الراقص المتعب
ا===========
(1)
دعتني إلى المرقص البلديّ وشأن المزارع مثلي رهاب على حذَرِ
وأبحث عن ألف عذر لأمنعها من ترى يُقنع الجوع أو شارب السَّكَرِ؟
أغار أراها بحضن شباب وشيب فأبلغُ صما وبكما في السَمعِ وَالبَصَرِ
وتعرفني معها لا أحبذ رقص الفلامنكُــ قلتُ: أجاري عَلى قدرِ
(2)
أراقصها… فتغطي سوالفها هامتي… وأناملها تنحني جهة الفِقَرِ
وتَصْلُبُ رأسي على مهلٍ… تارة… لكأنِّـــي أهرهرُ سَيْلاً بِمُنْحَدَرِ
أحدّثها عن ضلوعي ورقة عظمي عن الستر والخوف والحذر
تقول إذا كُنتَ لا تَصطَفي الرقص فَاِخلُق لِنَفسِكَ رقصاً عَلى قَدَرِ
(3)
وتحضنني كالكمان تدوزن فيه خطاها وتحشو التناهيد في أثري
أظلّ أسرّح فكري متى ينتهي الرقص أو يتعب الناس من سَهَرِ؟
وقد كنت حين تضم فؤادي إلى نحرها أكتفي بالأنين وبالكدَرِ
تحدّثني كيف رقصتها؟ فأحدثُها عن زحام وأعباء بالسّفَرِ
ا. حمد حاجي
لوحة الراقصة المتعبة 1909
جون ويليام جودوارد