تونسيات عالمية
بقلم الكاتبة فائزة بنمسعود تونس
علاقات الفيس او النت شبيهة بعلاقات محطات السفر -حيث يجلس مسافران حذو بعضهما ينتظران قدوم القطار مثلا –
وقد يطول الانتظار اما لتأخر موعد القطار او لحضورهما قبل موعده بوقت طويل–ينظر كل منهما الى الاخر خلسة و بطرف خفي مسترقا النظر ومحاولا في غفلة من الاخر قراءة ملامح وجهه وحالما يحس به الطرف الآخر يحول نظره متظاهرا بانه يرنو الى البعيد مراقبا حركة المسافرين ولوحة المواعيد -ويأتي دور الثاني فيعيد نفس السيناريو-وهكذا تتكرر العملية عدة مرات -وما ان يطمئن الواحد للآخر حتى يتطلعان معا للوحة القدوم والذهاب وفي نفس الوقت الى الساعة الضخمة التي تجثم على صدر جدار القاعة وعادة تكون معطلة في قصر مشيد -هذا في اغلب المحطات العربية
ويلتفتان لبعضهما في نفس اللحظة في تساؤل عجيب-كم الساعة عندك؟؟وهكذا يبدأ التعارف
-انت مسافروكل يرى حقائب الآخر وربما جواز او تذكرة السفر—وكأنه أتى للتسلية والتمتع بقلق وضغط الانتظار!!وتتتالى الاسئلة-من اين؟والى اين؟اول مرة تسافر-متعود الخ-ويمضي الوقت ويكون التعارف مكثفا وكأن كلاهما يحتضر ويحاول املاء وصيته الشفوية على الاخر في غفلة من عزرائيل
ويحين موعد سفر احدهماوقد صارا صديقين حميمين وينسى كل منهما ان يأخذ عنوان الآخر…وينتهي الامر وتكتب النهاية ،ويسدل الستار على افضل فصل في مسرحية الانتظار-وقد يركبان نفس القطار ولاينزلان في نفس المحطة..أليست هذه علاقات الفيس؟؟!
وفيّ كل محطة انتظار، وصديق جديد، وألم وداع جديد- ودموع-وفراق قد يتعذر او يستحيل بعده اللّقاء -وتلك الايام تتسرب بين أيدينا ومن أعمارنا ….
والى اللّقاء مع تونسيات
فائزه بنمسعود
اي يوميات مارقة الجزء الثاني
Discussion about this post