في مثل هذا اليوم2 يونيو1920م..
ميلاد مارسيل رانيسكي، ناقد ألماني.
مارسيل رايش رانيسكي (بالألمانية: Marcel Reich-Ranicki) (و. 1920 – 2013 م)هو ناقد أدبي ألماني، اشتهر بنقده الحاد الذي أكسبه مكانةً وسلطة في مجال النقد الأدبي حتى أطلق عليه لقب “بابا الأدب الألماني”. اُعتقل في فترة الحكم النازي في معتقل “فارشاو” بسبب أصوله اليهودية، وعمل فيه مترجما. ألّف كتابا حمل عنوان “قصة حياة”، تحدث فيه عن حياته ومعاناته وملاحقة النازيين له ولأفراد عائلته. كما قدم برنامجا تلفزيونيا حواريا بعنوان “المربع الأدبي” تناول فيه قضايا متعلقة بالأدب. شغل منصب رئيس القنصلية البولندية في لندن عام 1948.
ولد رانيسكي في بولندا في 2 يونيوعام 1920 في ولوكلاويك على نهر فيستولا، وبقي فيها حتى سن التاسعة، واجه في طفولته مشاكل كثيرة في مدرسته لعدم إتقانه للغة الألمانية، بعدها توجه مع والديه للعيش في برلين بعد أزمة مالية تعرض لها والده، حيث أنهى تعليمه المدرسي فيها عام 1938، وتحدث عن بعض من ذكريات الطفولة بالقول “لم يكن لدي وطن. كان الأدب هو موطني الوحيد في الثلاثينات (من القرن الماضي) في الرايخ الثالث، فقد مكثت في برلين إلى عام 1938”. بعد إنهاء الدراسة الثانوية، أراد دراسة الأدب الألماني في الجامعة، لكنه لم يستطع بسبب سجنه من قبل النازيين في معسكر فارشاو، وتم قتل أباه وأخاه على يد النازيين. وفي داخل المعسكر تعرف على زوجته تيوفيلا عام 1943 وتزوجا، واستمرت علاقتهما أكثر من خمسين عاما، ثم تم تهريبه مع زوجته من السجن عن طريق رجل بولندي قدم لهما المساعدة.
بعد تحرير بولندا من قبل الجيش الأحمر في سبتمبر 1944، تطوع رانيسكي للخدمة في الجيش البولندي، وانضم إلى الحزب الشيوعي في بولندا عام 1946، وتم تعيينه على الرقابة البريدية العسكرية، وكان ينتمي إلى البعثة العسكرية البولندية في برلين، وفي عام 1947 عمل في جهاز المخابرات (جهاز الاستخبارات الأجنبية)، وعمل في وزارة الخارجية البولندية، فيما بعد انسحب من الحزب الشيوعي بسبب مواقفه المعادية للسامية. ثم في عام 1948 استلم منصب رئيس القنصلية البولندية في لندن، وبعدها توجه إلى بولندا ليعمل هناك في دار للنشر حيث تخصص في الأدب الألماني. ثم عاد إلى ألمانيا وعمل في صحيفة “دي تسايت” الألمانية بين عامي 1960 و1973، حيث كتب عن الكثير من الأدباء المعروفين مثل ألفريد أندرش وإنغيبورغ باخمان وغيرهم، كما عمل من عام 1973 وحتى عام 1988 مديراً للقسم الأدبي في صحيفة “فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ”، وكان بين عامي 1971 و1975 بروفسورا زائرا في ستوكهولم وأوبسالا وبروفسورا فخريا في جامعة توبنغن الألمانية. في عام 1988 وبعد انتهاء فترة عمله في صحيفة ” فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ ” انتقل إلى التلفزيون ليقوم بتقديم برنامجه “المربع الأدبي”، ثم بعد انتهاء البرنامج عام 2001 قام بتقديم العديد من البرامج تحت عنوان “سولو”.
توفي في 18 سبتمبر 2013 في فرانكفورت في ألمانيا بعد معاناته مع المرض عن عمر 93 عاما. وقد نعاه الرئيس الألماني السابق يواخيم غاوك حيث قال “إن مارسيل رايش رانيسكي ‘الذي أراد الألمان يوما ما طرده من بينهم وإبادته كان يمتلك العظمة التي مكنته بعد هذه البربرية من أن يفتح لهم آفاقا جديدة إلى ثقافتهم”، مؤكدا على أن الجميع كان يحترمه ويحبه، والكل حزين على رحيله، وأيضا نعته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: “نفتقد بوفاته صديقا لا شبيه له في الأدب وأيضا في الدعوة للحرية والديمقراطية”.!!