فى مثل هذا اليوم 13 فبراير2019م..
وكالة ناسا تُعلن اختتام مُهمَّة مركبة أبورتيونيتي المريخيَّة، التي دامت 15 سنة، بعدما فشل العُلماء في إعادة تشغيلها بعد أن توقفت عن العمل خلال شهر حُزيران (يونيو) 2018.
أبورتيونيتي (بالإنجليزية: Opportunity) كما تعرف أيضاً باسم (بالإنجليزية: Mars Exploration Rover – B) واختصاراً (بالإنجليزية: MER-B) هي ثاني مركبة فضاء غير مأهولة من وكالة ناسا أرسلت إلى سطح المريخ في عام 2004 كجزء من برنامج استكشاف المريخ. الروبوت هبط بنجاح على الكوكب يوم 25 يناير 2004 في الساعة 05:05 بالتوقيت العالمي.
الإقلاع على رأس صاروخ دلتا 2/ Delta-7925H.
قفزت أبورتيونيتي بعد الصدمة الأولى ووقعت في حفرة صغيرة . الدوائر تبين موقع سقوط القطع الأخرى.
صورة إلتقطها أبورتيونيتي بعد الوصول وتبين مركبة الهبوط (أسود) ومظلة الهبوط (أبيض) عند الأفق .
هبط المسبار أبورتونيتي على كوكب المريخ في مهمة بحث عن المياه على سطحه ودراسة صخوره وتربته، لتكون الثانية بعد نظيره المسبار سبيريت، الذي أرسلته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى المريخ قبل أبورتيونيتي بأسبوعين حيث هبط على الجانب الآخر للمريخ. والمسبار سبيريت توأم لمسبار أبورتيونيتي ويماثله تماما من ناحية التركيب وما يحمله من أجهزة علمية للفحص والاختبار.
تركيب أبورتيونيتي
يتشابه تركيب المسبارين أبورتيونيتي وسبيريت الذي أنزلته ناسا على الناحية الأخرى للمريخ. ويتحرك كل منهما على 6 عجلات تشغـّلها اللوحات الشمسية. ويبلغ ارتفاع المسبار 5,1 متر وطوله 6,1 متر وعرضه 3,2 متر، ويزن نحو 185 كيلوجرام. والستة عجلات معلقة مرنة، كل 3 منها مثبتة على قضيب واحد، تسمح بالسير على أرضية وعرة، وتعمل كل عجلة بموتور خاص بها ويمكن توجيه حركة المتجول من الأمام أو الخلف، وهو مصمم للعمل بسلام حتى درجة ميل 30 درجة. وتبلغ سرعته نحو 5 سنتيمتر/ثانية.
تولد اللوحات الشمسية طاقة كهربائية مقدارها 140 واط لمدة 4 ساعات من كل يوم من أيام المريخ (sol). وبغرض استخدام الكهرباء ليلا، زود أبورتيونيتي ببطاريات ليثيوم أيون لتخزين الكهرباء. ويحتوي أبورتيونيتي أيضا على حاسوب من تصنيع آي بي إم ذو ذاكرة الوصول العشوائي سعة 128 ميجا بايت وذاكرة عمل 3 ميجابايت وذاكرة تصوير 256 ميجابايت. ويعمل المسبار في درجات حرارة متباينة بين −40 ° و+40 درجة مئوية، ويحافظ على درجة حرارته الداخلية سخان يعمل بالنظائر المشعة ويكمله سخان يعمل بالكهرباء. ويغطي أبورتيونيتي عازل حراري مصنوع من رقاقة من الذهب.
وقد زود أبورتيونيتي بهوائي منخفض الكسب يعمل على البث في عرض محزم للموجات اللاسلكية عريض نسبيا وبمعدل منخفض، وهوائي عالي الكسب ذو عاكس مقعر يمكن توجيهه ويعمل بموجة لاسلكية لها عرض محزم محدود. ويقوم الاثنان بالاتصال وإرسال المعلومات إلى الأرض. كما يمكن للهوائي المنخفض الكسب إرسال المعلومات إلى قمر صناعي يدور حول المريخ.
أجهزة علمية يحملها أبورتيونيتي
كاميرا بانورامية للتصوير البعيد واسعة الأفق،
كاميرا ملاحية للتوجيه وتحديد الموقع على المريخ،
مطياف للقياس الحراري، يتعرف على الأحجار ونوع التربة ذات الأهمية، ويمكنه تحليل العينات وتعيين طرق تكوّنها.
والأجهزة العلمية التالية:
مطياف يعمل بتأثير موسباور يمكنه فحص العينات التي تحتوي على الحديد،
مطياف أشعة إكس يعمل جسيمات ألفا يمكنه تحليل مركبات العينات ومعرفة نسب مكوناتها، * مغناطيس يلتقط العينات المغناطيسية،
مجهر يصور الأحجار والتربة،
خرّامة تخرم الأحجار والأرضية وتأخذ منها عينات.
وتلتقط الكاميرا صورا بعدد 1024 بيكسل طولا و1024 بيكسل عرضا، تُضغط المعلومات وتخزن ثم تـُرسل فيما بعد إلى الأرض حين استدعائها.
لامس المسبار الفضائي «أبورتيونتي» صباح الأحد 25 يناير 2004 سطح كوكب المريخ، وذلك بعد اسبوع من هبوط توأمه «سبيريت» على الجانب الأخر من الكوكب الأحمر.
