سعد هدابي
ايقونه الابداع
سعد هدابي فنانٌ متعدد المواهب فهو كاتب مسرحي وتلفزيوني ومخرج وممثل وموسيقي
من أعماله مسلسل” دخان الجداول ” ,”الاعتراف الأخير لسندريلا” ومسرحية”قمر حبيبتي” و”شفاه حزينة” ،”حفيظ “،” الطوفان ثانية” وغيرها من عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية.
كما حاز على عشرات الجوائز والشهادات التقديرية, سأحاول ان اشرع بالقليل من خزين عن مشوراه وكتاباته فلقد كتب للمسرح والسينما والتلفزيون وقد وجد نفسه في انه عادة ما يكتب الأشياء ببذخ فلم يختر لونا منفردا .. بل وجد نفسه ضليعاً بكل املاءات المنجز … ربما يكون المسرح أصعب مخاضاته وانه يتلمس الطريق الى صيرورته الاولى لكنه وجدت نفسه معنيا ومتشظيا بكل اشتراطات المنجز وحيثياته … فعندما يكتب للمسرح يحضر الدرس الاول في التعاطي مع هذا الأفق الرحب والشائك .. وهو من صيره كاتباومخرجا في السينما والتلفزيون والمسرح ،شخوص أعماله كلها من الواقع لان الواقع يمنحنه بانوراما مشهدية فائقة التأثير .. فيرى الناس وهم يرسمون خطاهم .. فما كان منه الا ان وثّق ما يقومون به بعيدا عن الانحياز …. فقط ينظرهم بحيادية ، فينسكبون بذاكرته على هيئة ملفات ينبغي صونها من تلف الابتكار وعبث الخيال احيانا فيكتبها كما المنقب الاثري الذي يثبت دلالاته ولكن بطريقته واسلوبه المميز كمؤلف ، أو مخرج ، هذا إضافه الى انه مثل عدة مسرحيات …. لكنه ترك التمثيل لأنه يجده الأصعب في خارطة الإبداع … ووجد نفسه مقتربا من الكتابة والإخراج وشعر براحة نفسية وهو يخرج أعماله بنفسه لانها كما يقول تمرين لي على الأصعب ، أما عن رايه بحركة الإخراج المسرحي بعد التغيير عام 2003 فقد قال عنه في الكثير من لقاءآته ، (بأن المشهد المسرحي في العراق متجدد لأنه يمتلك ظهيرا معرفيا وهناك تجارب كبيرة وعملاقة في هذا الميدان … والان هناك محاولات يقودها العديد من الشباب المبتكرين الراسخين والمضطلعين بالتجريب شكلت نوعا فريدا في قرأتها للخطاب المسرحي فهي تحصد الجوائز عربيا ولها حضور محلي .. لكن المشكلة في ان المساحة التي يتحرك من خلالها هؤلاء الشباب تعاني من الضيق .)
وكثيرا ما يطمح سعد هدابي
في اعماله ورؤاه للوصول الى ماهو جديد في ظاهرة إخراج الاعمال الدرامية والمسرحيه العراقية من قبل مخرجين عرب بهدف الاتساع بنقل هذه التجارب ، وقد صرّح الفنان سعد هدابي عن ذلك في احد الايام فقال بأنها ظاهرة صحية جدا .. وعلى المخرج والمؤلف العراقي ان يتناغم مع هذا الامر ليشعر بوصول ابداعه الى اوسع دائره ممكنه .. ثم لا ننسى ان اهم الاعمال الدرامية العراقية اخرجت من قبل مخرج عربي او ان تسوق اعمال عراقيه الى الدول المجاوره كما كان يحصل للاعمال العراقيه مثل الذئب وعيون المدينة .. والنسر وعيون المدينة وفي الجانب الاخر اخرج المخرج العراقي فيصل الياسري العديد من الاعمال في سوريا والخليج العربي … كان الفنان سعد يطمح لوطنيته ان تكون نموذجا ابداعيا لستفيد النخبه من تلك التجربة . وكما كان الفنان الراحل سعد يطمح ان يكون منقباآثاريا …وكما قال في احد لقاءاته ( يستهويني مذخور التاريخ عبر الحجر والكلمة .. وعملية التنقيب تشعرني بفاعلية .. ربما ترتبط بتنقيبي الان عن شخوص لا تراهم اي عين)تلك توجهاته جعلت منه منقبا في سسيولوجيا المجتمع لينسج من ذلك شخصياته التي الفها .ليدعمها ويبنيها بروحه الموسيقيه اضافه الى كونه مؤلفا ومخرجا فهو عازف عود .. وكأنه يتغنى ويمشي على ضفاف نهر الفرات في مدينته الديوانية .تلك المدينه التي ولد فيها في البيئة والمناخ الذي أسهم في صيرورة أشيائه مذ أبصر الدنيا … فهي الذاكرة وهي الالتباس .. وهي نقطة الشروع الاولى التي أسهمت بكل أبعاد موهبته ..فهو فطر على ان يرى الأشياء صريحة والبيئة كانت تغيثه في ان يرسم خارطة الأشياء عبر مدينة تغفو على نهر الفرات بوداعة وسكينة … أزقتها المتعرجة التي تبحر فيك الى ما لانهاية .. بيوتاتها التي اكتست بوهج الشمس .. وإنسانها الذي لم يزل كعادته كريما .مدينه قد لاذت بالعزله وكأنها امرأه تلفعت بعباءتها خجلا كما يقول عنها الشاعر الكبير كزار ، هكذا عرف الفنان سعد هدابي بنزاهته والتزامه وصدقه وحبه الباذخ لفنه ووطنه واهله وما يحمله من شجون وشؤون لم ولن يتوانى بالافصاح عنها بمنجزه الابداعي الذي اصبح ارثا ثقافيا ينهل منه المبدعون في مختلف ارجاء العراق والوطن العربي كأعمال دراميه ومسرحيه وتلفزيونيه وسينمائيه ليصبح مفخره لنا ولبلده العراق
منعم سعيد
Discussion about this post