في مثل هذا اليوم 3 يونيو 1966م..
في الصين، ماو تسي تونج يبدأ ” الثورة الثقافية “..
ماوو تسي تونج (عاش 26 ديسمبر 1893 إلى 9 سبتمبر 1976) – زعيم الحزب الشيوعي الصيني منذ 1935 حتى وفاته. تراجع منسحباً أمام الجيش الوطني في “المسيرة الطويلة”. قائد حرب التحرير في الصين ومؤسس جمهورية الصين الشعبية .
ومنذ تأسيس الحزب الشيوعي حتى كتابة هذا المقال، حافظ الحزب على قيادة الصين نتيجة انتصار ماو تسي تونگ في الحرب الأهلية الصينية وتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.
عمل ماو على تطوير مفهوم جديد للشيوعية سُمّي “بالماوية” وكان مزيج من شيوعية لينين وماركس. وعمل على التحالف مع الاتحاد السوڤيتي ومن ثمّ الخروج إلى الجموع الصينية بالثورة الثقافية.
أقام نظام مركزى عملاق في صورة حزباً واحداً للتحكم في كل قطاع من حياة الصينين، كل الصناعات وضعت تحت تصرف الدولة ليعاد توزيعها لخدمة المجتمع الثورى، لم يعد هناك أى نوع من الحريات الاعلامية مثل الصحافة ، الاذاعة و باقى الوسائل بل تحولت إلى ادوات للدعاية للنظام و المدارس و الجامعات اضحت قنوات لترويج و نشر افكار ماوو أضحى العلماء في مختلف المجالات في سباق لبناء القوة العسكرية، و كان الجيش يُستخدم لبقاء المعارضة صامتة.
له خمسة من الأولاد، بنتان من زوجته الرابعة الممثلة شيانج شينج وولدين و بنت من زيجاته السابقة، قتل ابن له في حرب كوريا، و الاخر مترجم لغة روسية في بكين.
ولد ماو في 26 ديسمبر 1893 في قرية شاو شان Chao-Shan, في مقاطعة هيوفن من اب فلاح, درس في كتّاب القرية، ثم التحق بمدرسة ابتدائية في مقاطعة شيانج، ومنها انتقل إلى مدرسة متوسطة في عاصمة المقاطعة. بعد ثورة 1911-1912؛ التي قادها الزعيم الوطني صن يات سن Sun Yat Sen لإطاحة حكم أسرة مانشو Manchu الإقطاعية، خدم ماو في جيش الثورة فترة قصيرة. وفي عام 1913 انتسب إلى مدرسة المعلّمين الرابعة في هونان، وتخرج فيها في عام 1918. وفي هذه الفترة اطلع ماو على تاريخ الصين القديم وتراثها الثقافي، كما اطلع على الأفكار الغربية الحديثة، وتأثر بكتابات كونفوشيوس وصن يات سن، وتولستوي Tolstoi وفلسفة «كانت» Kant وجدلية هيجل Hegel. واهتم كثيرا بانتصار الثورة الاشتراكية في روسيا (1917) وبالأفكار التي جاءت فيها.
في نيسان 1918 أسس «المنظمة الشعبية الجديدة» في مقاطعة تشانج شا Chang-Sha بهدف إيجاد السبل الحديثة لإحداث التغيير الجذري في الصين. وفي عام 1919 التحق بجامعة بكين حيث عمل أميناً للمكتبة إلى جانب دراسته فيها. وتزوج في أثناء دراسته الجامعية من كاي- هوي Kai-Hoy ابنة أحد أساتذته. وفي الجامعة تأثر كثيراً بأفكار أستاذه في الاقتصاد تشين Tchen الذي كان ماركسياً.
وفي العام نفسه أسهم في تنظيم انتفاضة 4 أيار/مايو الشبابية ضد معاهدة فرساي حول تسليم الأراضي الصينية التي كانت تحتلها ألمانيا إلى اليابان.