وتدحرج المسبار – غير المأهول – والمحمي بوسائد هوائية لمدة عشرة دقائق في أعقاب هبوطه في تمام الساعة 12:05 بالتوقيت المحلي لولاية كاليفورنيا، قبيل توقفه لإرسال إشارات إلى مركز التحكم في الأرض. عثرت على آثار للمياه على سطح المريخ في مارس 2004
أبورتيونيتي ينغرس في الرمال
عجلات أبورتيونيتي منغرسة في رمال المريخ في يوم (سول 468).
بعد مسيرة أبورتيونيتي مسافة 5.346 متر بدون صعوبة، حدث في يوم 26 أبريل 2005 الموافق يوم المريخ 446 (سول) أن انغرست عجلات أبورتيونيتي في رمال ناعمة عند محاولته صعود إحدى الكومات. وبدت الصور للمختصين على الأرض أن الأربعة عجلات في مقدمة ومؤخرة المسبار قد انغرست في الرمل إلى مستوي ارتفاع العجلات.
فقام المختصون بالاستعانة بموديل على الأرض، وأجرو عليه مناورات يستطيعون بها إخراج أبورتيونيتي من مأزقه. وبعد عدة محاولات توصل الخبراء إلى طريقة أخرجوا بها أبورتيونيتي من الرمال، وفي كل محاولة كان المسبار يتحرك مجرد مسافة سنتيمترات. وعند انتهاء كل حركة منها كان المسبار يلتقط صورا للمنطقة المحيطة بة ويختبر مكونات جو المريخ. ثم تمت عملية إخراج أبورتيونيتي من الرمال في 4 يونيو 2005، في يوم المريخ (سول 484). أصبحت الستة عجلات لأبورتيونيتي حرة ثانيا وواقفة على أرضية مستوية صلبة. وبعد أن قام أبورتيونيتي بدراسة كوم الرمال هذا الذي أطلق عليه الخبراء لقب بورجاتوري خلال الأيام 498 إلى 510، بدأ أبورتيونيتي المسيرة في اتجاه فوهة إيريبوس التي تبعد نحو 500متر إلى الجنوب ووصلها عند نهاية العام.
المسيرة إلى فوهة فيكتوريا
فوهة فيكتوريا (قطر 800 متر) ،كما التقطها القمر الصناعي الذي يسبح في فلك المريخ Mars Reconnaissance Orbiter.
خلال مارس 2006 بدأ المسبار المسيرة إلى فوهة فيكتوريا التي يبعد نحو 2 كيلومتر من فوهة أيريبوس حيث يبدو أنها تحتوي على أحجار ترسيبية. وفي الطريق وصل المسبار إلى فوهة بيجل التي يبلغ اتساعها 35 متر وهي تقع على مقربة 500 متر من فيكتوريا. وبعد مضي شهر أصبح المسبار أبورتيونيتي على بعد 200 متر من حافة فيكتوريا.
وبعد أن انفرس المسبار في طريقة عدة مرات في الرمال وصل في 28 سبتمبر 2006 حافة الفوهة. وتبين أن عمقها يبلغ نحو 60 متر وقطرها 800 متر.ويبدو من فحص طبقاتها الصخرية احتوائها الماء. وفي أوائل شهر أكتوبر 2006 نشرت ناسا صورا التقطها القمر الصناعي في فلك المريخ Mars Reconnaissance Orbiter وبدت فيها صورة الفوهة والمسبار. وقرر الخبراء أن يُسيّروا المسبار إلى داخل الفوهة إذا وجدوا طريقا سهلا لذلك. واتضح أن على المسبار التقدم إلي لسان أرضي يسمى كاب فيردي ومنه يسهل له الاستمرار إلى أن يصل إلى قاع الفوهة.
حتي 20 فبراير 2008 قطع المسبار أبورتيونيتي مسافة تقدر بنحو 11.670 متر فوق المريخ، وهي تفوق المسافة التي كان مصمما لها أساسا والتي تبلغ 600 متر فقط، كما قضي حتى ذلك التاريخ 1449 (سول) من أيام المريخ. ويعتبر السبب في هذا النجاح أن رياح المريخ كانت تزيح من عليه الاتربة بحيث عملت ألواحة الضوئية على ما يرام.
قرر فريق أبورتيونتي بعد أن اتم دراسته لفوهة فكتوريا التوجهه إلى فوهة جديدة تدعى “أنديوفر ” والتي يبلغ قطرها 22 كيلومتر وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية على بعد 12 كيلومتر من فكتوريا. ومن المتوقع ان يقطع الجوال تلك المسافة خلال سنتين حيث يرجح العلماء أن يرو المزيد من الطبقات الصخرية القديمة أكثر من تلك التي عاينها الجوال في فوهة فكتوريا، بالإضافة إلى أن اكتشاف طين سليكات الورقي في حافة فوهة أنديوفر يعد في الكشف عن أنواع صخرية أكثر ضيافتا للحياة من تلك الأنواع التي فحصت سابقا.
نهاية المهمة:
في 13 فبراير 2019 أعلن مسؤولو وكالة ناسا عن اكتمال مهمة أبورتيونيتي، بعد فشل المركبة الفضائية في الاستجابة لأكثر من 1000 إشارة أرسلت منذ أغسطس 2018.
آخر رسالة لمسبار أبورتيونيتي كانت مناظرة ل«بطاريتي ضعيفة وأنها ستصبح مظلمة.», كما ذكر مراسل KPCC جاكوب موراليس.!!!
Discussion about this post