في مثل هذا اليوم 18 فبراير1967م..
وفاة روبرت أوپنهايمر، أحد مصممي القنبلة الذرية الأمريكية، وهو عالم يهودي، حصل على الدكتوراة عام 1927، وشارك في “مشروع مانهاتن” الهادف لصنع القنبلة النووية، اتهم بالخيانة العظمى لكن تم تبرئته ومنح بعض الجوائز كرد اعتبار على هذا الاتهام. (و. 1910)
ج. روبرت اوپنهايمر J. Robert Oppenheimer[1][2][3] (ولد 22 أبريل 1904 – 18 فبراير 1967) كان فيزيائي نظري أمريكي وأستاذ فيزياء في جامعة كاليفورنيا، بركلي. وأهم ما اشتهر به هو دوره كمدير علمي لمشروع منهاتن: وهو الجهد أثناء الحرب العالمية الثانية لتطوير أول أسلحة نووية في معمل لوس ألاموس الوطني السري في نيو مكسيكو. لهذا السبب فيظل اوپنهايمر يـُذكر بصفته “أبو القنبلة الذرية”. وفي إشارة إلى اختبار ترينيتي في نيو مكسيكو، حيث قام فريقه بلوس ألاموس بأول اختبار للقنبلة، ويـُذكر بشهرة لاوپنهايمر تلاوته لمقطع من بهاگاڤاد گيتا:
“إذا كان لإشعاعات ألف شمس أن تنفجر جميعاً في آن واحد في السماء، فهذا سيكون مثل عظمة العزيز الجبار.” ثم أردف “الآن أنا أصبح الموت، ومدمر العوالم.”
ولد جوليوس روبرت اوبنهايمر في 22 أبريل 1904 في مدينة نيويورك لأبوين يهوديين ثريين من أصل ألماني، كان والده تاجراً ثرياً يعمل في مجال استيراد الأقمشة، أما والدته فكانت رسامة، سمح له ثراء العائلة بأن يقضي العطلة الصيفية في منزل العائلة في جزيرة لونگ آيلند وهناك أظهر اهتماما بجمع المعادن، وكان يراسل مجلة (نادي علم معادن نيويورك) المتخصصة في علم المعادن، على الرغم من ان عمره آن ذاك لم يكن يتجاوز الثانية عشر، وبناءً على طلب المجلة ألقى في ذلك الوقت محاضرة في علم المعادن ، حيث حقق نجاحاً باهراً. وفي عام 1921 تخرج في المدرسة الثانوية بالتفوق.
في صيف العام نفسه اصيب اوپنهايمر بالدسنتاربا ولم يتمكن من الالتحاق بجامعة هارڤرد في فصل الخريف ، وقرر والده ان يجعل ابنه أكثر خشونة فأرسله إلى الغرب حيث تعلم ركوب الخيل والاستمتاع بممارسة الأنشطة خارج المنزل.
الدراسة
في عام 1922 التحق اوبنهايمر بجامعة هارفارد في برنامج الدراسات المكثفة التي شملت إلى جانب الرياضيات والعلوم الفلسفة والديانات الشرقية والآداب الفرنسية والإنجليزية. لكنه أحب الكيمياء أكثر من أي مادة أخرى لأنها (أصل كل شيء).
حصل على درجته الجامعية الأولى في الفيزياء عام 1925 بامتياز مع مرتبة الشرف ثم التحق بجامعات أوربية عديدة لمدة أربع سنوات حيث تخصص في الفيزياء النظرية.
