وداعا سعد هدابي..
بضحكته التي يطلقها كالحمائم فترقص لها القلوب، وابتسامته التي ما انطفأت يوماً تملأ روح من يرافقه بهجة، ونبرات صوته العالية التي تتلذذ لها الآذان، وحديثة الممتع الذي لا يُمل، جالسته كثيرا، واستشرته في أمور الكتابة للمسرح، هو من شجعني لكتابة النص المسرحي، وقد قدم إصداري الاول للمسرح «ضوء في بداية النفق» بكلمات ضمنتها مقدمة الكتاب( ليست ثمة ما يدعونا أن نحرك الراكد من النمط السائد في رحلتنا القدرية حد الانعتاق.. سوى نهارات من مرايا مسرح يولد من رحم الخيال).
آخر إتصال للراحل معي، كان يترحم على ولدي ويهدأني ويوصيني على التماسك، والصبر،
وعدني أنه سيزورني قريبا الى البيت أو في الطاحونة، وقال إنتظر مني الموعد فأنا ساتصل بك.
كان والله خبر رحيله فاجعة ألمتني كثيراً، وخسارة كبيرة للديوانية والعراق والادب والفن عموما على مستوى الوطن العربي، فالراحل غني عن التعريف، نجما ساطعا في سماء الفن والادب، أعطى كل جهده للمسرح كاتبا ومخرجا، كذلك فهو سيناريست بارع، كتب سيناريوهات مسلسلات وافلام كثيرة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العربي ايضا، كان رحيلة صدمة هائلة لمعارفه ومحبيه، اقول، رحل الهدابي قبل أوانه، وقد كنا ننتظر منه المزيد، وهو ايضا كان يعدنا بالمزيد،فلديه مشاريع عديدة حال الموت دون تنفيذها وانجازها، لكنه أمر الله، ولا يدوم إلا وجه الكريم الحي الباقي بعد فناء كل شيء.
الرحمة لروح صديقنا، حبيبنا، زميلنا إستاذنا قدوتنا ا. سعد هدابي، تغمده الله بواسع رحمته، وانا لله وانا اليه راجعون.
جبار ال خديدان القريشي.
Discussion about this post