في مثل هذا اليوم 10فبراير1934م..
سفينة تقل يهود مهاجرين تكسر الحظر الذي فرضته سلطة الانتداب البريطاني على فلسطين على الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية وذلك في أعقاب الأزمات المتعاقبة التي حدثت منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية في المناطق التي تواجد فيها اليهود، وهي على النحو التالي:
1-الهجرة الأولى 1882-1903م: وتمت على دفعتين قدم فيها إلى فلسطين حوالي 25 ألف يهودي معظمهم من يهود رومانيا وروسيا وتم تمويلها بواسطة جمعيات أحباء صهيون وحركة البيلو إلى جانب بعض الشخصيات الاستعمارية والأجهزة البريطانية.
2-الهجرة الثانية 1904-1918م: حدثت هذه الهجرة بعد إنشاء الحركة الصهيونية، وبلغ عدد المهاجرين فيها نحو 40 ألفاً جاء معظمهم من روسيا ورومانيا وكانوا أساساً من الشباب المغامرين الذين جنّدتهم الأجهزة الاستعمارية والصهيونية. ومع نهاية موجة الهجرة الثانية وبسبب نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وصل عدد اليهود في فلسطين إلى نحو 85 ألف يهودي ووصلت مساحة الأراضي التي يمتلكونها إلى 418 ألف دونم ونحو 44 مستعمرة زراعية.
3-الهجرة الثالثة 1919-1923م: بلغ عدد المهاجرين فيها حوالي 35 ألف مهاجر يهودي، أي بمعدل ثمانية آلاف مهاجر سنوياً، جاء معظمهم من روسيا ورومانيا وبولندا، بالإضافة إلى أعداد صغيرة جاءت من ألمانيا وأمريكا.
4-الهجرة الرابعة 1924-1932م: بدأت في زمن الانتداب البريطاني، حيث توافد إلى فلسطين في هذه الموجة نحو 89 ألف مهاجر يهودي معظمهم من أبناء الطبقة الوسطى خاصةً من بولندا، واستغلوا رؤوس الأموال الصغيرة التي أحضروها معهم لإقامة مشاريع صغيرة خاصة بهم.
وبلغ تدفق المهاجرين الصهيونيين ذروته في عام 1925م حيث وصل عددهم إلى حوالي 33 ألفاً مقابل 13 ألفاً في عام 1924م، وبعد ذلك انخفض العدد مرةً أخرى ليصل إلى نحو 13 ألفاً في عام 1926م، ثم بدأت الهجرة بالانحسار عام 1927م بسبب الصعوبات الاقتصادية في البلاد آنذاك، فانخفض عددهم إلى ثلاثة آلاف ثم ألفين فقط في عام 1928م.
وقد وصل إجمالي عدد اليهود في فلسطين في نهاية هذه المرحلة حوالي 175 ألفاً استوطن 136 ألفاً منهم في 19 مستعمرة مدنية أما الباقون فقد انتشروا في نحو 110 مستعمرات زراعية.
5-الهجرة الخامسة 1933-1939م: بلغ عدد المهاجرين اليهود الذين قدموا في هذه الهجرة إلى فلسطين نحو 215 ألفاً جاء معظمهم من دول وسط أوروبا التي تأثرت بعد وصول النازية إلى الحكم، فهاجر من هذه الدول خلال هذه الفترة نحو 45 ألف مهاجر. وقد بلغت نسبة المهاجرين اليهود من ألمانيا إلى فلسطين سنة 1938م نحو 52% من المجموع العام لليهود المهاجرين.
وفي سنة 1933م صدر الكتاب الأبيض الذي بموجبه قامت بريطانيا بتحديد الهجرة اليهودية بـ 75 ألفاً خلال الخمس سنوات التالية وهكذا قل عدد المهاجرين عن الطريق الرسمي وزاد عددهم عن الطريق غير الرسمي، و بلغ ذروته سنة 1935م ليصل عدد المهاجرين حوالي 62 ألفاً، ثم أخذت بالهبوط بسبب اشتعال ثورة 1936 في فلسطين.
وفي سنوات الحرب العالمية الثانية وصل إلى فلسطين نحو 55 ألف مهاجر بطرق غير شرعية، حيث كان الأسطول البريطاني مكلفا بإرشاد سفن المهاجرين اليهود وامدادهم بالماء والتموين والوقود وقيادتها إلى السواحل الفلسطينية. إلى جانب ذلك دخل البلاد من اليهود بين عامي 1940 و1948م نحو 120 ألف يهودي. ومع انتهاء فترة الانتداب البريطاني كان عدد اليهود قد وصل إلى 625 ألفاً أي ما يقارب ثلث السكان في البلاد.
بعد قيام إسرائيل 1948-1967 باغتصاب فلسطين عام 1948م وطرد العرب الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم، بدأت الحركة الصهيونية ببذل جهود كبيرة لتسهيل وتكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وأصدرت عام 1950م “قانون العودة” الذي ينص على أن “لكل يهودي الحق في العودة إلى البلاد كيهودي عائد”، وتكون الهجرة بتأشيرة مهاجر. كما صدر قانون الجنسية الإسرائيلية عام 1952م والذي ينص على إعطاء الحق لكل يهودي يهاجر إلى إسرائيل بالحصول على الهوية الإسرائيلية بمجرد دخوله البلاد. بالإضافة إلى تشجيع الوكالة اليهودية للهجرة وتنظيمها والاهتمام بأمور المهاجرين عند وصولهم إلى البلاد مما ساعد على ازدياد هجرة اليهود إلى فلسطين!!
Discussion about this post