في مثل هذا اليوم23 مايو 1911م..
الرئيس ويليام هوارد تافت يفتتح مكتبة نيويورك العامة، وهو أضخم بناء رخامي بُني في مدينة نيويورك.
ويليام هوارد تافت (بالإنجليزية: William Howard Taft) (15 سبتمبر 1857 – 8 مارس 1930) هو محامي وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس السابع والعشرين للولايات المتحدة (1909-1913) ورئيس المحكمة العليا العاشر للولايات المتحدة (1921-1930)، وهو الشخص الوحيد الذي شغل كلا المنصبين. انتخب تافت كرئيس في عام 1908، حيث تم اختياره كخليفة للرئيس تيودور روزفلت، لكنه هزم عندما ترشح لفترة ثانية من قبل وودرو ويلسون في انتخابات عام 1912 بعد أن قسم روزفلت أصوات الجمهوريين بترشحه كطرف ثالث. في عام 1921، قام الرئيس وارن هاردنج بتعيين تافت ليترأس المحكمة العليا، وهو المنصب الذي شغله حتى الشهر الذي سبق وفاته.
ولد تافت في مدينة سينسيناتي في عام 1857. وكان والده، ألفونسو تافت، قد شغل منصب النائب العام ووزير الحرب. دخل وليام تافت جامعة ييل، وكان عضوا في جماعة الجمجمة والعظام السرية مثل والده، وبعد أن أصبح محاميا تم تعيينه قاضيا وهو لا يزال في العشرينات من عمره. تابع تافت تقدمه السريع، وتم اختياره كمحامي عام وقاضي في محكمة الاستئناف في الدائرة السادسة. في عام 1901، عينه الرئيس ويليام ماكينلي كحاكم مدني على الفلبين. في عام 1904، عينه روزفلت كوزير الحرب، وأصبح خليفة روزفلت المختار. ورغم أن تافت كان يطمح شخصيا ليصبح رئيس المحكمة العليا للولايات المتحدة، إلا أنه رفض عرض تعيينه في هذا المنصب عدة مرات، معتقدا أن عمله السياسي أكثر أهمية.
نال تافت ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات عام 1908 بمساعدة روزفلت ودون معارضة تذكر، وهزم غريمه وليام جيننغز بريان بسهولة في شهر نوفمبر. ركز تافت على شرق آسيا أكثر من الشؤون الأوروبية، وتدخل مرارا في سياسة أمريكا اللاتينية حيث دعم حكومات وأزال أخرى. سعى تافت لتخفيض التعرفات التجارية، والتي كانت وقتها مصدرا رئيسيا للدخل الحكومي، ولكن مشروع القانون تأثر كثيرا بمصالحه الخاصة. وعانت إدارته من الصراع بين الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، والذي تعاطف مع تافت، والجناح التقدمي الذي اتجه نحوه روزفلت. كما ساهم الجدل حول حفظ الغابات وقضايا مكافحة الاحتكار بفصل الرجلين عن بعضهما. تحدى روزفلت غريمه تافت بأن ترشح لولاية ثالثة في انتخابات عام 1912. استغل تافت نفوذه على الحزب لينال أغلبية ضئيلة في أصوات المندوبين، وانسحب روزفلت من الحزب. أدى هذا الانقسام لإنقاص فرص تافت بالفوز، وهُزم أمام ويلسون ولم يفز إلا بأصوات ولايتي يوتا وفيرمونت.
عاد تافت بعدها إلى جامعة يايل كأستاذ، واستمر بنشاطه السياسي وظل يعمل ضد الحرب من خلال رابطة فرض السلام. عينه الرئيس هاردينغ رئيسا للمحكمة العليا في عام 1921، وهو المنصب الذي كان يسعى له منذ زمن طويل. وكان القاضي تافت محافظا على القضايا التجارية، ولكن كان هناك تقدم في الحقوق الفردية تحت إمرته. استقال من منصبه في فبراير 1930 بعد أن ساءت صحته. وتوفي في الشهر التالي ودفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية، وهو أول رئيس وأول قاض في المحكمة العليا يدفن هناك. وغالبا ما يضعه المؤرخون في مراتب وسطى في تصنيفهم لرؤساء الولايات المتحدة.
تافت هو واحد من بين ثلاثة رؤساء أمريكيين (تافت، وهوفر، وترامب) وصلوا إلى انتخبوا رؤساءاً للولايات المتحدة بدون أن تكون عندهم خليفة سياسية انتخابية، أو عسكرية.
مكتبة نيويورك العامة (بالإنجليزية: The New York Public Library أو اختصاراً NYPL) هي أكبر مكتبة عامة في أمريكا الشمالية قاطبةً وثالث أكبر مكتبة في العالم (بعد مكتبة الكونغرس والمكتبة البريطانية)، كما أنها أحد أهم مكتبات الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية. في المجمل تضم المكتبة بكل فروعها نحو 53 مليون عنصر (كتب وأشرطة وخرائط ..الخ).
