فى مثل هذا اليوم 4ديسمبر1590م..
ميلاد السلطانة كوسم، نائبة السلطنة و زوجة السلطان أحمد الأول اليونان
السلطانة كوسَم (بالتركية: Kösem Sultan) وتُعرف أيضًا باسم السلطانة ماه پيكر (بالتركية: Mahpeyker Sultan) (أي: وجه القمر)، أو «خاصكي كوسَم ماه بيكر سلطان»، واسمها الحقيقي «أناستاسيا» (بالإنجليزية: Anastasia). وُلِدت في اليونان، وتذكر بعض المصادر أنّها ولدت في البوسنة عام 999 هـ / 1589م. عاشت في الفترة (1589م – 2 سبتمبر 1651م)، وهي واحدة من أقوى النساء في التاريخ العثماني وأكثرهن نفوذًا، وحاصلة على لقب «السلطانة الأم».
أرْسِلت أناستاسيا من اليونان إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية من قبل والي البوسنة، ومع دخولها الإسلام في قصر توبكابي غيَّرت اسمها لاسم «كوسَم». وسُمِّيت باسم «ماه بيكر» بفضل حُبِّ السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول (حكم من 1012هـ / 1603م – حتى عام 1026هـ / 1617م) لها وبعد أن أسلمت تزوجت منه، وهكذا بدأت حياتها الجديدة في قصر توبكابي.
اكتسبت السلطانة كوسم سلطتها في الدولة العثمانية عن طريق زوجها، ثم من خلال ابنهما مراد الرابع (حكم من 1623م – 1640م) وإبراهيم الأول (حكم من 1640م – 1648م)، وأخيرًا من خلال حفيدها القاصر محمد الرابع (حكم من 1648م – 1687م). تقلدت منصب السلطانة الأم أثناء حكم ابنيها مراد وإبراهيم.
ترجع كوسَم إلى أصل رومي (يوناني) ويُقال أن والدها كان أسقفًا في جزيرة تينوس، واسمها الأصلي هو آناستاسيا. اشتراها «سيد أسياد» البوسنة وأرسلها إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية إلى حرم السلطان أحمد الأول، وقد كانت في سن الخامسة عشرة. وبعد أن أسلمت تغير اسمها إلى مه بيكر، وغيّر السلطان أحمد اسمها فيما بعد إلى كوسَم. نُقلت إلى القصر القديم عند وفاة زوجها السلطان أحمد الأول في سنة 1617م، وعندما تولى ابنها مراد الرابع عرش السلطنة العثمانية في سنة 1623م أعادها وقلدها منصب السلطانة الأم.
خاصكي سلطان
صُعدت كوسم إلى الصدارة في وقت مبكر من عهد السلطان أحمد كجزء من سلسلة من التغييرات في التسلسل الهرمي للحرم السلطاني. حُرمت السلطانة صفية، جدة السلطان أحمد القوية، من السلطة ونُفِيت إلى القصر القديم (إسكي سراي) في يناير 1604، وتوفيت السلطانة هندان، والدة السلطان أحمد، في نوفمبر من العام التالي. سمح هذان المنصبان لكوسم بالارتقاء إلى قمة هرم الحرم السلطاني من منصبها السابق بصفتها زوجة الثانية أو الثالثة للسلطان.
ذكر سفير البندقية سيمون كونتاريني كوسم في تقريره عام 1612 وصورها على النحو التالي: «[امرأة] تتمتع بجمال ودهاء، علاوة على ذلك… من بين العديد من المواهب، تغني بامتياز، ومن هنا تظل محبوبًا للغاية من قبل الملك… لا يعني ذلك أنها تحظى باحترام الجميع، ولكن يتم الاستماع إليها في بعض الامور وهي المفضلة عند الملك الذي يريدها دائما بجانبه.» كما ذكرت كونتاريني في عام 1612 أن السلطان أحمد أمر بضرب امرأة لأنها أزعجت كوسم. يعتقد بعض المؤرخون ان الامرأة كانت زوجة السلطان أحمد الأولى، ماه فيروز، التي كانت والدة عثمان الابن الأكبر لأحمد.