وفي عام 1920 التقى ماو في بكين مبعوث الثورة السوڤييتية أدولف جوف، عن طريق أستاذه تشين، ولمس منه رغبة السلطة السوڤييتية بإقامة علاقة متكافئة مع بلاده. وأدى نزول الحكومة السوڤييتية للصين عن شمالي منشوريا- التي كانت تحتلها الحكومة القيصرية – دوراً في إقناع ماو باختفاء النزعة الاستعمارية من روسيا الجديدة؛ مما زاده قرباً من الأفكار «البلشفية»، وسرّع انتقاله إلى مواقع الماركسية.
وعندما كان في الثامنة عشرة من عمره قامت اثورة ضد النظام الملكى الفاسد الذي يحكم البلاد من القرن 17 و بعد شهور من قيامها انتهت الملكية و اعلنت الجمهورية، و فشل النظام الثوري في إنشاء حكومة مستقرة فكانت قاعدة لحرب أهلية مسببة الفوضى و ظلت الصين كذلك حتى 1949
ارادراد ماو ان يصبح استاذاً فدخل جامعة بكين في 1918 و هناك اعتنق الشيوعية كونه يسارياً في أفكاره و في 1920 كان واضحاً انه ماركسى متعصب كعشرات الصينين و في يونيو 1921أصبح واحداً من الاثنى عشر الذين اسسوا الحزب الشيوعى في شنغهاى .و ترقى فيه ببطء فكان زعيمه في 1937.
اتخذ ماو من مدينة يينان Yenan عاصمة له. وفي هذه الفترة بدأت اليابان غزوها للصين (7/7/1937)، فرفع الحزب الشيوعي من جديد شعار الوحدة الوطنية والتحالف مع الكومنتانغ لمواجهة الغزو الياباني على أساس برنامج وطني عام، واضطر تشانغ كاي شيك إلى التعاون مجدداً مع الحزب الشيوعي تجنباً للتمرد في جيشه.
استمرت الحرب ضد اليابان حتى هزيمتها في الحرب العالمية الثانية عام 1945. وكان الشيوعيون قد أسسوا في الجزء الذي حرروه من منشوريا وفي الأقاليم التي يسيطرون عليها حكومات شعبية محلية، وقاموا بتوزيع أراضي الإقطاعيين على الفلاحين. ووقّعوا مع تشانغ كاي شيك في 10/10/1945 اتفاقية للسلم والبناء. ولكن تشانغ ما لبث – بتشجيع من الولايات المتحدة – أن خرق الاتفاق، وأمر ولاته بتصفية الحكومات التي شكّلها الشيوعيون؛ الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية التي دامت أربع سنوات، تمكّن فيها جيش التحرير الشعبي الصيني – بقيادة ماوتسي تونغ- من دحر قوات تشانغ كاي شيك ودخول بكين في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 1949 وإعلان ولادة ما عُرف بجمهورية الصين الشعبية The People’s Republic of China، واضطر تشانغ كاي شيك إلى مغادرة البر الصيني واللجوء إلى جزيرة فورموزا.
في السنوات الثلاث الأولى من قيام الصين الجديدة باشرت السلطة الثورية بوضع البرامج الخماسية لبناء البلاد على أسس اشتراكية. وفي كانون الأول/ديسمبر 1949 قام ماوتسي تونغ على رأس وفد حزبي وحكومي كبير بزيارة موسكو، ووقع «اتفاقية الصداقة والتحالف والتعاون المتبادل بين الصين والاتحاد السوڤييتي»، قدم السوڤييت بموجبها مساعدات ضخمة في مختلف الميادين، ولاسيما في ميدان التصنيع؛ غير أن ماو كان يتطلع إلى نتائج كبيرة وسريعة في ميدان الإنتاج، ولذلك طرح في عام 1958 شعار القفزة الكبرى إلى أمام؛ الذي يهدف إلى الحصول على إنتاج أكبر بوقت أقل من خلال تنظيم «الكومونات» الشعبية؛ وهي وحدات إدارية واسعة تشمل الريف والمدينة، وتؤدي ثلاث مهمات أساسية: الإنتاج والدفاع والتعليم.