في عام 1925 أبحر إلى إنكلترا ليقوم بأبحاث في مختبر كافنديش Cavendish في جامعة كامْبردج وكانت الأبحاث تحت إشراف إرنست رذرفورد Ratherford الذي كانت له شهرة عالمية بسبب دراسته المتعمقة في بنية الذرة. وأتيح لاوپنهايمر في كافنديش أن يشارك الجماعة العلمية البريطانية في الجهود المبذولة لدفع قضية البحث الذري إلى الأمام. وقد دعاه ماكس بورنMax Born إلى جامعة جوتنجن Gottingen حيث قابل فيزيائيين بارزين آخرين مثل نيلز بور Niels Bohr وبول ديراك Paul Dirac الذي صاغ دستور نظرية الجسيمات المضادة Antiparticles. وقُبَيْل اكتشاف كارل ديفيد أندرسون C.D.Anderson عام 1932 للإلكترون الموجب (البوزترون) أثبت اوپنهايمر أن الجُسيْم والجسيم المضاد يجب أن يكون لهما الكتلة ذاتها.[4]
وفي عام 1927 نال درجة الدكتوراه من جامعة جوتنجن في جلسة ترأسها ماكس بورن.
وفي عام 1929 عين عضوا في هيئة التدريس بجامعة كاليفورنيا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا و بذل جهداً جبارا لتأسيس معهد ويست كوست للفيزياء المتقدمة وهو المعهد الذي اصبح لاحقاً واحداً من أهم المعاهد في الولايات المتحدة الامريكية وفي هاتين الجامعتين (كامبردج وجوتنجن) بدأ أوبنهايمر يضع بصماته على نظرية الكم حيث ذاع صيته كعالم فذ في مجال الفيزياء النظرية، حيث كوّن أول نواة للعلماء النظريين الأمريكيين. وكانت أبحاث أوبنهايْمر الأولى موجّهة إلى طاقة الجسيمات تحت الذرية subatomic ومنها الإلكترونات والبوزيترونات والأشعة الكونية[ر]. ولما كانت نظرية الكم[ر] لم تعرض لهذه المسألة إلا قبل سنوات فقط، قدّمت له تلك الجامعة فرصة ممتازة ليخصص بحثه لتحري المعنى الكامل لهذه النظرية. أضف إلى ذلك أنه درّب جيلاً كاملاً من الفيزيائيين الأمريكيين الذين تأثروا كثيراً بمزايا إدارته وتفكيره العقلاني.
الحياة العملية
في ثلاثينات القرن العشرين، أقحم اوبنهايمر نفسه في عالم السياسة حيث بدأت ميوله السياسية اليسارية في التبلور مدفوعا بظهور النازية في ألمانيا والكساد الاقتصادي العظيم الذي أصاب الولايات المتحدة و لم يتردد في الإعراب عن تعاطفه علناً مع الحركات اليسارية في الولايات المتحدة وتحديدا تلك ذات الصلة بالحزب الشيوعي الأمريكي حيث كان يقدم لها تبرعات سنوية وهو الأمر الذي تسبب له في مشكلات أمنية عديدة عندما التحق بمشروع القنيلة النووية في عام 1941.
الحياة العلمية والقنبلة
ولما غزا النازيون الألمان بولندا عام 1939، حذر أينشتاين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من خطر تهديد البشرية إذا استطاعت النازية أن تكون الأولى في صنع القنبلة الذرية. وبدأ أوبنهايْمر يفتش عن طريقة لفصل اليورانيوم 235 عن اليورانيوم الطبيعي وأن يعيّن الكتلة الحرجة من اليورانيوم اللازم لصنع مثل هذه القنبلة. وفي آب 1942 أصبحت القيادة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن حض علماء الفيزياء في بريطانية والولايات المتحدة على البحث عن طريقة لاستخدام الطاقة الذرية في الأغراض العسكرية، وهذا ما عُرف باسم مشروع منهاتن Manhatan project. وقد طُلب إلى أوبنهايْمر أن يؤسس مختبراً للقيام بهذه المهمة وفي عام 1943 اختار أوبنهايْمر موقع لوس ألاموس على بعد 30 ميلاً من مدينة سانتافي حيث قضى جزءاً من طفولته في مدرسة داخلية. وهذا الموقع هو منطقة خامدة البراكين وجوانبها شديدة الانحدار ومن الصعب بلوغها إلا من طرق قليلة محددة. وكان الجهد المشترك بين العلماء البارزين في لوس ألاموس قد بلغ الأوج في أول تفجير نوsearch وي في 16 تموز 1945 في ألموغوردو (نيومكسيكو) Almogordo بعد استسلام ألمانيا. وفي تشرين الأول من السنة نفسها استقال أوبنهايْمر من وظيفته بعد أن تداول مع عددٍ من فيزيائيي لوس ألاموس في أخطار السلاح الذري وشارك في عددٍ من المناقشات حول هذا الموضوع.
