في مثل هذا اليوم2سبتمبر1938م..
السلطات التركية تقوم بتغيير اسم لواء الإسكندرون إلى الاسم التركي هاتاي.
لواء إسكندرون أو لواء الإسكندرونة، يُعتبر في سوريا المحافظة الخامسة عشر، رغم كونه منذ 1939، تابعًا لتركيا، ويسميه بعض المؤرخين أمثال ستيفن لونغريج «الألزاس واللورين السورية». كانت منطقة إسكندرون تابعة لولاية حلب ضمن سوريا العثمانية، مشكلة مرفأها على البحر؛ ومثلت في المؤتمر السوري العام، ورغم اعتبارها دولة مستقلة في أعقاب صدور مراسيم التقسيم، غير أنه أعيد ربطها بالدولة السورية عام 1926 بجهود الرئيس أحمد نامي، وعاصرت إطلاق الجمهورية السورية الأولى، عام 1938 قامت فرنسا «بخطوة غير مسبوقة واستفزازية» إذ أعادت منح اللواء حكمًا ذاتيًا مع بقاءه مرتبط من ناحية شكلية بالجمهورية السورية، ثم أعادت إلغاء هذا الرباط الشكلي؛ وفي العام التالي 1939، انسحبت فرنسا بشكل نهائي، في حين دخلت اللواء قوات تركية، وقامت بضمه وإعلانه جزءًا من الجمهورية التركية تحت اسم “هاتاي”؛ وهو ما يعتبر مخالفة لصك الانتداب الذي يلزم الدولة المنتدبة بالحفاظ على أراضي الدولة المنتدب عليها.
غالبية سكان اللواء كانت من عرب سوريا الموزعين بين السنة، والعلويين، والمسيحيين، بالإضافة للأرمن، ولم تتجاوز نسبة التركمان فيه 39.4% حسب إحصاءات 1939. بعد سلخ اللواء، نزحت إلى دمشق، وحلب، وحمص، واللاذقية، أعداد كبيرة من عرب اللواء وأرمنه، مع استثناء صغير نزح لبلدة كسب ذات الأغلبية الأرمنية التي كانت تابعة للواء، فعدّلت المفوضية الفرنسية الحدود بحيث تتبع محافظة اللاذقية. أفضى سلخ اللواء لإنطلاق احتجاجات 1939 التي أفضت بالإطاحة بحكومة جميل مردم، ثم استقالة الرئيس هاشم الأتاسي نفسه؛ في السنوات التالية اعتبر اللواء أرضًا محتلة، وساهم هذا الاعتبار في إبقاء سوريا خارج مشاريع على مستوى المنطقة مثل حلف بغداد لكون تركيا عضوًا فيه، توترت العلاقة مع تركيا مجددًا عام 1957، لدرجة إرسال الأسطول المصري إلى اللاذقية للدفاع عن سوريا في حال إندلاع حرب؛ ولم يحدث على مستوى الحكومات المتعاقبة أي اعتراف بشرعية كون اللواء جزءًا من تركيا.
في سوريا الإنتيكية، كانت أنطاكية «عاصمة اللواء» عاصمة سوريا ومركزها، ومقر بطريرك أنطاكية، الرأس المحلي للكنيسة السورية بشقيها البيزنطي والسرياني، ومنه خرجت شخصيات بارزة على مستوى العالم مثل إغناطيوس الإنطاكي، ويوحنا فم الذهب، أما في سوريا المعاصرة فقد خرجت منه مجموعة من الشخصيات التي لعبت دورًا هامًا على الصعيد المحلي مثل رئيس الدولة صبحي بركات، والمفكر زكي الأرسوزي، والشاعر سليمان العيسى.
شهدت المنطقة نزاعاَ على ملكيتها، ففي حين تعتبرها سوريا ارضاً محتلة سورية، فإن تركيا ضمتها إلى أراضيها منذ عام 1938، وأطلقت عليها اسم “ولاية هاتاي”.
يعود تاريخ المنطقة إلى العصر البرونزي بين عامي 1800 و1600 قبل الميلاد، وكان لواء الاسكندرون جزءا من إمبراطورية الحثيين منذ القرن الـ17 وحتى عام 1490 قبل الميلاد حين بسط قدماء المصريين سلطانهم عليه، ثم تناوبت على حكمه عدة أمم، بينها السريان والفرس.
وفي عام 1516، كانت المنطقة تابعة للعثمانيين، حيث ضمها السلطان سليم الأول للحكم العثماني وألحقها بولاية حلب، وظلت خاضعة للحكم حتى عام 1918.
بعد انهيار الدولة العثمانية حظيت المنطقة (لواء الاسكندرون) بحكم ذاتي يتبع للحكومة السورية، وما لبثت أن أعيد ربطها بالدولة السورية عام 1926، في عهد الرئيس السوري أحمد نامي، ثم ضمت تركيا اللواء عام 1938 بعد أن تنازلت لها عنه فرنسا أيام احتلالها سوريا، واعتبرته محافظة تابعة لها .
ويتكون حالياَ اللواء من 6 مدن رئيسية هي أنطاكيا عاصمة المحافظة، وإسكندرون، وأوردو، والريحانية، والسويدية، وأرسوز.
تبلغ مساحة اللواء 47800 كيلو مترمربع، ويتميز بأهميته الإستراتيجية والتاريخية ، حيث يقع على خليج إسكندرون، وكذلك خليج السويدية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ويتصل من الشرق والجنوب الشرقي بمحافظتي إدلب وحلب، ومن الجنوب بمدينة اللاذقية، ومن الشمال بمحافظة غازي عنتاب التركية!!!!!!!!!!