فقرة “أجمل ما قرأت اليوم” للأستاذ خالد بوزيان موساوي
تسافر بنا اليوم إلى الأردن؛
لتستضيف الكاتبة والشاعرة الأردنية عضو النافذة الأستاذة منتهى إبراهيم عطيّات.
وذلك من خلال هذا النص البديع:
مَاذَا لَوْ عَادَ مُعْتَذِرًا ؟
سأحرق الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا . . مَاذَا يفيدني إعْتِذَارِه بَعْد دماره ؟
كَان كنسمة الْفَجْر ، لمّا داعبت خَصَلَات شِعْرِي ، كهمسة الْوُدّ ، لمّا اِصْطَفّ البدرُ ، للشوقٍ يُرْوَى ، كلهفةِ محبٍ أَثْلَجَت صَدْرِي ذَاكَ هُوَ قَمَرِيٌّ .
هُوَ مِنْ نسجَ للغيابِ أَجْمَل شال . .
هُو عُنْقُود الْعِنَب ، إذَا مَا العودُ للعودِ رَيّان . .
وَأَنَا ابْنُ الصَّبْر تعالَ أُعْطِيَكَ مِنَ الخيبات أَجْمَل مِثَال…
يَا لَهْفَ نَفْسِي مَا أَنَا بصانع ؟
الرُّوح لِلرُّوح ِتُصارع…
وَالشَّوْق يُدمي مُقلتاي فَهَلْ أَنْتَ لِي بسامع …
جِدني عَلَى مَدَار الضِّلْع ، سَأَجْعَل طيفك لِي مُنازع…
احْتَاج ظلُك ، ظلَ يُرثي رَوْعِه الْغُيَّاب . .
فلتُشرقْ مِن سراديب رُوحِي ، تلويحات الْعِتَاب….
رَافَق ضَجِيج قَلْبِي ، سيُبْلغُك الْجَوَاب . . .
اشكي عَلَيْك الْحَالُ ، وتاه مِن شدوي كُلِّ سُؤالٍ..
أَسْأَل دَوْمًا عَنْ الْحَالِ..
الْحَال مُتعبٌ يَا صَدِيقِي . وَالرُّوح مُبعثرة ، وهشاشةِ النَّفْس تَنْتَظِر شَوْقا لطالما طَال . .
الْأَحْدَاث مُتسلسلة ، و التشتتُ يعزفُ عَلَى لَحْنٌ التَّرْحَال ، و الْغُرْبَة تلّوح بكوفية الْبُعْد ، وتُعلن أَنَّ هَاهُنَا انْتَهَى الْوِصَال..
رَمَاد الذِّكْرَى يُشاطر الرِّيح ، ذَاك وَعَد ٌ عَلَيْنَا قَطَعْنَاه بِامْتِثَال . . .
هَذَا حَالِي فَكَيْف الْحَال ؟
فَكَيْفَ لَوْ عَادَ مُعْتَذِرًا عَمَّا كَانَ ؟
لَن يُغَيِّرُ مَا طُبِعَ فِي الْأَذْهَانِ ، وَلَن يُترجم شعورياً قُتِلَ ذَات لَحْظَة ٍ مِنْ وِصَالِ .
Discussion about this post