في مثل هذا اليوم 10فبراير1943م..
الزعيم الجزائري فرحات عباس يصدر بيانًا للشعب الجزائري، ويعد هذا البيان النص المرجعي لثورة التحرير الجزائرية والتي انتهت باستقلال الجزائر.
بيان فيفري 1943، أو بيان الشعب الجزائري، هو بيان أصدرته النخب السياسية الجزائرية يوم 10 فبراير عام 1943م يطالب فرنسا والحلفاء بحقوق الجزائريين خاصة حق تقرير المصير.
الخلفية السياسية
نشأ وضع جديد في مستعمرة الجزائر مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، ففرنسا طالبت النخب الجزائرية بإعلان تأييدهم لها والدعوة إلى القتال إلى جانبها، وهو أمر لم يلق حماسا لدى الجزائريين الذين عانوا من سياسات فرنسا الاستعمارية في الجزائر التي لم تتغير منذ القرن التاسع عشر. ظلت قياداتهم الدينية على الحياد معتبرة الحرب ليست حرب الجزائريين، وأعلن حزب الشعب الجزائري رفضه للتجنيد. على الجانب الآخر أيد جزء من النخبة الجزائرية الوقوف إلى جانب فرنسا وتطوع للقتال، وفرضت السلطات الفرنسية قانون الطوارئ وحظرت النشاط السياسية، ونجحت في تجنيد جزائريين للقتال. بعد استسلام فرنسا حاول الجزائريون التفاوض مع حكومة فيشي من أجل الحصول على حقوق سياسية، إلا أنها ماطلت الجزائريين الذين تخوفوا من تقسيم الجزائر بين حكومة فيشي ودول المحور. استجاب جزء من النخب الجزائرية لميثاق الأطلسي الذي وقعه روزفلت وتشرشل واعدين الشعوب بالحرية بعد هزيمة ألمانيا النازية، ومال حزب الشعب بقيادة فرحات عباس إلى اتخاذ صف الحلفاء للاستفادة من ضعف فرنسا والوعود الأمريكية البريطانية، وجرت مراسلات مع القنصل الأمريكي حول سبل تطبيق الميثاق الأطلسي في الجزائر. اتضح للجزائريين زيف هذه الوعود بعد نزول قوات الحلفاء في قسنطينة نوفمبر 1942 وسقوط حكومة فيشي هناك، حيث وقف الحلفاء على الحياد في الشان الجزائري الفرنسي ورفضت فرنسا التفاوض مع الجزائريين الذين طالبوا بإصلاحات سياسية تتضمن المساواة والحريات السياسية والعدالة الاجتماعية مقابل مشاركتهم في الحرب إلى جانب فرنسا. مع تعنت الفرنسيين والحلفاء أجرى فرحات وحزب الشعب اتصالات مع زعماء التنظيمات السياسية الوطنية والنواب والعلماء، مثل مصالي الحاج والشيخ اإلبراهيمي واتفقوا على نشر ميثاق جديد حرره فرحات عباس، يتضمن «مطالب الشعب الجزائري»، صدر في 10 فيفري 1943، وسُلّم إلى الوالي العام الفرنسي بالجزائر، مارسيل بيروتون، ونسخا لممثلي حكومة فرنسا الحرة وممثلي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
محتوى البيان
اتخذ البيان طابعا إصلاحيا، حيث رأت الطبقة السياسية في الجزائر ضرورة وضع برنامج سياسي يطرح مشكلة النظام المقبل. يلخص البيان حصيلة 112 عاما من السياسة الاستعمارية الفرنسية في البلاد والعلاقة بين الجزائريين والمستعمر الفرنسي، وتضمنت مطالبه:
إدانة الاستعمار على مختلف أشكاله والعمل على تصفيته.
تطبيق مبدأ تقرير المصير على جميع الشعوب.
منح الجزائريين دستورا خاصا بها يضمن حرية جميع السكان والمساواة بينهم.
الإفراج عن المعتقلين السياسيين من جميع الأحزاب.
إلغاء الملكيات الإقطاعية والقيام بإصلاحات زراعية.
الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية بالمساواة مع الفرنسية.
حرية الصحافة وحق الاجتماع.
حرية العبادة لجميع السكان وتطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة بالنسبة للدين الإسلامي، والتعليم المجاني والإجباري لجميع الأطفال.
المشاركة الفاعلة للجزائريين في حكومة بلدهم.
أهمية البيان التاريخية
يعد البيان خطوة مهمة في تطور الحركة الوطنية الجزائرية وتبلور مطالبها الوطنية العابرة للأيديولوجيات والجهويات والأديان والمعبرة عن تطلعات مختلف الطبقات الشعبية، ويوافق بين التوجهات الثورية والإصلاحية فيها. كذلك يعد نهاية لمرحلة الفراغ السياسي التي سادت منذ اندلاع الحرب العالمية، إذا أسس لحركة شعبية واسعة ضمت قطاعات مجتمعية جزائرية مختلفة.!!
Discussion about this post