انضم اوبنهايمر خلال الحرب العالمية الثانية إلى (مشروع مانهاتن) لتطوير الأسلحة النووية الأولى، حيث اسندت إليه مهمة قيادة مجموعة مكونة من حوالي 1500 موظف بين عالم فيزيائي وكميائي وجندي عادي لتصميم أول قنبلة ذرية في معامل (لوس الا موس) السرية في ولاية نيو مكسيكو واستطاعوا بفضل الدعم الامحدود من الحكومة الأمريكية للمشروع في انتاج القنبلة التي تمت تجربتها في السادس عشر من يوليو عام 1945 حيث انفجرت القنبلة بقوة تعادل انفجار 18 ألف طن من مادة تي ان تي.
كانت مهمة اوبنهايمر الأولى تتلخص في حساب (الكتلة الحرجة) لعنصر اليورانيوم 235 أي حساب كمية اليورانيوم المطلوبة للحفاظ على سلسلة التفاعل.
وبعد 3 أيام القيت القنبلة النووية الأولى المعروفة باسم “الصبي الصغير” على مدينة هيرو شيما والثانية المعروفة باسم “الرجل السمين” على مدينة ناجازاكي، وفنيت المدينتان ومن ثم ركعت اليابان وقررت الاستسلام وتوقفت الحرب.
Oppenheimer’s former colleague, physicist Edward Teller, testified against Oppenheimer at his security hearing in 1954.
معهد الدراسات المتقدمة
Oppenheimer eventually took over Einstein’s position at the Institute for Advanced Study.
وفي توليه إدارة معهد للدراسات المتقدمة في برنستن، ضم إليه خيرة الفيزيائيين وعيّن عدداً من الفيزيائيين الشباب النشيطين أساتذة للفيزياء النظرية، وخصص منحاً جامعية للفيزيائيين النظريين الشباب من أنحاء العالم. وكان منذ سنة 1947 وحتى 1952 رئيساً لمجموعة الاستشارات العامة في مؤسسة الطاقة الذرية، وقد عارضت هذه المجموعة في تشرين الأول 1949 تطوير القنبلة الهيدروجينية.
آخر أعوامه
شاطئ اوپنهايمر، في سانت جون، جزر العذراء الأمريكية.
وفي 21 كانون الأول 1953 أعلمته لجنة أمن عسكرية بتقرير ليس في صالحه، واتُّهم بأنه شارك الشيوعيين في الماضي بتأخير تسمية العملاء السوفييت ومعارضة تطوير القنبلة الهيدروجينية، وقد بّرأته اللجنة من تهمة الخيانة، ولكنها حرمته من الوصول إلى مزيد من الأسرار العسكرية، وألغي بذلك تعاقده مع مؤسسة الطاقة الذرية مستشاراً لها. وقام اتحاد العلماء الأمريكيين بالدفاع عنه، والاعتراض على هذه التهمة، وأصبح أوبنهايْمر منذ ذاك رمزاً عالمياً للعالمِ الذي يحاول أن يعالج المشكلة الأخلاقية التي نجمت عن ذلك الكشف العلمي، ولكنه أصبح ضحية حملة شنّت عليه.
ومع أن أوبنهايمر نفسه كان في المرحلة الأخيرة من حياته غير نشيط في الأبحاث فإنه ظل يدير حلقات البحث النظرية ويشجعها. وقد أمضى أوبنهايمر السنين الأخيرة من حياته في إيجاد العلاقة المناسبة بين العلم والمجتمع.
تقاعد أوبنهايمر من معهد برنستون عام 1966، وتوفي بعد ذلك من إصابته بسرطان الحلق.!!
Discussion about this post