في مثل هذا اليوم 4 فبراير1789م..
انتخاب جورج واشنطن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
ابتدأت الحقبة الرئاسية لجورج واشنطن في الحادي والثلاثين من أبريل بعام 1789 إذ قلد كأول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وانتهت هذه الفترة في الرابع من مارس بعام 1797. تولى واشنطن هذا المنصب بعد الانتخابات الرئاسية بين عاميّ 1788-1789 بعد انتخابه بالإجماع في أول انتخابات رئاسية بنظام الأربع سنوات. وقد تم انتخابه في الانتخابات الرئاسية لعام 1792 بالإجماع مجددا، وبعد انتهاء هاتين الحقبتين قرر واشنطن التنحي عن الرئاسة ليأتي نائبة جون آدمز المؤيد للحزب الفدرالي ليتولى الرئاسة من بعده.
اكتسب واشنطن الأحقية من بين الإباء المؤسسين للأمة من خلال خدمته كقائد عام للقوات المسلحة للجيش القاري أبان حرب الاستقلال الأمريكية وكرئيس للمؤتمر الدستوري بعام 1787. بمجرد ما تم التصديق على الدستور، توقع الكثيرون إن جورج واشنطن سيكون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من رغبة الأخير بالتنحي عن العمل. أعرب واشنطن في خطبته الافتتاحية عن عدم رغبته في تولي الرئاسة، وقلة خبرته في تأدية المهام الإدارية المدنية، إلا أنه اثبت نفسه كقائد بارع. ترأس واشنطن تأسيس الحكومة الفدرالية الجديدة وعيّن كبار المسئولين في السلطتين التنفيذية والقضائية، وشكل ممارسات سياسية كثيرة، وحدد الموقع الدائم لعاصمة الولايات المتحدة. شجع واشنطن سياسة الكسندر هاملتون الاقتصادية التي بمقتضاها تتحمل الحكومة الفدرالية النفقات للحكومات في كل ولاية، وكما انشأ أول مصرف في الولايات المتحدة، ويونايتد ستايتس منت، ووكالة يونايتد ستايتس كوستومر سيرفز. وضع الكونغرس التعريفات الجمركية في عامي 1789 و1790 ، وضريبة الإنتاج على مشروب الويسكي لغرض تمويل الحكومة وليعالج الاختلال التجارية مع بريطانيا من خلال فرض تلك التعريفات الجمركية. قام واشنطن بقيادة جيش بنفسه لقمع الاحتجاجات التي أثارتها الضريبة على مشروب الويسكي والتي عرفت بضريبة الويسكي. أمر واشنطن بشن حرب على هنود الشمال الغربي، إذ أسفرت تلك الحرب سيطرة الولايات المتحدة على القبائل الأصلية لأميركا القاطنين في المنطقة الشمالية الغربية. بالنسبة للشؤون الخارجية، خلق واشنطن جو من الطمأنينة في الداخل وحفظ السلام مع القوى الأوربية بالرغم من تصاعد لهيب الثورة الفرنسية لذلك قام بإعلان الحيادية. قام واشنطن، أيضا، بعقد اتفاقيتين ضروريتين، الأولى مع بريطانيا العظمى بعام 1794 عرفت ب(بمعاهدة جاي)، والأخرى مع اسبانيا بعام 1795 عرفت ب(معاهدة سان لورينزو)، ذينك المعاهدتين شجعتا التجارة وساهمتا في السيطرة على الحدود الأمريكية. أعاد واشنطن تأسيس القوات البحرية للولايات المتحدة مع القانون البحري لعام 1794 لحماية السفن الأمريكية من القراصنة البربرييّن. كان هناك قلق شديد للغاية إزاء التغلغل والنشاط الحزبي داخل الحكومة آنذاك ومن التأثير السلبي الذي قد يحدث من الأحزاب السياسية على هشاشة الوحدة للشعب وقد سعى واشنطن خلال حقبتيه الرئاسيتين إلى توحيد ولملمة شتات الجهات المناوئة. كان واشنطن الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يكن لديه توجهات حزبية. بالرغم من مساعي واشنطن، فأن الجدل بشأن سياسة هاملتون الاقتصادية، والثورة الفرنسية و معاهدة جاي، تلك العوامل ساهمت في تعميق الاختلافات الإيديولوجية، إذ الذين كانوا مؤيدون لهاملتون انشئوا الحزب الفدرالي، في حين المناوئين لذلك تعضدوا مع وزير الخارجية وانشئوا الحزب الديمقراطي- الجمهوري. انتقد واشنطن مواصلة العمل الحزبي وسعى إلى اجتناب ذلك من خلال تمييز شخصه كمناصر لهاملتون، وبالرغم من ذلك، رأى المفكرين والمؤرخين السياسيين إن واشنطن أحد أفضل الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وعادةً ما يدرج اسمه مع أفضل ثلاثة رؤساء مع ابرهما لينكولن وفرانكلين روزفلت.!!