وهناك من يعتبر مكتبة نيويورك العامة واحدة من أهم خمس مكتبات في الولايات المتحدة مع مكتبة الكونغرس ومكتبة بوسطن العامة، ومكتبتي جامعتي هارفارد وييل.
تتكون مكتبة نيويورك العامة من 87 فرعاً أحدها مكرّس للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة. وكل تلك المكتبات مفتوحة للعامة مجاناً. بعض تلك المكتبات لا تسمح بالاستعارة. تدار مكتبة نيويورك العامة من قبل مؤسسة خاصة غير ربحية، ويتم تمويل المكتبة من القطاعين العام والخاص. تبلغ ميزانية المكتبة أكثر من 50 مليون دولار ويعمل فيها أكثر من 3 آلاف موظف. يعود تاريخ إنشاء المكتبة إلى العام 1895.
أضاف جون جاكوب أستور ملحقًا لوصيّته، إذ ترك فيه 400,000 دولار (أي ما يعادل 11.8 مليون دولار في عام 2019) بإيعاز من جوزيف كوجسويل؛ وذلك بهدف إنشاء مكتبة عامة. بعد وفاة أستور في عام 1848، نفّذ مجلس الأمناء الناشئ شروط الوصية لتُبنى مكتبة أستور في عام 1854 في القرية الشرقية. كانت المكتبة مكتبةً مرجعيةً مجانيةً، ولم يُسمح بتوزيع كتبها. وُصفت مكتبة أستور في افتتاحية نيويورك تايمز في عام 1872، إذ قيل إنها «مصدر مرجعي وبحثي رئيس»، ولكنها «تفتقر إلى الشعبية بالتأكيد، فهي لا تمتلك أساسيات المكتبة العامة، فمن الممكن أن تكون متاجرها تحت الحراسة منعًا من وصول الجماهير إليها».
أُدمجت مكتبة لينوكس في كونغرس ولاية نيويورك في عام 1870. شُيّدت المكتبة في الجادة الخامسة، بين الشارعين 70 و71 في عام 1877. تبرّع هاوي الكتب النادرة والمُحسن جيمس لينوكس بمجموعة واسعة من الأمريكانا والأعمال الفنية والمخطوطات والكتب النادرة، بما في ذلك بيبل جوتينبيرج الأول في العالم الجديد. فرضت المكتبة بدايةً رسومًا للدخول، ولم تسمح بالوصول المادي إلى أيّ مواد أدبية.
اعتقد حاكم نيويورك السابق والمرشح الرئاسي صامويل تيلدن أن هناك حاجة لوجود مكتبة تغطّي المدينة بأكملها، إذ ورّث بعد وفاته في عام 1886 الجزء الأكبر من ثروته –حوالي 2.4 مليون دولار (ما يعادل 68 مليون دولار في عام 2019) – «لإنشاء مكتبة وقاعة قراءة مجانية في مدينة نيويورك صيانتهما». وُضعت هذه الأموال في صندوق ائتمان دون أن تُصرف لعدّة سنوات، إلى أن خرج المحامي في مدينة نيويورك جون بيغيلو بالتعاون مع أندرو هاسويل جرين (كلاهما من أمناء ثروة تيلدن) بفكرة دمج اثنتين من أكبر مكتبات المدينة.
واجهت كلّ من مكتبتي أستور ولينوكس عوائق مالية. على الرغم من امتلاك مدينة نيويورك للعديد من المكتبات التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، لكنّ معظمها مُوّلت من القطّاع الخاص، وفرضت رسومًا على الدخول واستخدام الكتب. تعاون لويس كاس ليدارد وجون كادوالادير مع بيغيلو باعتباره الداعم الأبرز لخطّة دمج المكتبتين، كان ليدارد عضوًا في مجلس تيلدن بينما كان كادوالادير عضوًا في مجلس أستور. وفي نهاية المطاف، دعم رئيس مجلس لينوكس جون ستيوارت كينيدي الخطّة أيضًا. وفي تاريخ 23 مايو من عام 1895، وافق بيغيلو وكادوالادير وجورج إل. ريفنز على إنشاء «مكتبة نيويورك العامة، بتأسيس من أستور ولينوكس وتيلدن». رُحّب بهذه الخطة بصفتها مثالًا على الأعمال الخيرية الخاصة من أجل الصالح العام. نُصّب جون شو بيلينغز أوّل مدير للمكتبة في 11 سبتمبر. دُمجت هذه المكتبة الوطنية النشأة مع مكتبة نيويورك الشعبية للتداول الحر في شهر فبراير من عام 1901.!!