لحظة تأمل
عندما تتوارى الشمس معلنة الرحيل ،وتبدو ضعيفة منهكة وقد خارت قواها، لونها باهت ،تترنح كلماتها معلنة الوداع تتمايل يمين ويسار بين ياس وامل، وظهور اختفاء، تنخفض الأصوات ويعم الهدوء، ويخيم الصمت الأرجاء انزوي الى مكتبي وينتابني شعور خفي من انا ، وماذا افعل هنا، امسك القلم واضغط عليه ، تتعثر الكلمات وتتدحرج الحروف اشلاء ، يتجمد القلم وتتعسر ولادة الافكار، هل مازلت اجهل شعوري؟
اغير مكاني اسمع كلمات اغنية غابت شمس ……احاول جاهدة جمع افكاري وتوليدها من جديد ،فتعلمت من غروب الشمس ان كل شى ساطع مهما طال له نهاية، وفي شروقها ان الحياة امل والفرج أتى مهما طال، فوراء كل ليل دامس صباح مشرق حالم ، عرفت كل هذا وكيف عجزت على فهم مشاعري، صرت اخجل من نفسي ،اقف امام المرأة اتفقد ملامحي اسدل شعري ،اتحسس جسدي ، فجاة توقفت لاحظت ندوبا كنت قد وشحت بها نفسي ،حاولت انتزاعها انتزاعا ،ولكني عجزت كانت ندوبا راسخة مؤلمة لا يراها غيري، كنت اتوهم انني في المكان الصحيح ،ومع الشحص الصح ، واني اقدم الحب وأخذ الحب ،كنت اتغذى على الصدق والعطاء، ولكن هيهات هيهات ان يكون كما كنت اعتقد ، اتضح من تلك الندوب انني كنت اعطي فقط، بل كنت استنزف ، بل كنت صادقة في العطاء لمن لا يستحق، حاولت معانقة ذاتي ، والطبطبة عليها ،حاولت جاهدة مسح تلك الندوب ،ولكني على يقين ان الانسان مهما تعافى ونسى ستبقى معه اللحظة المظلمة التي تعرض فيها الى الخذلان ، تبقى راسخة ندية كشامة سوداء على خد وجه طفولي شديد البياض ،فلا يمكن التعافي منها، التعافي هو ان تتضح لك الرؤيا ،وتعرف احساسك ولا تتجاهل مشاعرك، وتسامح نفسك ، وتغمض عينيك وتنعم بهدوء رائع تحت صوت المطر وغياب الشمس…بقلم د.فتيحة بن كتيلة
Discussion about this post