في مثل هذا اليوم 30 يناير1962م..
الحكومة المصرية تـَعـِد بدفع تعويضات كاملة لكل اليونانيين في مصر الذين صودرت أملاكهم.
كان لليونانيين حضور بارز في مصر منذ الفترة الهلنستية حتى ما بعد ثورة 23 يوليو 1952، حيث سافر معظمهم. هذا بالإضافة إلى العلاقة الخاصة والفريدة للحضارتين المصرية واليونانية، والتي ترجع لآلاف السنين والتي استمرت على بعض المستويات إلى يومنا هذا. الاسهامات الثقافية والأكاديمية للحضارات اليونانية في مصر موثقة بشكل جيد ومتفق عليها من قبل المؤرخين، الأكاديميين والباحثين.
وعلى الرغم من توافد الجاليات الأجنبية على مصر في عصور وحقب زمنية مختلفة، فإن الجالية اليونانية تظل لها تأثير خاص في التاريخ المصري، فلا يزال ظلال هذا التأثير ظاهراً في شوارع وأزقة ومحال ومقاهي مدينة الإسكندرية، كما تحتفظ الجالية بحضور خاص في العاصمة القاهرة.
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وتولي الرئيس السابق جمال عبد الناصر الحكم، وبدأ سياسة التأميم، تقلصت أعداد اليونانيين في مصر، وهاجر معظم أفراد الجالية التي أقامت بمصر ردحا من الزمن إلى اليونان والبرازيل وكندا والولايات المتحدة وأستراليا، وهي المجتمعات التي وفرت لهم مناخا كوزموبوليتانيا يشبه حياتهم في الإسكندرية حيث تعدد اللغات والجنسيات، لكنهم ظلوا مترابطين يعيشون على أمل العودة، فأسسوا روابط واتحادات خاصة بهم بوصفهم مصريي الهوية.
لكن ما لم يكن في الحسبان هو ما تعرضت له اليونان من أزمة اقتصادية ومحاولتها خفض عجز ميزانيتها وما تبعها من خفض المعاشات وتقليص الوظائف مقابل الحصول على دعم مالي كبير من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، مما جعل كثيرا من اليونانيين يخطط جديا للعودة إلى مصر والبحث عن ممتلكاته والاستقرار مرة أخرى فيها.
الجاليات اليونانية
كونستانتين كڤافي.
ظل أعضاء الجالية الذين لم يغادروا مصر منغلقين تماماً على أنفسهم، يرحبون على استحياء بالصداقات والعلاقات مع المصريين، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يرفضون مغادرة الإسكندرية، في 2010 بلغ عدد أعضاء الجالية نحو 4.000 يوناني، ما بين يونانيين مصريين ويونانيين وافدين، منهم المعلمون والطلبة الدارسون في الجامعات المصرية أو المختصون في الآثار، وهم يتبعون البطريركية الأرثوذكسية اليونانية، وهي الكنيسة الأم في عموم أفريقيا، وواحدة من أقدم البطريركيات في العالم.
ويرأس الجالية اليونانية بالإسكندرية حالياً إدموندو كاسيماتيس، وهو صاحب محلات مينرفا الشهيرة بمحطة الرمل، الذي ورث المحل عن أجداده منذ أكثر من 100 عام، وهو مقيم بالإسكندرية مع أبناء عمومته وأولادهم الذين يديرون أيضا عددا من المطاعم والمقاهي بالإسكندرية.
ويعتبر اليونانيون من أكثر الجاليات التي تم تجسيدها في أهم أفلام السينما المصرية القديمة، فنادرا ما يخلو فيلم من خواجه يوناني سواء صاحب مطعم أو حانة أو نادل أو ترزي أو خياطة أو صاحبة بانسيون.!!
Discussion about this post