ولكن التجربة أخفقت، وأدت إلى كارثة اقتصادية حقيقية، كما واجهت التجربة نقد بعض القيادات الحزبية، وخصوصاً من وزير الدفاع بنغ تي هواي Peng Te-Huai الذي أعفي من جميع مناصبه بسبب تلك الانتقادات.
وبدءاً من عام 1960، وبالاعتماد على وزير الدفاع الجديد لين بياو Lin Bao بدأ ماو بإجراء تغييرات تنظيمية داخل جيش التحرير الصيني. وفي الوقت نفسه بدأت حملة ضد ما سمي البيروقراطية الحزبية والعناصر المتبرجزة التي أخذت ترفع رؤوسها داخل الحزب والدولة. وشملت الحملة فئات المثقفين والفنانين الذين اتهموا بالتأثر بالثقافة الغربية. وسحب من التداول الشعار الذي اطلقه ماو في أوائل الخمسينات «دع مئة زهرة تتفتح، ودع مئة مدرسة فكرية تتنافس».
ونشرت قيادة الحزب في هذه الفترة «الكتاب الأحمر» الذي يضم بعض المقالات والخطب التي ألقاها ماوتسي تونغ، ليكون برنامجاً لتثقيف جميع «الكوادر» الحزبية، ولاسيما في صفوف الجيش والشباب.
في عام 1959 تخلّى ماو عن منصب رئيس الجمهورية، وانتخب رفيق دربه ليوتشاو شي Liu Chao-Shi خلفاً له.
في أوائل الستينيات وقع الخلاف بين الصين والاتحاد السوڤييتي، ويمكن تلخيص أسبابه في معارضة الصين للإدانة العلنية للمرحلة الستالينية، ومعارضة سياسة التعايش السلمي التي اتبعها خروشوف مع الغرب، وكذلك معارضة سياسة الانفتاح الداخلي، وأخيراً توقيع معاهدة حظر التجارب النووية بين السوڤييت وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1963. وقامت الصين بقطع علاقاتها مع الاتحاد السوفياتي وطرد الخبراء السوڤييت من الصين، واستمرت القطيعة حتى عام 1989، وأدت إلى انشقاق كبير داخل الحركة الشيوعية العالمية وحتى داخل العديد من الأحزاب الشيوعية في العالم.
وفي أوائل السبعينيات بدأت العلاقات مع الغرب فيما عرف بدبلوماسية «كرة الطاولة» التي كان عرّابها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر. وبعد قطع العلاقات بين الصين والاتحاد السوڤييتي تراجعت الولايات المتحدة عن موقفها المعارض لعضوية الصين في الأمم المتحدة، واعترفت بكل من بكين وتايوان. وتوّجت العلاقات مع الغرب بزيارة الرئيس الأمريكي نيكسون Nixon إلى الصين عام 1972، حيث وقّع معاهدة شانغهاي للتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.
أدى إخفاق «الكومونات» الشعبية وتوقف المساعدات السوڤييتية وحدوث عدد من الكوارث الطبيعية إلى تدهور كبير في الوضع الاقتصادي؛ مما اضطر الخبراء الاقتصاديين – بدعم من رئيس الجمهورية ليوتشاوشي – إلى التخلي عن «الكومونات» وإعادة بناء الاقتصاد على أساس تشجيع الحوافز الفردية ودعم الاقتصادات العائلية في الزراعة.
