شهد عام 1944 مولد جريدة «أخبار اليوم» بواسطة كل من مصطفى وعلي أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة «الاثنين» حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم «أخبار اليوم»، وبدأ مصطفي في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من «أخبار اليوم»، وقد حققت الصحيفة انتشاراً هائلاً، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة «أخر ساعة» عام 1946 من محمد التابعي.
عهد عبد الناصر
أما مصطفى أمين فتختلف حياته بعض الشيء عن حياة علي أمين التحق بروز اليوسف وهو طالب ثم انتقل من روزاليوسف إلى آخر ساعة عندما أسسها محمد التابعي عام 1934، وكان قد بدأ مصطفى أمين في روز اليوسف بعد أن صدرت عام 1925، وهو الذي قدم إحسان عبد القدوس لمحمد التابعي بعد أن اختلف إحسان مع والدته فاطمة اليوسف وترك مصطفى أمين آخر ساعة إلى دار الهلال، ومن الطريف في حياة مصطفى أمين أنه حكم عليه عام 1939 بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب في ذات «الأمير محمد علي» ولي العهد وقد ألغي الحكم عام 1942 في عهد وزارة مصطفى النحاس باشا.
وقد بدأت العلاقة بين سلطة 23 يوليو عام 1952 وبين صاحبي أخبار اليوم بداية درامية فقد اعتقلا يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952 وخرجت العناصر المعادية للتوأم وأخبار اليوم ولكن مساء يوم26 يوليو عام 1952 لم توجه لهما السلطة الجديدة أي إتهام وخرجا يمارسان العمل في أخبار اليوم.
ويذكر القراء ما قام به الصحفي الوطني مصطفى شردي رئيس تحرير الوفد فيما بعد، وما قام به مصطفى أمين إزاء العدوان الثلاثي- أكتوبر عام 1956. وظل شردي داخل بورسعيد وحمل آلة تصوير وجعل الأفلام التي تفضح بشاعة العدوان وتسلل في ليل دامس في ملابس صياد وغاص في بحيرة المنزلة. ووصل إلى دار أخبار اليوم في الفجر وسلم أفلام الدمار إلى الأستاذين «مصطفى وعلي أمين» وبأمر من القيادة حمل مصطفى أمين هذه الصور النادرة وطار بها ووزع الصور على كبرى صحف العالم لتنشر على صدر صفحاتها الأولى بفضح العدوان الثلاثي من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.
القضية التي اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغي أن يقوله لمندوبي أمريكا، وأن ينقل إلى «جمال عبد الناصر» ما يقوله الأمريكيون، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات التي كانوا قد أعطوها له سلفا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكين، وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها علي أمين خارج مصر.
من جهة أخرى أكد صلاح نصر في كتابه «عملاء الخيانة وحديث الإفك» وهو كتاب صدر في عام 1975 أن مصطفى أمين جاسوس فعلاً وشرح بالتفصيل علاقة الصحفي الشهير مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية والأكثر من ذلك ذكر صلاح نصر أن جهاز مكافحة التجسس كان يحتفظ بملف لـ«مصطفى أمين» حول علاقته بالمخابرات الأمريكية حتى من قبل ثورة يوليو 1952، على أن حب مصطفى أمين للمعلومات هو سبب نكبته وهو ما أجج التنافس بينه وبين أجهزة المخابرات ليوصم نشاطه بالاستخباراتي.
جمعت صداقة قوية بين كل من مصطفى أمين والفنان عبد الحليم حافظ، حيث كان الأخير ينظر له نظرة الأب والأستاذ، ويستشيره في كل شيء سواء في أغانيه أو في حياته الشخصية، وكان عبد الحليم مناصر قوي لأمين أثناء فترة اعتقاله فكان يؤكد دائماً على براءته، وبذل الكثير من الجهد من أجل الحصول على تصريح لزياراته في السجن.
الحياة الشخصية
تزوج مصطفى وأنجب أبنتين هما «رتيبة» والتي أسماها على اسم والدته، و«صفية» واسمها على اسم صفية زغلول، والتي كان يعتبرها بمثابة الأم الثانية له حيث نشأ وترعرع هو وشقيقه في منزلها وفي ظل رعايتها لهما، وقد عملت صفية بالصحافة أسوة بوالدها.
في سجنه كان مصطفى أمين يكتب إلى ابنته «صفية» العديد من الرسائل وعلى الرغم من القسوة والمعاناة التي كان يعانيها في سجنه إلا أن رسائله كانت مفعمة بالتفاؤل، فحينما رفضت إدارة السجن مده بالأدوية أو نقله للمستشفى للعلاج، كتب لابنته قائلاً إن حالته المعنوية عالية وأنه كلما توالت عليه الضربات يكون في أحسن حالاته، وأن الأزمات والمحن تجدد شبابه.
قامت ابنتيه رتيبة وصفية بزيارة إلى جيهان السادات مع أم كلثوم أملاً في التوسط من اجل الإفراج عن والداهما وذلك عام 1972، ولكنهم لم يوفقوا في الإفراج عنه فوراً، ولكن قام السادات بإصدار قرار العفو عنه بعد هذه الزيارة بثلاث سنوات وبعد نصر أكتوبر.
وفاته
توفى مصطفى أمين في 13 إبريل 1997، بعد حياة حافلة، ليلحق بتوأمه والذي توفى 3 ابريل 1976.!!!!!!!!!!!!!!!!!
Discussion about this post