في مثل هذا اليوم16 يونيو1940م..
الجنرال فيليب بيتان يتولى رئاسة وزراء الدولة الفرنسية الموالية للاحتلال النازي، وقد واجهه الجنرال شارل ديغول بإنشاء حكومة فرنسا الحرة في الخارج بمساندة الحلفاء.
فيليب بيتان (بالفرنسية: Philippe Pétain) (24 أبريل 1856 – 23 يوليو 1951) كان عسكريًّا ورجل دولة فرنسيًّا أكرم بلقب الماريشال في 1918. رئيس الدولة الفرنسية الفيشية (1940-1944) ورئيس الوزراء (1940) ووزير الحربية (1934). حُكم عليه بالموت بتهمة الخيانة العظمى (عند انتهاء الحرب العالمية الثانية).
القائد العسكري
لقب بمنتصر فيردان إذ استطاع أن يدفع الهجوم الألماني على هذا الموقع في معركة فردان التي دامت من فبراير 1916 إلى ديسمبر من نفس السنة. ثم عين قائداً الجيش الفرنسي كله وقمع التمرد المنتشر فيه سنة 1917 إلا أنه كسب احترام الجنود وامتنانهم لأنه كان يعطف عليهم ويحاول أن يحقن دماءهم على خلاف قادة فرنسيين آخرين كانوا يضحون بحياة مئات الألوف من الجنود دون أن يرف لهم جفن، كما عمل جاهداً على تحسين أوضاع الجنود المادية البائسة.
رئيس الدولة الفرنسية
بعد هزيمة فرنسا سنة 1940 تقلد منصب رئيس الدولة في فيشي، وصار مجرد رئيس شكلي للدولة. أطلق على نظامه الجديد تسمية الدولة الفرنسية نابذاً كلمة جمهورية التي كان يمقتها على غرار أنصاره من أقصى اليمين. اعتمد النظام الجديد سياسة ممالأة وتعاون مع ألمانيا النازية، وألقت شرطة الدولة الفرنسية القبض على الكثير من اليهود والمقاومين وأرسلتهم إلى معسكرات الإبادة الألمانية.
إنجازاته
أوقف زحف الألمان عند فردان في الحرب العالمية الأولى.
كلّل انتصار الحملة الفرنسية الإسبانية تحت قيادته ضد محمد بن عبد الكريم الخطابي 1926.
عُيِّن سفيرا في إسبانيا (1939 – 1940 ).
خلف رينو من رئاسة الوزارء بينما كانت فرنسا على شفى الانهيار.
وقّع هدنه مع ألمانيا ( يونيو 1940 ).
أوقف دستور يوليو الفرنسي.
بعد الحرب
عقب الحرب العالمية الثانية حُكِم عليه بالموت بتهمة الخيانة العظمى العام 1945، ولكن شارل ديجول استبدل الحكم إلى السجن مدى الحياة. ليظل محتجزا حتى فارق الحياة سنة 1951 عن عمر يناهز 95 عاما .
نظام فيشي هو الاسم الذي أُطلق على الدولة الفرنسية التي تلت الجمهورية الثالثة في أعقاب هزيمتها أمام الجيوش النازية، إذ خضعت فرنسا المهزومة والمحتلّة إلى نظام شمولي يرأسه المارشال فيليب بيتان الذي قبِل التعاون مع النازيين.
وقد لقي نظام فيشي دعما جماهيريا مؤقتا من الفرنسيين، لكنّه لم يستطع الصمود في معركة تحرير فرنسا التي قادتها قوات الحلفاء في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتم إيقاف غالبية قياداته بين عامي 1945 و1946 ومحاكمتهم بتهم الخيانة العظمى والتعاون مع العدو النازي.
عوامل الظهور
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية وبعد 3 أيام من الغزو الألماني لبولندا، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا في الثالث من سبتمبر/أيلول 1939 الحرب على ألمانيا.
وفي العاشر من مايو/أيار 1940، اجتاح الجيش الألماني أوروبا من لكسمبورغ ثم بلجيكا ثم هولندا، ووصل إلى فرنسا بعد 3 أيام (13 مايو/أيار 1940)، وهو الأمر الذي باغت الفرنسيين الذين فروا من المعركة مع تقهقر الجيش الفرنسي، الذي فقد السيطرة على الوضع.
اشتدت الخلافات داخل الحكومة الفرنسية بين مؤيدي الهدنة ومعارضيها، أمام هذا الموقف الخطير، وبعد شهر من المعارك، وبالتحديد في العاشر من يونيو/حزيران 1940 انسحبت حكومة بول رينو (Paul Reynaud) من باريس إلى مدينة تور، ثم إلى بوردو، لكنها اضطرت إلى إعلان استقالتها يوم 16 يونيو/حزيران 1940، ليتولى المارشال بيتان تكوين حكومة جديدة والبدء في مفاوضات مع الجانب الألماني للتوصل إلى اتفاق هدنة.
بنود الهدنة
يوم 22 يونيو/حزيران 1940، وُقعت الهدنة بين فرنسا وألمانيا، ونتج عنها تقسيم فرنسا، حيث احتلت ألمانيا الجزء الشمالي والغربي، في حين احتلت إيطاليا جزءا صغيرا في الجنوب الشرقي، أما الجزء الباقي فسُمّي المنطقة الحرة وخضع لسيطرة حكومة فيشي المشكّلة حديثا من قبل فيليب بيتان.
هذه الهدنة كانت بمنزلة شهادة ميلاد نظام فيشي، وأسست للتعاون بين “فرنسا بيتان” و”ألمانيا هتلر” عن طريق بنود قاسية ومهينة قبلها الفرنسيون، شملت نزع أسلحة الجيش الفرنسي وتسليمها إلى الجيش الألماني المسيطر على المطارات والمواقع العسكرية.
الحكومة الفرنسية التي استقرت في مدينة فيشي في الأول من يوليو/تموز 1940 بدأت في ممارسة سيادتها نظريا، وبموجب بنود الهدنة على الأراضي الفرنسية التي كانت مقسمة إلى 7 مناطق، إضافة إلى سيطرة الجيش النازي على الأغلبية العظمى للمجال الفرنسي مقابل 400 مليون فرنك فرنسي تدفعها يوميا الحكومة الفرنسية للألمان نظير ما سماه النازيون “ضريبة الصيانة” أو الوجود “السلمي” على الأراضي الفرنسية.
نصّت بنود الهدنة أيضا على أن “جميع السلطات والخدمات الإدارية الفرنسية ملزمة بالامتثال لقوانين وضوابط السلطة العسكرية الألمانية والتعاون معها بأسلوب جدّي، بما في ذلك تسليم الأسرى والمساجين الفرنسيين أو غيرهم لترحيلهم إلى ألمانيا ومحاكمتهم هناك”.
مبادئ “الثورة الوطنية”
بمجرد وصول بيتان إلى السلطة أعلن ما سماه “الثورة الوطنية” وعمل على استعادة سلطة الدولة وإعادة البلاد إلى العمل حسب قوله، ويوم 25 يونيو/حزيران 1940 أسفر عن طموحاته، إذ ألغى شعار الجمهوريين “الحرية والمساواة والإخاء”، ثم ألغى الاقتراع العام والأحزاب السياسية، مناديا بوجوب العودة إلى القيم التقليدية، ورفع شعار “الوطنية والأسرة والدين” ثم شعار “العمل والأسرة والوطن” الذي اعتمده النظام الجديد.!!!!!!