في مثل هذا اليوم6 يونيو 1961م..
وفاة كارل يونغ، عالم سويسري في علم النفس.
كارل غوستاف يونغ (بالألمانية: Carl Jung)، هو عالم نفس سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي. عاش (26 يوليو 1875 – 6 يونيو 1961)
ولد كارل غوستاف يونغ في 26 يوليو عام 1875 في بلدة كيسول من مقاطعة ثورغاو بسويسرا. كان والده قسيسًا كالفينيًّا في الكنيسة الأنجيلية بسويسرا، وكانت أسرة يونغ عريقة في المجال الديني وكذلك جده لأمه، لذلك كانت الكنائس والمقابر هي مكان طفولته. كان طفلاً غريبًا ولم يكن له إخوة واخوات ولذا فلم يكن أمامه سوى أن يتخيل ألعابا بل وأن يلعبها مع نفسه لذلك كان يونغ في طفولته الأولى شديد الحساسية ويميل للعزلة واللعب منفردا، أما في تلمذته فقد كان يميل للعلوم الخاصة، خاصة الجيولوجيا والحيوان والحفريات وكان شديد الاهتمام بالعقائد الدينية المختلفة والحضارات الإنسانية والآثار خاصة ما تعلق باليونان ومصر وعصور ما قبل التاريخ مع ميل واضح للتأمل والتفكير، ودرس الطب في مدينة بازل حيث تخرج طبيبًا وبدأ حياته العملية عام 1900 طبيبًا مساعدًا في مستشفى الأمراض العقلية في برجولزلي.
يقول يونغ إن حياته الفكرية بدأت بحلم رآه في الثالثة من عمره . حصل على منحة دراسية في جامعة بازل لدراسة الطب وتوفي والده وهو يبلغ من العمر 20 عاما وأحب يونغ الحياة الجامعية وكان يلتهم الأعمال الفلسفية وخاصة أعمال كانط ونيتشه بالإضافة إلى الكتب والمراجع الطبية، ودرس الروحانيات والظواهر الخارقة للطبيعة . أصبح يونغ عضوًا في جمعية الخطابة والمناظرة التي يطلق عليها نادي زوقنجيا .واستطاع يونغ أن يكشف شيئًا نال إعجاب وتقدير الجميع وهو الروح البشرية .كانت أفكاره تنادى بوجود توجهين للروح .أحدهما ينحو نحو الشئون الحياتية والآخر ينحو نحو عالم الروحانيات . وهناك حدثت بعض الأشياء ليونغ واعتقد يونغ أنه يجب عليه حضور جلسات استحضار الأرواح .ظل يونغ يحضر هذه الجلسات على مدار عامين كاملين وكانت ابنة عمه هيلين بريسورك هي الوسيطة الروحية وكان والدها المتوفي صموئيل بريسورك هو مرشدها الروحي. وتوقف عن الذهاب لتلك الجلسات عندما بدأت هيلين تستغرق في تلك الاستحضارات ولم يكن يعلم يونغ بأن هيلين مغرمه به وكل ماتفعله لجذب انتباهه. وبذلك تكونت عند يونغ شخصيتان كانت الشخصية الأولى منغمسة في الأمور الحياتية، ويمكن أن تنفجر مشاعرها لأي موقف عاطفي . أما الشخصية الثانية فهي تؤمن بالخرافات وبعالم الخوارق، حيث كان يونغ يشعر أنه على صلة بالعالم الآخر . ويبحث عن كُنه ذلك الشيء الغريب الذي يدخل الجسد عند الميلاد ويغادره عند الوفاة، ولقد أدى به ذلك إلى أن يدرك أن ضالته المنشودة هي الطب النفسي الذي شرع ابتداءً من عام 1890 في دراسته كعلم ومهنة في آن واحد. وبدأ يونغ التدرب على ممارسة الطب النفسي عام 1900 وذلك عندما أصبح مساعدا في مستشفى برجولزلى للأمراض العقلية وهي مصحة ملحقة بجامعة زيورخ وكانت تحت إدارة الدكتور إيوجين بلولرو استمرت أبحاث يونغ تحت إشراف هذا الدكتور إلى أن تطور يونغ في