ازداد نفوذ كوسم على السلطان أحمد في السنوات التالية ويقال إنها عملت كأحد مستشاريه. ومع ذلك، فقد امتنعت عن توريط نفسها باستمرار في القضايا الخطيرة لأن السلطان رفض أن تطغى زوجته على بظلالها. تُتهم كوسم أحيانًا بمحاولة الحفاظ على منصبها وتأثيرها طوال حياتها المهنية الطويلة «بدلاً من مهنة السلطان أو السلالة». وفقًا لكريستوفورو فاليير، السفير البندقي، في عام 1616: «كان من المفترض أن يقصد حذرها تفادي استياء السلطان، الذي كان حريصًا على تجنب أن يبدو أنه محكوم من قبل امرأة، كما كان والده. يمكنها أن تفعل ما تشاء مع الملك وتتمتع بقلبه المطلق ولا يحرمها أي شيء على الإطلاق». ومع ذلك، أشار كونتاريني إلى أن كوسم «تكبح نفسها بحكمة كبيرة من التحدث [إلى السلطان] كثيرًا عن الأمور الجادة وشؤون الدولة».
أعمال الخير
المسجد ذو القرميد (الصيني) (بالتركية: Çinili Camii) الذي يقع في منطقة أسكدار بإسطنبول، الذي بنته السلطانة كوسم. بدأ بناء المسجد عام 1638م، وافتتح للعبادة في عام 1640م. وتعكس عمارة المساجد العثمانية. تم تجديده في عامي 1938 و 1965م.
قدمت السلطانة كوسَم التبرعات والأعمال الخيرية على السواء بالنسبة للشعب وللطبقة الحاكمة في الدولة. واشتهرت كوسَم سلطان بالأعمال الخيرية بتقديم المساعدات للفقراء في جميع أنحاء الدولة العثمانية، وفي كل سنة من شهر شعبان كانت تزور السجن وتدفع الديون عن المحكومين الذين حكم عليهم بالسجن بسبب ديونهم، وتطلق سراحهم من السجن كما ساعدت المسلمين الموجودين في مكة والمدينة.
زارت السجون في كل عام، ودفعت الديون عن الغارمين الذين تم سجنهم.
جهزت بنات الأسر الفقيرة بجهاز العروس عند الزواج.
موّلت أعمال الري في مصر.
قدمت الإغاثة لفقراء مكة.
اشتهرت بعملها الخيري وبتحرير العبيد عندها بعد 3 سنوات من الخدمة.
الأبنية
اهتمت السلطانة كوسَم بتشييد ما ينفع الناس، من مساجد ومدارس وينابيع مياه للشرب (نوافير) وبيوت المسافرين وغيره، ومن ذلك:
بَنَت مسجد بالقرميد الصيني (بالتركية: Çinili Camii) ومدرسة بالقرب منه في منطقة أوسكودار باسطنبول في عام 1640م.
بَنَت أيضا مساجد صغيرة وينبوع مياه «مدرسة الوالدة» في قرية «أناضولو كافاي» (بالتركية: Anadolu Kavağı) باسطنبول.
ينبوع مياه في «يني كابي» (بالتركية: Yeni Kapı) باسطنبول.
مساجد «والدة خان».
ينابيع مياه (نوافير) في بشيكطاش وأيوب (منطقة مدفن أبو أيوب الأنصاري) باسطنبول.
بَنَت كاروانِسرايُ «الوالدة» (بيت للمسافرين والقوافل) في منطقة «تشاكماكتشيلار يوكوشو» (بالتركية: Çakmakçilar Yokuşu) باسطنبول.
ومن المعروف أيضا أنها قد وضعت ينابيع مياه (نوافير) بنيت خارج مدينة إسطنبول.
كانت كوسَم سلطان تقوم في كل فرصة بعزل أبنائها وأحفادها من السلطة وإدارة الدولة، فقد أرادت استبدال محمد الرابع بحفيدٍ آخر إلا أنّ السلطانة خديجة تورهان أم السلطان محمد الرابع انزعجت من ذلك، ولم تكن مطمئنة من كوسَم سلطان، فلذلك أمرت باغتيالها في عام 1061هـ / 1651م.
قُتلت كوسَم خنقا، وبعد وفاتها نُقل جسدها من قصر طوب قابي إلى القصر القديم (بالتركية: Eski Sarayı) ثم دُفنت بجانب قبر زوجها أحمد الأول في منطقة سلطان أحمد باسطنبول.
عندما علم أهل القسطنطينية بوفاتها، أقاموا عليها الحداد ثلاثة أيام.!!
Discussion about this post