في مثل هذا اليوم2 يونيو2015م..
استقالة جوزيف بلاتر من رئاسة الفيفا، بعد أيام من فوزه بولاية جديدة تنافس عليها مع الأمير علي بن الحسين.
وضع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر حدا لمشواره الممتد لـ17 على رأس أكبر هيئة كروية عالمية، بإعلانه الثلاثاء استقالته من المنصب والدعوة لجمعية عامة استثنائية لانتخاب رئيس جديد، وبقدر ما كان الإعلان مفاجئا لكثيرين، كان خاتمة منطقية لمسلسل من الأحداث التي مهدت لهذا اليوم.
واستلم بلاتر رئاسة الفيفا في 1998 خلفا للبرازيلي جو هافلانج، ونجح طيلة السنوات التي تلت ذلك في فرض نفسه زعيما أوحد للكرة، وأقصى بسطوته أي فرص لبروز منافسين له على المنصب، وتجلى ذلك في تفوقه بسهولة في الانتخابات التي خاضها أعوام 1998 و2002 و2007 و2011.
غير أن توالي فضائح الفساد نالت شيئا فشيئا من مكانته رغم إصراره في كل مرة على تأكيد أنه “ربان السفينة ولا يتركها في بحر هائج مهما كانت صعوبة الموقف”، وذلك قبل أن تنكشف الفضيحة الأخيرة التي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
واندلعت الأزمة الأخيرة قبل يومين من الانتخابات التي فاز بها بلاتر (79 عاما) بعد انسحاب منافسه الأمير الأردني علي بن الحسين، وكانت شراراتها إقدام السلطات السويسرية وبطلب من القضاء الأميركي على اعتقال سبعة من مسؤولي الفيفا واتهام آخرين بسبب ضلوعهم في رشى تصل إلى نحو 150 مليون دولار.
وتوالت التطورات بتوجيه وزارة العدل الأميركية اتهاما لـ14 شخصا -بينهم السبعة المعتقلون في سويسرا– لتورطهم في قضايا فساد ورشى ومنح صفقات متعلقة بحقوق البث التلفزيوني.
فضائح الفساد دفعت الفيفا لصدارة اهتمامات الإعلام العالمي (غيتي)
فضائح الفساد دفعت الفيفا لصدارة اهتمامات الإعلام العالمي (غيتي)
وفي آخر حلقة من مسلسل القضية, زجت صحيفة نيويورك تايمز باسم الأمين العام للفيفا جيرم فالكه، وقالت إنه كان وراء تحويل عشرة ملايين دولار لحسابات مصرفية يملكها الترينيدادي الموقوف جاك وارنر نائب رئيس الفيفا السابق.
وقبل هذه التطورات، كان لملف منح كل من روسيا وقطر شرف استضافة مونديالي 2018 و2022 على التوالي، دور في التأثير على بلاتر عبر حملة إعلامية كبيرة استهدفته شخصيا واتهمته بالفساد، غير أنه رد على ذلك بتشكيل لجنة تحقيق في 2012 لدراسة القضية، وقد خلصت في نهاية 2014 إلى أن الملفين سليمان ونفت عنهما شبهة الفساد.
وإلى جانب قضايا الفساد كان للصراع بين المعسكر الأوروبي وبلاتر أثر على النهاية التي آل إليها مشواره مع الفيفا الممتد لنحو أربعين عاما، فقد كان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني من أشد المعارضين لترشح بلاتر لولاية خامسة، وجسد ذلك في إعلانه دعم علي بن الحسين ومطالبته بلاتر علنا بالرحيل.
وطيلة فترة رئاسة بلاتر للفيفا، حاول السويسري الاستقواء بـ”الدول الضعيفة” لمواجهة المعارضة الشرسة من قبل الأوروبيين، وخصص مشاريع لكل من أفريقيا وآسيا ضمنت له نصف أصوات الجمعية العامة للفيفا.
وفيما تتجه الأنظار إلى رصد المرشحين المحتملين لخلافة بلاتر على عرش الفيفا، لن يغيب اسم العجوز السويسري سريعا عن الواجهة لأنه سيبقى في منصبه حتى الانتخابات التي ستكون نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل، ولأن اسمه متداول أيضا عند الحديث عن تداعيات قضايا الفساد وإن لم يصدر بعد مسبوقا بصفة المتهم.!!