في مثل هذا اليوم 1 فبراير1865م..
الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن يوقع على التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الأمريكية، الذي ألغى العبودية.
فى 22 سبتمبر 1862 أصدر الرئيس أبراهام لنكولن إعلان تحرير العبيد الأول، والذى يحدد تاريخًا لحرية أكثر من 3 ملايين مستعبد فى الولايات المتحدة، ويعيد صياغة الحرب الأهلية على أنها حرب ضد العبودية.
ويقول موقع ستورى عندما اندلعت الحرب الأهلية فى عام 1861، بعد فترة وجيزة من تنصيب لينكولن كرئيس للولايات المتحدة السادس عشر، أكد أن الحرب كانت تدور حول استعادة الاتحاد وليس حول العبودية. لقد تجنب إصدار إعلان مناهض للعبودية على الفور، على الرغم من إلحاح دعاة إلغاء الرق والجمهوريين الراديكاليين، فضلاً عن اعتقاده الشخصى بأن العبودية كانت بغيضة أخلاقياً، بدلاً من ذلك، اختار لينكولن التحرك بحذر حتى يتمكن من الحصول على دعم واسع من الجمهور لمثل هذا الإجراء.
فى يوليو 1862 أبلغ لينكولن مجلس وزرائه أنه سيصدر إعلان تحرير العبيد، لكنه سيعفى ما يسمى بالولايات الحدودية، والتى كان لديها مالكو العبيد لكنها ظلت موالية للاتحاد، أقنعته حكومته بعدم إصدار هذا الإعلان إلا بعد فوز الاتحاد، جاءت فرصة لينكولن بعد فوز الاتحاد فى معركة أنتيتام فى سبتمبر 1862، فى 22 سبتمبر، أعلن الرئيس أن المستعبدين فى المناطق التى لا تزال فى حالة تمرد فى غضون 100 يوم سيكونون أحرارًا.
فى الأول من يناير 1863 أصدر لينكولن إعلان التحرر النهائى، والذى أعلن أن جميع الأشخاص المحتجزين كعبيد داخل الدول المتمردة أحرار، كما دعا الإعلان إلى تجنيد وإنشاء وحدات عسكرية سوداء بين قوات الاتحاد، ذهب ما يقدر بنحو 180 ألف أمريكى من أصل أفريقى للخدمة فى الجيش، بينما خدم 18 ألفًا آخرين فى البحرية.
بعد إعلان تحرير العبيد كان يُنظر إلى دعم الكونفدرالية على أنه يفضل العبودية، وأصبح من المستحيل على الدول المناهضة للعبودية مثل بريطانيا العظمى وفرنسا، اللتين كانتا صديقتان للكونفدرالية، أن تتدخلا نيابة عن الجنوب، كما وحد الإعلان وعزز حزب لينكولن الجمهوريين، وساعدهم على البقاء فى السلطة خلال العقدين المقبلين.
كان الإعلان أمرًا رئاسيًا وليس قانونًا أقره الكونجرس، لذلك دفع لينكولن بعد ذلك من أجل تعديل دستور الولايات المتحدة ضد العبودية لضمان استمراره، مع مرور التعديل الثالث عشر فى عام 1865، تم القضاء على العبودية فى جميع أنحاء أمريكا (على الرغم من أن السود سيواجهون قرنًا آخر من النضال قبل أن يبدأوا حقًا فى الحصول على حقوق متساوية ).
تم تدمير مسودة لينكولن المكتوبة بخط اليد لإعلان التحرر النهائى فى حريق شيكاغو عام 1871، وتتواجد، اليوم، النسخة الرسمية الأصلية من الوثيقة فى الأرشيف الوطنى فى واشنطن العاصمة.
التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الأمريكية:
ألغى التعديل الثالث عشر فى الاول من فبراير 1895م..في دستور الولايات المتحدة الأمريكية العبودية والاسترقاق الجبري، إلا ما يُطبق منها كعقوبة على الجرائم. في الكونغرس الأمريكي، أقر مجلس الشيوخ هذا التعديل في الثامن من أبريل/نيسان عام 1864، ومجلس النواب في الحادي والثلاثين من شهر يناير/كانون الثاني عام 1865. صُدّق التعديل بعد وصول عدد الولايات الموافقة إلى الحد الكافي في السادس من ديسمبر/كانون الأول عام 1865. وفي الثامن عشر من ديسمبر عام 1865، أعلن وزير الخارجية الأميركي ويليام إتش. سيوارد تبني تلك التعديلات. كان التعديل الثالث عشر واحداً من التعديلات الثلاثة الأولى ضمن تعديلات إعادة الإعمار المُدخلة عقب الحرب الأهلية الأمريكية.
قُسّمت الولايات الأمريكية بعد الثورة إلى ولايات شرّعت العبودية وأخرى أبطلتها. كانت العبودية مباحة ضمنياً في الدستور الأصلي، كما ورد في الفقرة I البند 2 المادة 3، والمعروفة بـ “تسوية الثلاثة أخماس”، والتي أخذت بعين الاعتبار تعداد العبيد من السكان، في كل ولاية من الولايات التي تبيح العبودية، بالنسبة لمجموع السكان في الولاية بهدف توزيع المقاعد في مجلس النواب وتوزيع الضرائب المباشرة بين الولايات. منح الرئيس أبراهام لينكولن الحرية للكثير من العبيد في عام 1863 عندما صدر إعلان تحرير العبيد، لكن وضْعَهُم بعد الحرب مثّل إشكالية كبيرة. في الثامن من أبريل نيسان عام 1864، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تعديلاً لإلغاء العبودية. وبعد مناورة تشريعية من إدارة لينكولن وجلسة تصويت غير ناجحة، أقر مجلس النواب التعديل أيضاً في الحادي والثلاثين من عام 1865. صادقت أغلب الولايات الشمالية على هذا الإجراء بسرعة، بالإضافة إلى عدد كافٍ من الولايات الحدودية حتى وفاة لينكولن، فجاءت الموافقة من الرئيس أندرو جونسون، والذي شجّع الولايات الجنوبية –التي تحسّنت بفضل إعادة الإعمار –كألاباما ونورث كارولاينا وجورجيا على الموافقة. وهكذا وصل عدد الولايات المؤيدة إلى 27، فتمّ إقرار التعديل قبل نهاية العام 1865.
ألغى التعديل العبودية رسمياً في كامل الولايات المتحدة، لكن بعض العوامل أدت إلى تعرّض بعض الأمريكيين السود إلى العمالة الجبرية، وتحديداً في الجنوب الأمريكي، ومن هذه العوامل: “قوانين السود” وجماعات تفوّق البيض والعنف الناجم عنها والتطبيق الانتقائي للقوانين. وعلى عكس تعديلات إعادة الإعمار الأخرى، لم يُستشهد بالتعديل الثالث عشر إلا نادراً في القضايا الأخيرة، لكنه استُخدم لمحاربة العمالة الجبرية (أو السُخرة) والاضطهاد على الأساس العرقي. يتيح التعديل الثالث عشر للكونغرس إقرار تشريعاتٍ لمحاربة الاتجار بالجنس والأشكال الأخرى للعبودية.!!