نص من رواية “أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي الأمين السعيدي
اتجهت عفاف نحو الحي مثقلة بسعادتها،اجنحة ترفعها نحو السماء بأحلام اخرى، لم تعد المدينة فضاء يتسع لحلمها وهي التي اودع في قلبها عدنان روح سارة وغربتها.يجوب عدنان الشوارع التي احتظنت اوجاعه القديمة وعجزت الأن عن فك اسره،رجل طال صراعه بين الثبات والحيرة،كان يطلب السعادة بحثا عن ابوابها وهي تسكن قلبه !
يصيح: هذا شري، أما خيري فقد ذهب مع سارة المعلمة.
يتجه نحو مستودع حانة نهج النساء.يشغل سيارته والناس تتابع صوته الرقيق معلنا عن ذهاب عقله،هكذا ظنو،فلأول مرة يصيح رجل،يعدد جرائمه.
الطريق نحو مدينته الاولى طويلة وعدنان تعلق بالبدايات،يطلب آثار سارة المعلمة.
على اطراف المدينة تنتشر القرى بأشجارها الكثيفة ومياهها وحقول القمح والورد…أما قرية الغربان فقد عرفت بسارة،معلمة تشبهها الطبيعة حسنا فترسل من نظرات عيونها نورا يفتح الورد ويأتي الربيع،غير ان عدنان ما عاد يحتمل البقاء،يطلب لقاء سارة.
دخل القرية حين أعلن الليل على انتشار الوهم.اتجه نحو دار البوليس وشرع في النواح والعويل.تجمعت الناس في منطقة الدولة محاولين فهم ما يحدث.قفز سمير من فوق الجدار ودخل دار البوليس،يردد:عدنان عدنان وصاحت من بين الجموع امرأة : ان المخنثة ابنته هي الأخرى.
– أحبها بلا ذاكرة
– ص:155
– الفصل: الرابع: خريف عدنان
– ط:1 ، دار عليسة للنشر والتوزيع،تونس