بين المقاومة في غزّة وسلطة أوسلو ..
د.علي أحمد جديد
في الوقت الذي تدعو حكومة العدو إلى تسليح المستوطنين اليهود ، وحثّهم المتواصل على المزيد من التسلّح ، في ذات الوقت الذي تلاحق فيه سلطة أوسلو(محمود عباس) أولئك الذين قد يتعاطفون ولو في أذهانهم مع المقاومة ، أو حتى يُظهرون الرفض المعنوي للاحتلال ، يريد (عباس أوسلو) مقاومة سلمية ناعمة لا تؤذي مشاعر المحتلّ أو المستوطنين ، ولربما في القريب المنظور سيطالب الفلسطينيين بالتجمع في أماكن يحدّدها لهم بنفسه مسبقاً ، إنْ أرادوا التعبير عن مشاعرهم ، ويدعوهم إلى رش الدوريات الإسرائيلية بالأرز وبالزهور تعبيراً عن السلمية والأريحية إزاء الاحتلال !!..
يتبدّى للعالم الآن ، والعدو يشنّ على الشعب الفلسطيني في الضفة وفي القطاع حرباً شعواء تهدف الى تصفية القضية مرة واحدة والى الأبد ، يتبدّى ذلك الضرر الماحق الذي تلحقه سلطة أوسلو بالشعب الفلسطيني ، فقد تُرِك الشعب الفلسطيني أعزلاً ، في الضفة الغربية ليواجه ، ليس فقط جيشاً مسلحاً ، ومدججاً بقطعان من المستوطنين القتلة المسلحين بأفضل أنواع الأسلحة الفردية وأشدها فتكاً !!..
والآن في هذه اللخظات المفصلية في عمر القضية الفلسطينية ، فإن كلّ من يتشبّث بوظيفته في جهاز الأمن الفلسطيني التابع لسلطة (عباس أوسلو) فإنه يمارس نوعاً من الخيانة لوطنه ولشعبه عن سابق تصميم وإرادة ، ولا يمكنه المجادلة باضطراره لذلك في سبيل لقمة عيشه ، وإلا لأصبح مقبولاً أن يمارس البغاء في سبيل لقمة العيش أيضاً .
إنّ الانضواء تحت لواء سلطة عميلة خائنة هو انزلاق إرادي ومتعمَّد في منظومة الخيانة ، ولا يحتمل ذلك أيّ تأويل آخر . لأن هذه السلطة ارتضت لنفسها أن تكون أجيرة و أداة طيعة في خدمة المشروع الصهيوني ، ولن تجدي كلّ مرافعات العالم لتبرير هذه الانزلاقة المزرية و البائسة ، لأن العار هو عار مهما كانت صوره ومبرراته ، وبات الوطن برمّته في مهب الريح ، الشعب الفلسطيني يتعرّض للإبادة المادية والمعنوية لاستئصاله ولتثبيت المعتدي المحتلّ مكانه ، ولن يُغفَرَ لكلّ من يتقاعس عن الإنضواء تحت راية المقاومة المسلحة من دون مراوغة ومن دون التفاف .
الوطن بحاجة لكلّ يد قادرة على أن تمتشق السلاح ، وتندفع دون أن تلوي على شيء سو النصر العزيز أو ال٣شهادة في سبيل الله والحق والوطن .
” قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون . قل هل تربَّصون بنا إلا إحدى الحُسنيين ، ونحن نتربَّصُ بكم أن يصيبكم الله بعذابٍ من عنده أو بأيدينا ، فتربَّصوا إنا معكم مُتربِّصون ” .
Discussion about this post