في مثل هذا اليوم30 اغسطس1946م..
القوات البريطانية تنسحب من سوريا ولبنان.
الانتداب الفرنسي على سوريا أو الاستعمار الفرنسي (بالفرنسية: Mandat français en Syrie et au Liban)، (بالإنجليزية: French Mandate for Syria and the Lebanon)، هو الحالة التي شكلت النظام الأعلى للسياسة والمجتمع في سوريا منذ أن هزمت قوات المملكة السورية العربية ضعيفة التسليح والعدد في معركة ميسلون في 24 تموز عام 1920، وحتى تمام جلاء القوات الفرنسية عن كامل التراب السوري يوم 17 نيسان عام 1946، والذي غدا اليوم الوطني السوري، وقد أقرت عصبة الأمم الانتداب رسمياً عام 1922.
يمكن تقسيم الانتداب إلى عدة مراحل تاريخية بدءاً من تقسيم البلاد عام 1920 وإخضاعها للحكم المباشر، إلى الوحدة بين دمشق وحلب في الدولة السورية عام 1925، ثم تمخّض الثورة السورية الكبرى عن انتخابات الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1930 الذي أعلنت بموجبه الجمهورية السورية الأولى، أما الإضراب الستيني فقد أفضى أواخر عهد محمد علي العابد إلى وحدة البلاد ومعاهدة الاستقلال، غير أن فصل لواء إسكندرون واحتجاجات 1939 وكذلك الحرب العالمية الثانية أدت إلى توقيف العمل بالدستور وإعادة البلاد للحكم المباشر، وقد خضعت البلاد لحكومة فيشي حتى عام 1941 حين سيطر عليها الحلفاء، وأعلن شارل ديغول استقلالها وإعادة العمل بالدستور، وبعد الحرب العالمية الثانية أدت انتفاضة الاستقلال إلى تحقيق جلاء الفرنسيين عن كامل التراب السوري.
كان المفوض السامي الفرنسي يقيم في بيروت وله صلاحيات مطلقة في التشريع والتعيين، وكذلك عيّن موظفون فرنسيون في الوزارات والدوائر الحكومية بوصفهم مستشارين، وأما المحاكم فكانت مختلطة من قضاة سوريين وفرنسيين، وبعد إقرار الدستور تقلصت صلاحيات المفوض الفرنسي، غير أنه لم يعتمد الدستور وينشره إلا بعد أن أضاف مادة تنصّ على «تقييد العمل بأي مادة تخالف صك الانتداب»، وكانت الفرنسية اللغة الرسيمة للدولة السورية إلى جانب العربية، وقد ترك الفرنسيون آثارهم على التنظيم الإداري والعسكري السوري، الذي تأثر لاحقًا خلال عهد الجمهورية الثانية بالتنظيم السوفياتي، كما تركوا آثارًا واضحة في تخطيط المدن السورية وتنظيمها.
الاحتجاجات السورية 1945 والتي تعرف أيضًا باسم انتفاضة الاستقلال، هي مظاهرات عمّت دمشق ومدنًا سوريّة أخرى كحمص وحماة واللاذقية، وامتدت لتشمل صدامات مع سلطة الانتداب الفرنسي على سوريا. بدأت في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية وتطورت لقصف دمشق بالمدفعية الثقيلة واحتلال مبنى البرلمان. تدخل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، أدى إلى وقف قصف دمشق وعودة القوات الفرنسية إلى الثكنات خارج المدن، وبداية المفاوضات الثلاثية التي أدت إلى جلاء القوات الفرنسية عن سوريا وزوال الانتداب نهائيًا في 17 أبريل 1946.
أدت الانتفاضة أيضًا إلى مطالبة شباب سوري بتشكيل «جيش تحرير وطني»، وتعرض عملاء فرنسا لعمليات تصفية، والدعوة لسحب الأموال من البنوك الفرنسية، وحث الأهالي على عدم إرسال الأولاد إلى المدارس الفرنسية، كما رجمت السيارات الفرنسية في كل مكان بالحجارة أو القاذورات، وأعلن الإضراب في جميع الدول العربية لمدة 24 ساعة تضامنًا مع سوريا، وعقد أول اجتماع على مستوى القمة لجامعة الدول العربية، وإلى امتداد التظاهرات إلى لبنان. إضافة إلى تدخل عسكري بريطاني عبر مطار وميناء بيروت، رغم معارضة شارل ديغول للتدخل، مشرفة على عملية تسليم السلطة؛ وقد اعتبرت الصحافة الفرنسية الاحتجاجات أول «هزة» لصورة شارل ديغول السياسية. كذلك فإن الجيش السوري تم الإعلان عن تأسيسه في 1 أغسطس، وهي المناسبة التي غدت عيد الجيش في سوريا ولبنان.
اعتبرت الحكومة السورية الجنرال بينيت ونائبه أوليفا روجيه مملثلي فرنسا في دمشق «مجرمي حرب»، غير أنه لم تتم محكمتهما مطلقًا.!!