في مثل هذا اليوم26 مايو2011م..
صربيا تعلن عن اعتقال القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش الذي يلاحقه القضاء الدولي بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
راتكو ملاديتش (بالصربية: Ратко Младић) (مواليد 12 مارس 1942 في بوجانوفيتشي، دولة كرواتيا المستقلة) هو مجرم حرب مدان من صرب البوسنة والهرسك وعقيد قاد جيش جمهورية صرب البوسنة خلال حروب يوغوسلافيا. في عام 2017 أدين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
كان ملاديتش عضو منذ فترة طويلة في رابطة شيوعيي يوغوسلافيا وقد بدأ حياته المهنية في جيش يوغوسلافيا الشعبي في عام 1965. وقد برز في حروب يوغوسلافيا في البداية كضابط رفيع المستوى في جيش يوغوسلافيا الشعبي وفي وقت لاحق كرئيس للأركان العامة لجيش جمهورية صرب البوسنة في حرب البوسنة والهرسك 1992-1995. في يوليو 1996 أكدت المحكمة الابتدائية للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي بدأت في غياب ملاديتش بموجب القاعدة 61 للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة جميع التهم الواردة في لوائح الاتهام الأصلية ووجدت أن هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأنه ارتكب الجرائم المزعومة وأصدرت مذكرة توقيف دولية. عرضت حكومتا صربيا والولايات المتحدة 5 ملايين يورو للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقال ملاديتش. ومع ذلك تمكن ملاديتش من البقاء طليقا لما يقرب من ستة عشر عام حيث تم إيوائه في البداية من قبل قوات أمن صربيا وصرب البوسنة والهرسك ثم من قبل الأسرة في وقت لاحق. في 26 مايو 2011 ألقي القبض عليه في لازاريفو بصربيا. اعتبر اعتقاله أحد الشروط المسبقة لمنح صربيا وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
في 31 مايو 2011 تم تسليم ملاديتش إلى لاهاي حيث تمت معالجته في مركز الاحتجاز الذي يحتجز المشتبه بهم للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. بدأت محاكمته رسميا في لاهاي في 16 مايو 2012. في 22 نوفمبر 2017 حكمت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة على ملاديتش بالسجن المؤبد بعد إدانته بـ 10 تهم وهي واحدة بالإبادة الجماعية وخمس جرائم ضد الإنسانية وأربعة من انتهاكات قوانين أو عادات الحرب. تمت تبرئته من تهمة واحدة تتعلق بالإبادة الجماعية. بصفته أكبر ضابط عسكري مسؤول عن القيادة اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ملاديتش مسؤول عن كل من حصار سراييفو ومذبحة سريبرينيتشا.
اعتقل ملاديتش في 26 مايو 2011 في لازاريفو شمال صربيا. تم توقيفه من قبل عشرين ضابطا من الشرطة الخاصة الصربية يرتدون زيا أسود وأقنعة ولا يرتدون أي شارة. ورافق رجال الشرطة عملاء من وكالة المعلومات الأمنية ومكتب نيابة جرائم الحرب. دخل الضباط القرية في أربع سيارات دفع رباعي في ساعات الصباح الباكر بينما كان معظم السكان نائمين. أزالوا ما يصل إلى أربعة منازل في وقت واحد كل منها مملوك لأقارب ملاديتش. كان ملاديتش على وشك الدخول إلى الفناء في نزهة على الأقدام بعد أن أيقظه الألم عندما قفز أربعة ضباط من فوق السياج واقتحموا المنزل بمجرد تحركه نحو الباب وأمسكوا بملاديتش وطرحوه على الأرض وطالبوه بالتعريف عن نفسه. عرف ملاديتش نفسه بشكل صحيح وسلم مسدسين كان يحملهما. ثم اقتيد إلى بلغراد. تم القبض على ملاديتش في منزل ابن عمه برانيسلاف ملاديتش في شارع 2 فوكا كاراديتش.
تم التعرف على برانيسلاف كمشتبه به محتمل قبل شهرين على الأقل وكان تحت المراقبة حتى اعتقاله. بعد بعض الشكوك الأولية حول هوية المعتقل أكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش في مؤتمر صحفي أنه ملاديتش وأعلن أن عملية تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة جارية. كان ملاديتش يستخدم الاسم المستعار «ميلوراد كوماديتش» عندما كان مختبئا. لم يكن ملاديتش مطلق لحية أو أي قناع. وبحسب ما ورد أظهر مظهره أنه «تقدم في السن بشكل كبير» وأن أحد ذراعيه أصيب بالشلل بسبب سلسلة من السكتات الدماغية.