هذا المجال. ولم تكد سنة 1900 تدخل حتى أصبح يونغ كبير الأطباء ومحاضرا في كلية الطب بجامعة زيورخ . وفي عام 1902 توجه كارل يونغ إلى باريس ودرس عند جانيت Janet فترة من الزمن ارتقى في خلالها إلى رتبة طبيب رئيسي. وفي ميدان التطبيق عمل تحت إشراف إيوجين بلولر ثم أصبح معاونا له فيما بعد. وكان من نتيجة الأبحاث التي قام بها في فرنسا منهج البحث الجديد الذي عرف باسم اختبارات التداعي Association tests وقد نشر عددا من المقالات أكسبته شهرة واسعة وكان قد منحته جامعة كلارك (مساتشوستس) درجة الدكتوراه الشرفية. وكان في غضون ذلك يقوم بإرساء قواعد الطب النفسي التحليلي ويثبت تجريبيا ماذهب اليه سيغموند فرويد نظريا مما جعله يقابله شخصيا في عام 1907 وأثمر هذا اللقاء عن صداقة دامت عدة سنوات أشرف يونغ خلالها على تحرير المجلة الحولية التي كان يصدرها فرويد وبويلر وفي عام 1911 انتخب يونغ أول رئيس لجمعية التحليل النفسي الدولية التي أنشأها هو بنفسه. في عام 1930 منحته الجمعية الألمانية لعلم العلاج النفسي رئاستها الفخرية، وفي عام 1932 كرمته بلاده فاستلم جائزة مدينة زيورخ للآداب، وفي عام 1933 عينته الجمعية الطبية العامة الدولية لعلم العلاج النفسي رئيسا لها. وفي عام 1936 قلدته جامعة هارفارد بمناسبة ذكرى احتفالها بالذكرى المئوية الثالثة لتأسيسها. وفي عام 1938 منحته جامعة أوكسفورد درجة دكتوراه شرف في العلوم وقد كانت أول درجة من نوعها يحصل عليها عالم نفسي في إنجلترا وفي عام 1943 عين عضو شرف في الأكادمية السويسرية للعلوم الطبية وفي عام 1944 رصدت له جامعة بازل كرسيا خاصا به لتدريس علم النفس وفي عام 1945 منحته جامعة جينيف درجة دكتوراه شرف
أدت أعماله إلى تقاربه مع سيجموند فرويد حيث توثقت أواصر الصداقة بينهما لسنوات طوال، حيث بدأت صداقتهما منذ عام 1906 واستمرت لعام 1913. وكان أول لقاء بينهما في عام 1907. وفي عام 1909 سافر يونغ وفرويد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحاضرا في جامعة كلارك عن التحليل النفسي . وكان فرويد يطمع أن يخلفة علي عرش التحليل النفسي ولكن أراء يونغ وتجديداتة أدت إلي القطيعة بينهم، وذلك لوجود اختلافات نظرية في التحليل النفسي .
اعترف يونغ في عام 1906 أثناء دراسته للعته المبكر وتجارب تداعى الكلمات بأنه مدين للاكتشافات التي أحدثها فرويد. ولكنه كان غير متحمس لطريقة فرويد في العلاج النفسي وإصراره على النشاط الجنسي الطفولي المبكر. وظهر الخلاف بينهما علنا في محاضرات يونغ في فوردهام ( نيويورك ) عام 1912، كان من المفترض أن يكون يونغ ممثلا مدافعا عن التحليل النفسي لكنه تحدى مبادئ فرويد ويؤول كل شيء يتفق مع فكرته هو عن التحليل النفسي .اتفق يونغ مع فرويد أن الهيستريا والوسواس يمثلان إحلالا شاذا للطاقة الجنسية الليبيدو ولكن الحالات الذهنية مثل الفصام في الشخصية أو الشيزوفرينيا لايمكن تفسيرها على ضوء الاضطرابات والطبيعة الجنسية وذلك لأن مرضى حالات العته المبكر يفقدون الصلة تماما بالواقع وبالتالي التجاهل التام لوظيفتها الجنسية!!