مختارات ..
=-=-=-=-=
الغَيرَة ..
د.علي أحمد جديد
( الغَيْرَةُ ) هي أفكارٌ ، وأحاسيسٌ وتصرفات تَتولَّد في نفس الشخص عندما يظن أو يشعر بأن علاقته القوية بشخص ما تُهَدَّدُ من قِبَلِ طرفٍ ثالثٍ ومنافس ، وقد يكون الطرف الثالث مدركاً أو غيرَ مدرك بأنه يُشكِّلُ هذا التهديد .
وتصنف بعض الدراسات ( الغَيرة ) على أنها ضعف أو عدم ثقة بالنفس ، غير أن العلماء يؤكدون بأن ( الغَيرة ) سلوك متأصل في جينات الفرد و لها أيضاً بعض الفوائد . لكن الحذر أن تتحول هذه ( الغَيرة )إلى حالة مرضية .
وقد فسّرت دراساتٌ مختلفة أن مشاعر ( الغَيرة ) هي مشاعر نابعة من عدم الثقة بالنفس ، وهو تفسير يصفه علماء النفس بـغير الواقعي ، نظراً لأن مشاعر ( الغَيرة ) موجودة في الجينات ولأسباب تتعلق بحماية العلاقة الخاصة والمميزة التي بين شخصين .
وقد نقلت صحيفة “دي فيلت” الألمانية عن المعالج النفسي الألماني ( فولفغانغ كروغر ) قوله :
” إن الخوف على ضياع العلاقة العاطفية هو أساس ( الغَيرة ) . وينتج هذا الشعور بتهديد العلاقة بين طرفين نتيجة الإحساس بوجود طرف ثالث قد يحل في حياة الطرف الآخر .
ويتفق ( كروغر ) مع المقولة السائدة بأن الغَيرة دليل على الحب ويرى أن الغَيرة الطفيفة هي التعبير عن الحب والاهتمام بالشريك .
كما ويُقسِّم الخبراء الغَيرة إلى ثلاثة أقسام :
( الطفيفة والمتوسطة والشديدة) . ففي الوقت الذي تعتبر فيه ( الغَيرة ) الطفيفة دليلاً على الحب ، فإنها يمكن أن تتسبب أيضاً بتدمير العلاقة كلياً .
أما( الغَيرة ) المتوسطة فهي التي يبدأ فيها الشخص بالقلق الشديد على أي شيء بسيط له علاقة بشريكه .
ولم يتمكن العلماء من تحديد المرحلة التي تتحوّل فيها ( الغَيرة ) من تعبير عن الحب إلى حالة مرضية ، لكنهم ينصحون في هذه الحالة ببحث أسبابها ، والتي يمكن أن تمتد جذورها إلى ما قبل العلاقة أو بسبب التعرّض للخيانة في علاقات سابقة . وفي الوقت نفسه يمكن النظر للغَيرة على أنها جهازُ إنذارٍ يُشير إلى غيابِ أو تجاهلِ عنصرٍ ما في العلاقة القائمة بين الشريكين . وهنا يجب التوقف وإمعان النظر في المشاعر التي ربما تكون قد ضعفت بسبب روتين الحياة اليومية ، كما يقول ( كروغر) .
Discussion about this post