في مثل هذا اليوم 4 فبراير1792م..
إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جورج واشنطن رئيسًا للولايات المتحدة لدورة ثانية.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 1792، كان واشنطن فرحا حيال النجاح والاستقرار الذي إصابته الحكومة الفدرالية في فترة حكمه، ولذلك رغب بالتنحي عن الرئاسة عوضا عن السعي وراء حقبة أخرى. كان واشنطن يشتكي من تقدمه بالعمر والمرض، وكذلك من المشاكل التي تعاني منها حكومته ومن تصاعد العدائية من قبل الصحافة المتحزبة. سعى أعضاء من حكومته خصوصا جيفرسون وهاملتون خلال فترة الصيف والخريف إلى حث واشنطن للبقاء في العمل، إذ اخبروه باحتمالية تأثير الثورة الفرنسية على البلد، واعتقادهم بأن شخصا مثله يتمتع بتلك الشعبية ورباطة الجأش قادر على المضي قدما بالبلاد في الأوقات الصعبة. في نهاية المطاف، لم يعلن جورج واشنطن نفسه كمرشح في انتخابات عام 1792. ورد في كتاب جون فيرلينج عن واشنطن: ببساطة، واشنطن لم يقل انه لا يبتغي النظر في الحكم لحقبة أخرى.
كانت انتخابات عام 1792 أول انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة الذي تم التنافس عليها من خلال الأحزاب. في اغلب الولايات، عرفت انتخابات الكونجرس بشكل ما على أنها منافسة بين وزارة المالية (أو خزانة المالية) ومصالح الجمهوريين” على حد تعبير الخبير الاستراتيجي لجيفرسون جون بيكلي. الكثير كان يعتقد إن اغلب الاصوات سوف تذهب إلى واشنطن، ولذلك صب الكثيرون اهتمامهم على منصب نائب الرئيس. تماشت التكهنات هنا مع الخط الحزبي، إذ أيد المناصرون لهاملتون آدامز وأيد المناصرون لجيفرسون جورج كلينتون حاكم ولاية نيويورك. كلا الطرفين كانوا فعلياً مرشحين ينافسون واشنطن، تنص القوانين الانتخابية على إن كل مصوت انتخابي يعطي صوتين بدون التمييز أيهما سيكون للرئيس أو لنائب الرئيس، والشخص الذي يحصل على أكبر عدد من الاصوات سيكون رئيساً والثاني سيكون نائباً للرئيس.
تم انتخاب واشنطن مجدداً بالإجماع، إذ حصل على 134 صوتاً انتخابياً (صوت واحد من كل مصوّت) كما انتخِب آدامز نائباً للرئيس مجدداً ب77 صوتاً. إما باقي الاصوات فقد ذهبت إلى: جورج كلينتون (50) وتوماس جيفرسون (4) وارزن بور (1). حصل تقليد واشنطن الرئاسي الثاني في مجلس الشيوخ بقاعة الكونجرس في ولاية فيلادلفيا بمدينة بنسلفانيا في الرابع من مارس عام 1793. كان القاضي المشارك في المحكمة العليا ويليامكوشينغ مشرفاً عن اداء اليمين الرئاسي. كانت خطبة واشنطن الافتتاحية عبارة عن 135 كلمة فحسب واعتبرت الأقصر على الإطلاق. كانت هذه الخطبة المتسمة بالقصر والبساطة على النقيض من سابقتها في عام 1789، إذ حضر الكثير لسماعها وكأنها تتويجاً ملكياً. بالرغم من بدأ حقبة جون آدامز بالوقت ذاته مع واشنطن فقد قام جون آدامز بأداء اليمين على المنصب في تلك الحقبة في الثاني من ديسمبر عام 1793 حينما عقد مجلس الشيوخ اجتماعاً للمرة الثانية في قاعة الكونجرس وكان رئيس مجلس الشيوخ جون لانغدون مشرفاً على اداء اليمين.!!
Discussion about this post