بعد إلقاء القبض عليه مثل ملاديتش أمام محكمة بلغراد العليا لجلسة استماع بشأن ما إذا كان لائق لتسليمه إلى لاهاي. أوقف القاضي ميلان ديلباريتش الاستجواب بسبب حالته الصحية السيئة. قال محامي ملاديتش ميلوش شالييتش إن حالته الصحية السيئة منعته من التواصل بشكل صحيح. يُزعم أنه لم يتمكن من تأكيد بياناته الشخصية لكنه حاول التحدث إلى المدعين العامين في عدة مناسبات وخاصة مع نائب المدعي العام لجرائم الحرب برونو فيكاريتش.
ومع ذلك قضت المحكمة بأنه لائق للتسليم في 27 مايو. وبحسب وزارة الصحة الصربية وصف فريق من أطباء السجن حالته الصحية بأنها مستقرة بعد الفحوصات. كما زار ملاديتش في السجن وزير الصحة زوران ستانكوفيتش وهو صديق سابق. تم تسليم ملاديتش إلى لاهاي في 31 مايو 2011 وبدأت محاكمته رسميا في لاهاي في 16 مايو 2012. كما نجا ملاديتش من نوبة قلبية أصيب بها عندما كان في وحدة احتجازه في 23 ديسمبر 2013.
تم القبض على ملاديتش في نفس اليوم الذي زارت فيه ممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بلغراد. أدى اعتقاله إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الذي كان يشعر بالقلق من أن صربيا كانت تؤوي ملاديتش. في يوليو 2015 قالت وسائل الإعلام إنه «يحاول العثور على ضابط نرويجي ليحضر إلى لاهاي ليشهد» في المحاكمة.
في عام 2017 أدانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ملاديتش في 10 تهم: إبادة جماعية وخمس جرائم ضد الإنسانية وأربع انتهاكات لقوانين أو أعراف الحرب. تمت تبرئته من تهمة واحدة تتعلق بالإبادة الجماعية. بصفته ضابط عسكري كبير مع مسؤولية القيادة اعتبر ملاديتش مسؤول عن كل من حصار سراييفو ومذبحة سريبرينيتشا من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. حكمت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة على ملاديتش بالسجن المؤبد.
في عام 2018 أثناء عملية الاستئناف تم تغيير ثلاثة من القضاة الخمسة في محكمة الاستئناف من قبل آلية المحكمتين الجنائيتين الدوليتين لأنهم «يبدون متحيزين» معتبرين أنهم قدموا سابقا بعض الاستنتاجات المرتبطة لملاديتش في قضايا أخرى في لاهاي.
في يناير 2019 وافقت محكمة الاستئناف التمهيدية جزئيا على طلب الادعاء وأصدرت ثلاثة من أصل خمسة التماسات قدمها ملاديتش لتقديم أدلة جديدة. في 7 يونيو 2019 طلب ملاديتش تمديد طلبات الاستئناف التي قدمها وتم قبولها. في 13 يونيو 2019 أُعلن في مؤتمر الحالة أن ملاديتش قد تم تشخيصه ب«عدم انتظام ضربات القلب غير المؤذي» ولم يبدأ أيضا تحديد موعد لجلسات الاستئناف المحتملة. في 10 يوليو 2019 نُقل ملاديتش إلى المستشفى بعد تعرضه لخوف صحي لكنه خرج بعد ذلك وأُعيد إلى وحدة الاحتجاز في لاهاي في 12 يوليو بعد أن تبين أن المرض لا يهدد الحياة وليس علامة على زيادة مشاكل القلب.
عُقدت جلسة الاستئناف الأولى يومي 25 و 26 أغسطس 2020. في 3 سبتمبر 2020 صوتت هيئة القضاة المكونة من خمسة قضاة الذين يمثلون محكمة الاستئناف بأربعة أصوات مقابل صوت واحد لرفض طلب ملاديتش بالاستشفاء في المستقبل خارج مركز احتجازه في لاهاي. في 8 يونيو 2021 رُفض استئناف ملاديتش النهائي وتأكد الحكم بالسجن المؤبد.!!