في مثل هذا اليوم30 اغسطس1914م..
القوات الألمانية تستولي على مدينة أميان الفرنسية وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى.
مع بداية الحرب العالمية الأولى، كان العالم شاهداً على مذبحة حقيقية تكبدتها القوات الفرنسية، وأسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى خلال يوم واحد من المعارك، حيث لم تتردد الرشاشات الألمانية على الجبهة الغربية في تحويل منطقة امتدت على طول 400 كلم ما بين بلجيكا ومنطقة لورين (Lorraine) إلى بركة دماء، معلنة بذلك بداية عصر جديد تميز بارتفاع مذهل في أعداد القتلى بفضل تطور الأسلحة وتواصل تأخر فرق المشاة.
تعتبر معركة الأردين (Battle of the Ardennes)، والتي جرت وقائعها بين يومي 21- 23 من شهر آب/أغسطس سنة 1914 واحدة من أسوأ فصول حرب الحدود بين الألمان من جهة والفرنسيين والبريطانيين من جهة ثانية مطلع الحرب العالمية الأولى.
فعلى إثر الهزيمة القاسية التي تلقتها القوات الفرنسية على يد الألمان بمعركة لورين يوم العشرين من شهر آب/أغسطس سنة 1914 عاشت مناطق الأردين وشارليروا (Charleroi) خلال اليومين التاليين على وقع معارك ضارية.
وشهدت معركة شارليروا التحاما داميا بين قوات الجنرال الفرنسي تشارلز لانريزك (Charles Lanrezac) الذي قاد الجيش الفرنسي الخامس وقوات الجنرال الألماني كارل فون بلو (Karl von Bulow) الذي حمل على عاتقه مهمة قيادة الجيش الألماني الثاني خلال هذه المعركة.
يوم الثاني والعشرين من شهر آب/أغسطس سنة 1914، تكبدت القوات الفرنسية خسائر بشرية مذهلة حيث قتل خلال هذا اليوم وحده ما يزيد عن 27 ألف جندي فرنسي بكل من الأردين وشارليروا وروسينيول (Rossignol) وهو رقم يعادل عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا خلال حرب التحرير الجزائرية والتي استمرت لأكثر من سبعة سنوات.
ومثّل هذا العدد المرتفع للقتلى صدمة حقيقية للقيادة العسكرية الفرنسية ليصبح بناء على ذلك يوم الثاني والعشرين من شهر آب/أغسطس سنة 1914 أكثر يوم دموي في التاريخ العسكري الفرنسي.
وفي ألمانيا تفاجأ القيصر الألماني فيلهلم الثاني (Wilhelm II) حال سماعه بالخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها الفرنسيون. وأواخر ذلك اليوم، اتجه القيصر الألماني نحو جنرالاته للتأكد من حقيقة هذا العدد الهائل من القتلى وإمكانية استسلام فرنسا.
خلال نفس ذلك اليوم، وصل جنود الجيش الثالث الألماني بقيادة الجنرال ماكس فون هاوسن (Max von Hausen) إلى المكان لدعم زملائهم بالجيش الثاني وبفضل ذلك كسب الألمان المزيد من قوات المشاة، كما توفرت لهم أكثر من 300 رشاشة إضافية. في أثناء ذلك خاب ظن الفرنسيين والذين انتظروا بفارغ الصبر قدوم البريطانيين لمساندتهم.
يوم الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس سنة 1914 بلغ إلى مسامع الجنرال الفرنسي تشارلز لانريزك خبر انهيار القوات الفرنسية على طول خط الجبهة الحدودية.
وأمام هذا الوضع السيئ اتخذ الأخير قراراً، من دون استشارة القيادة العسكرية الفرنسية، أمر من خلاله بانسحاب الجيش الخامس الفرنسي على طول الجبهة من أجل إعادة تنظيم خط دفاعي جديد. ولتبرير موقفه أكّد تشارلز لانريزك أن نهاية فرنسا ستكون حتمية مع سقوط الجيش الخامس الفرنسي.!!