فى مثل هذا اليوم 5 ديسمبر 1242م..
أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله يتولى الخلافة في الدولة العباسية.
أبو عبد المجيد «المستعصم بالله» عبد الله بن منصور المستنصر بالله (1213 – 656 هـ /1258) كان آخر خليفة عباسي في بغداد. حكم بين عامي 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله. في عام656 هـ /1258، غزا المغول الدولة العباسية تحت قيادة هولاكو خان. بعد أن سقطت بغداد في أيديهم، أعدم هولاكو المستعصم بعد أن قام مؤيد الدين بن العلقمي بمساعدة المغول في خطتهم حيث استطاع بحكم منصبه كوزير دولة أن يحث على صرف جيش المستعصم بذريعة أمن البلاد والعباد، وبسبب جهل المستعصم صرف الجيش ولم يَبْقَ في آخر أيامه إلا عشرة آلاف مقاتل، مما كان سببًا في دخول جيش هولاكو بغداد وقتل مليون وثمانمئة ألف مسلم، وقُتِل المستعصم وانتهت الخلافة العباسية ببغداد
أرسل ابن العلقمي إلى هولاكو قائد المغول يشير عليه باحتلال بغداد فزحف هولاكو سنة (656هـ) وخرجت إليه عساكر المستعصم فلم تثبت طويلًا، ودخل هولاكو بغداد. جمع ابن العلقمي سادات وعلماء بغداد إلى هولاكو حيث قتلهم جميعًا، وأبقوا على الخليفة المستعصم إلى أن دلهم على مواضع الأموال ثم قتلوه، وكان قتله على يد المغول سنة (656هـ). وبموته انقرضت دولة بني العباس في العراق. وأصبح ابن العلقمي وزيرًا عند هولاكو وحاكمًا في بغداد ولم يدم حكمه طويلًا حيث توفي بعدها بأشهر.
وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية (13/ 201) قوله: وأوهم – يعني ابن العلقمي – الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم وأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة إليه في سبعمئة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان. وهكذا تم أسر الخليفة وقتله بناءً على نصيحة ابن العلقمي لهولاكو. كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 201): وقال الوزير ابن العلقمي: «متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك»، وحسَّنوا له قتل الخليفة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة (5/ 155) عن ابن العلقمي: وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم -يعني فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى العامة عن قتالهم -يعني التتار- ويكيد أنواعًا من الكيد.
كيفية دخول بغداد
سار هولاكو مع أكبر جيش مغولي تم تجهيزه على الإطلاق، واستطاع أن يخضع قبيلة اللُر بسهولة، ومن خلال سمعته الرهيبة استطاع أن يجعل الحشاشين يستسلمون إليه ويسلمونه قلعتهم (قلعة ألموت) دون قتال.
في يوم الجمعة 1 فبراير 1258 هدم المغول برج العجمي ويوم الاثنين تسلق المغول السور الذي كان هولاكو واقفًا أمامه وقتلوا العساكر البغدادية الذين كانوا واقفين فوقه. وفي المساء أصبحت جميع الأسوار الشرقية في أيدي المغول. أمر هولاكو بعمل جسر ونصب مجانيق وأن لا يسمحوا لأي أحد في الهرب بالمراكب. فلما حاول مجاهد الدين أيبك الدواتدار الصغير الهرب بالمراكب ضربته العساكر بالمنجنيق والسهام وقوارير القطران وأخذوا ثلث المراكب واضطر مجاهد الدين للرجوع إلى بغداد.
كان هولاكو قد وضع نصب عينيه الاستيلاء على بغداد منذ زمن طويل، فقد كانت هدفًا لحملته الرئيسية. وتعلل برفض الخليفة العباسي المستعصم بالله إرسال إمدادات عسكرية إليه لتنفيذ رغبته. وقد أرسل إلى الخليفة رسالة يدعوه فيها إلى هدم حصون وأسوار بغداد، وأن يردم خنادقها، وان يأتي إليهِ بشخصهِ ويسلم المدينة له، وأوصاه أن يستجيب حتى يحفظ كرامته، وإن لم يستجب، فسيحل بأهله وبلاده الدمار والخراب.
«عندما أقود جيشي الغاضب إلى بغداد، سأقبض عليك سواء اختبأت في الجنة أو في الأرض. سأحرق مدينتك وأرضك وشخصك. إذا كنت حقًّا تريد حماية نفسك وعائلتك الموقرة، اسمع نصيحتي، وإن أبيت ذلك فسترى مشيئة الله فيك.»
بمجرد أن وُوري جثمان الخليفة الثرى، حتى بدأت حملة منظمة أريد بها تشويه صورته ومسيرته في أعين الناس، فاتُّهِم بالاستبداد، مع أن مكمَن ضعفه ركونه إلى آراء مشاوريه (غير الأكْفاء)، وبلغ برشيد الدين فضل الله الهمذاني المؤرخ الرسمي للمغول إلى القول بأن عدد نسائه بلغ سبعمئة زوجة وسَريّة وألف خادمة، بينما يذكر مؤرخ بغدادي واسع الاطلاع ومعاصر هو ابن أنجب الساعي أنه «كان له جاريتان قبل الخلافة، له من إحداهما ثلاثة بنين وبنت، ومن الأخرى أربع بنات، فلما أفضت الخلافة إليه لم يتغير عليهما ولا أغارهما بل راعهما حفظًا لعهدهما، ثم طلبت منه أم البنين أن يعتقها ويتزوجها ففعل ذلك، فلما ماتت استجد بأخرى وحَظيت عنده فلم يعترض بغيرها وجاء منها بولد ذكر، وطلبت منه أيضًا أن يعتقها ويتزوجها ففعل ذلك، هذا فيما يرجع إلى حسن العشرة وحفظ العهد ومراعاة الصحبة والوفاء». فانظر إلى مدى تجاوز الاتهام كل حدود المعقول
اتخذ أحد قُواد المغول مقرّ معسكره بإزاء باب كَلْوَذَا الذي هو اليوم في منطقة الباب الشرقي، وجيء بالمستعصم إلى ذاك المعسكر. وعندما قبض هولاكو على الخليفة قيل لهُ إنه لو قتله وأريقت دماؤه على الأرض فسيحدث كوارث عظيمة فأمر هولاكو بأن يوضع الخليفة في جلد بقر وأن يضرب بداخله حتى يموت.
وكان يوم مقتلهِ يوم الأربعاء 14 صفر وقد أخذه المغول أسيراً وكانوا يهابون قتلَه أولًا ثم هون عليهم ابن العلقمي والنصير الطوسي قتلَه، فقتل رفساً وقيل بل خنق وقيل بل أغرق، ولا يعلم حقيقة كيف كان قتلُه وعفي قبره، وكان عمرهُ يومئذ 46 سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافتهِ 15 سنة وثمانية أشهر، وبمقتلهِ انتهى عصر الدولة العباسية.!!
Discussion about this post