خُذها لوحدِك ..
قدمي إذا زلّت أنا مكسورُها
ويدي إذا حُبست فمي مقبورُها
وبلاديَ الأُولى تصيحُ بداخلي
أين اختفت عن مُحتواك جُسورُها
خُذها لوحدِك قبل أن يرموا بها
فالنارُ لم تقبل شجاكَ قُدورُها
كانت على
الدنيا شراعًا ثاقبًا
واليوم تحفلُ
بالخرابِ قُصورُها
من بعد أن
بلغت مكانًا عالياً
ويقلُّ لو
حُسبَ العلاءُ . نظيرُها
بعد الحضاراتِ العريقةِ أصبحت
ثكلى المصيرِ وكم يضيعُ مصيرُها
واللهِ لو سُئل الزمانُ عن الهُدى
ما حيل عن كلماتهِ تعبيرُها
أقصيدةٌ هذي البلادُ ألم يكن
فيها الضياءُ وحولهُ تشطيرُها
أوَ لم يُرافقها
الحُسينُ بثورةٍ
ماذا جرى حتى انحنى تقريرُها
وبأيِّ عاقبةٍ
تُساقُ إلى الردى
ولها انتمى رَغم القيودِ عبيرُها
هيَ نجمةُ العلياءِ تُشرقُ بينهم
والساهرون بهم مضى زقّورُها
هل كان نوحٌ في السفينةِ آمنًا
لو لم يكُن . نوحُ النبيُّ يشورُها
نادى لإبراهيم في طيّاتِها
ويلاهُ هذي الأرضُ أنت مُديرُها
حمَلَت بعيسى مرّتين لأنها
عذراءُ ما طُمست وعزّ مُرورُها
واحتار موسى هاربًا من قومهِ
فأتى لها واليهِ لاحَ سريرُها
ومحمدٌ صلّى على عتباتِها
واختارها لينوبَ عنهُ أميرُها
رُدّت لهُ الشمسُ المُضيئةُ فاختلى
فيها لذالك لاتزولُ جُذورُها
واستخلصتها كربلاءُ مسيرةً
كي لا تغيبَ عن الرجالِ طُيورُها
وتجرّعت غُصصَ
الطغاةِ جميعِهم
لتظلَّ ..
خالدةً ويُحفظَ سُورُها
وهنا وُلدتُ
أنا أنا من بطنِها
وهنا افتخرتُ
وبيْ تئنُ عُصورُها
قَدَري وإن غضبت عليّ أُمورُها
بل قُبّتي وكما أشاءُ أزورُها
قدري وإن فيها ظُلمتُ ومطمحي
ولكُلِّ أهلي ما تزالُ شُرورُها
ومشيتُ ثم مشيتُ أُشبِهُ فارسًا
يُرمى عليهِ من الخُصومِ خطيرُها
يا لعنةَ التاريخِ ماتركت لنا
ريحاً يُشمُّ من المسيرِ عُطورُها
هيَ ليْ بمنزلةِ الكؤوسِ قريبةٌ
مني لأني دائماً مخمورُها
هيَ لي رغيفُ الذكرياتِ تُعيدُني
لفمِ الغُروبِ ومُهجتي تنّورُها
بغدادُ لم أكشف لهم عن سرِّنا
فالأرضُ يابسةٌ ومات شعيرُها
Discussion about this post