رحيل سعد هدابي
المسرح الديواني ومسرحة العالم
بقلم الااديب والناقد العراقي
(عباس الحسيني)
من امريكا
بهيبته المسرحية وعنفوانه الثقافي ، بدا لي سعد هدابي ، حين التقيته اول مرة ، في قاعة النشاط الثقافي في الديوانية، كائنا سومريا اسطوري الحضور ، كان مسرح الديوانية ، التي ولد فيها سعد هدابي ممتلئا باسئلة الوجود التي حملها منعم سعيد عبر تجليات المسرح الصامت pantomime وظهور الممثل المبدع الراحل هادي المهدي ، مع القلم الدؤوب والرؤية المسرحية المعاصرة سعد هدابي ، الذي حاول ومنذ بداياته الاولى المزج بين اتجاهات المسرح العالمي الى جانب الموروث التاريخي والشعبي، وبخلطة مسرحية اثارت الاعجاب واشارت التفرد الذي خطه الراحل متاثرا بمسرح الشرقاوي وعبد الكريم برشيد.
تخلص سعد هدابي من الارث الشكسبيري، وسطوة البطل المأساوي، واتجه الى مقايسات صموئيل بيكيت وهنري إبسين للعمل على الماثور الانساني، مع تهيئة لروح العمل الشعبي المنطلق الى حلم العالمية
قدم سعد هدابي مسرحيا مليئا بالفنطاريا ومازجا الدرامي بالتجريب والفكاهة المرة وعبر حوارات شعرية الرونق وملغزة الابعاد كمسرحية النخاسة والمخدة ومسرحيو الشارع وقصص حب وثنية والابناء ،
وهكذا قدم سعد هدابي الممثل والتربوي والكاتب والمخرج والمصمم والاستاذ كل النشاطات معا مع جذوة ما عنده للمسرح على ان امل ان تكون رسالته انسانية للعالمية
خسر العراق قامة مسرحية عملاقة
وخسرنا كاتبا فذا ومحاورا عبقريا
لك حبي واحترامي ايها الطيب الذكر
لك الرحمة
ولمحبيك الصبر والسلوان
Discussion about this post