلالها حاول الجيش الصيني القضاء على وجود القوات اليابانية في وسط مدينة شانغهاي. واستمرت المرحلة الثانية من 23 أغسطس – 26 أكتوبر، حيث بدأ اليابانيون إنزال برمائية على ساحل جيانغسو، وحارب الجيشان معركة من منزل إلى منزل، في محاولة من اليابانيين للسيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها. أما المرحلة الأخيرة، فبدأت في 27 أكتوبر إلى نهاية نوفمبر، والتي تضمنت انسحاب الجيش الصيني في مواجهة مناورات يابانية، ثم قتال مستميت على الطريق المؤدي إلى العاصمة الصينية نانجينغ.
في 9 أغسطس، دخل الملازم إيساو أوياما من قوات الإنزال البحرية اليابانية الخاصة في سيارة مسرعة نحو بوابة مطار هونغتشياو. وعندما أوقفه الحارس الصيني، حاول الملازم القيادة وعبور البوابة. أوقفه الحارس مجددًا فأطلق أوياما النار عليه وقتله. رد الحراس الصينيون الآخرون إطلاق النار وقُتل الملازم أوياما في تبادل إطلاق النار. كان الدخول إلى مطار هونغتشياو انتهاكًا للشروط المتفق عليها بين الصين واليابان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1932. ما يزال غير معروف ما إذا كان أوياما قد حاول الدخول إلى المطار العسكري. زاد هذا الحادث من حدة التوترات بين القوات الصينية واليابانية في شانغهاي. طالب القنصل العام الياباني في 10 أغسطس الصينيين بسحب كتائب حفظ السلام وتفكيك أعمالهم الدفاعية في جميع أنحاء المدينة. وأوضح أن الجيش الإمبراطوري الياباني اعتبر إطلاق النار على ضابط ياباني أمرًا مهينًا، وأن أي حادثة أخرى ستصعد الوضع. وردًا على الحادث، بدأ اليابانيون بإرسال تعزيزات إلى شانغهاي. ولمواجهة الوجود العسكري الياباني المتزايد في شانغهاي، نُشرت القوات الصينية أيضًا في منطقة شانغهاي اعتبارًا من 11 أغسطس.
في 12 أغسطس، شارك ممثلون من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا بالإضافة إلى اليابان والصين في المؤتمر المشترك الذي عُقد في شانغهاي لمناقشة شروط وقف إطلاق النار. طالبت اليابان بسحب القوات الصينية من شانغهاي، ولكن رفض الممثل الصيني يو هونغ تشون المطلب الياباني، قائلاً إن اليابان قد انتهكت بالفعل شروط وقف إطلاق النار. لم ترغب القوى الكبرى في وقوع حادثة مماثلة لحادثة 28 يناير، والتي عطلت الأنشطة الاقتصادية الأجنبية بشكل كبير في شانغهاي. من ناحية أخرى، رحب المواطنون الصينيون بحماس بوجود القوات الصينية في المدينة. اجتمع ممثلون صينيون ويابانيون لمرة أخيرة في نانجينغ لبذل جهود نهائية للتفاوض. وطالب اليابانيون بأن تسحب الصين جميع كتائب حفظ السلام من شانغهاي وجميع القوات النظامية من ضواحي المدينة. بالمقابل، أصر الصينيون على أن طلب اليابان بالانسحاب الصيني الأحادي غير مقبول لأن البلدين كانا يخوضان سلفًا حربًا في شمال الصين. وفي النهاية، أوضح العمدة يو أن الحكومة الصينية ستُسلم على الأغلب بأن القوات الصينية لم تكن لتطلق النار ما لم يطلَق النار عليها. من ناحية أخرى ألقت اليابان كامل المسؤولية على الصين بسبب نشر القوات الصينية حول شانغهاي. كانت المفاوضات مستحيلة ولم يكن هناك بديل آخر لانتشار الحرب إلى وسط الصين.!!
Discussion about this post