إلا أن ماو لم يكن متسامحاً مع الانتقادات التي وجهت «للكومونات»، فطرح مجدداً منذ عام 1966 حاجة البلاد إلى «ثورة ثقافية بروليتارية كبرى» تهدف الى إعادة الروح الطبقية الصحيحة إلى الحزب والدولة والتخلص من جميع الأدران البرجوازية، وذلك بالتوجه إلى الجماهير والتعلّم منها والاعتماد على الشباب الذين لم تلوثهم الأفكار البرجوازية؛ لذلك بدأت حملة تدعو الشباب إلى التمرد على السلطة وأخذ مقدرات البلاد بين أيديهم. وشكّلت فيالق الحرس الأحمر المسلّحة التي أعطيت صلاحيات واسعة لتصفية العناصر المعادية للحزب وللاشتراكية. وفي هذه الفترة – التي استمرت عشرة أعوام، أي حتى وفاة ماو في التاسع من أيلول عام 1976- تم إبعاد عشرات الآلاف من القيادات الحزبية والحكومية من مناصبها وإرسالها إلى الريف لإعادة تأهيلها. وأغلقت الجامعات، واضطهد أساتذتها، وأحرقت الكتب المتداولة بتهمة الترويج للأفكار البرجوازية، وشملت الفوضى مختلف ميادين الحياة. وكان الرئيس ليوتشاوشي في مقدمة ضحاياها إذ أعفي من منصبه بعد اتهامه بالانتهازية والانحراف. وحتى لين بياو – وزير الدفاع المقرب من ماو- والذي انتخبه المؤتمر التاسع للحزب خليفة له عام 1969، لم ينج من هذه الحملة إذ اتهم بتدبير محاولة لاغتيال ماو، وقتل في حادث طائرة غامض.
بعد وفاة ماو حاولت زوجته الثالثة جيانغ تشنغ تسلّم زمام الأمور ومتابعة سياسته مع ثلاثة آخرين من أعضاء المكتب السياسي للحزب، ولكن قيادة الحزب الجديدة تصدت لهم، واعتقلتهم، وحاكمتهم. ودخلت الصين بعدها مرحلة جديدة وهي مرحلة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي. وشهدت هذه المرحلة تغييرات كبيرة وعميقة في أوضاع الصين، فتطور اقتصادها على نحو سريع ومذهل، وارتفع مستوى المعيشة ارتفاعاً ملموساً، وأصبحت الصين إحدى القوى العظمى في عالم اليوم، واقتصادها هو الاقتصاد الرابع في العالم.
كان ماوتسي تونغ قائداً تاريخياً فذاً من قادة حركة التحرر الوطني العالمية، وأدّى دوراً بالغ الأهمية في تاريخ الصين تحريراً وبناء. وقد ترك تراثا مهماً على الصعيدين الفكري والعملي لايمكن أن ينسى كما أنه كان شاعراً له كثير من القصائد التي ترجم بعضها إلى العربية. وبالرغم من بعض الأخطاء المرتكبة فإن عظمة ماو قائداً سياسياً وشعبياً كبيراً تبقى نقطة مضيئة في تاريخ الصين..
الثورة الثقافية:
في3يونيو 1966 أشعل ماو الثورة الثقافية الكبرى و كان في السبعينات من عمره وقتها، لأراد منها سحق المعارضة، فقام بإطلاق ملايين الطلبة من المدارس العليا و الجامعات ليخدموا كحرس حمر ولكنهم سببوا الفوضى في البلاد، دافعيين بالصين إلى حافة حرب أهلية ضارية.
لثورة الثقافية الپروليتارية العظمى أو ببساطة الثورة الثقافية؛ كانت فترة من القلاقل السياسية والاجتماعية واسعة الانتشار في جمهورية الصين الشعبية بين 1966 و 1976، نتج عنها فوضى عمت البلاد وشلل اقتصادي ودفعت الصين إلى حافة الحرب الأهلية.
في 16 مايو 1966، دشن الزعيم الصيني ماو تسي تونگ ثورة البروليتاريا الثقافية الكبرى. حذر ماوتسي تونگ آنذاك من أن من أسماهم بممثليّ البورجوازية قد اخترقوا الحزب الشيوعي، وأنه سيعمل على اجتثاثهم. وكان اعلانا مزّق المجتمع الصيني. دعا الرئيس ماو الشباب بعد الاعلان عن ثورته الثقافية أن يقوموا بالانقلاب على الزعامة الشيوعية في البلاد. واستجاب لدعوته ألوف الشباب الذين عُرفوا فيما بعد باسم الحرس الأحمر. وغرقت الصين في الفوضى التي راح ضحيتها مئات الألوف، وجرى تعذيب الملايين، وتخريب جانب كبير من تراث الصين الثقافي. وبنهاية عام 1968 كانت الثورة الثقافية قد جعلت الصين على شفا حرب أهلية.!!!!