في مثل هذا اليوم 26 يوليو1875م..
ميلاد كارل يونغ، عالم سويسري في علم النفس.
كارل غوستاف يونغ (بالألمانية: Carl Jung)، (26 يوليو 1875م – 6 يونيو 1961م)، عالم نفسٍ سويسريٍ ومؤسس علم النفس التحليلي.
ولد كارل غوستاف يونغ في 26 يوليو عام 1875م في بلدة كيسول من مقاطعة ثورغاو بسويسرا. كان والده قسيسًا كالفينيًّا في الكنيسة الأنجيلية بسويسرا، وكانت أسرة يونغ عريقةً في المجال الديني وكذلك جده لأمه، لذلك كانت الكنائس والمقابر هي مكان طفولته. كان طفلاً غريبًا ولم يكن له إخوةٌ وأخواتٌ، لذا لم يكن أمامه سوى أن يتخيل ألعابًا بل وأن يلعبها مع نفسه، لذلك كان يونغ في طفولته الأولى شديد الحساسية ويميل للعزلة واللعب منفردًا. أما في تلمذته فقد كان يميل للعلوم الخاصة، خاصةً الجيولوجيا والحيوانات والحفريات، وكان شديد الاهتمام بالعقائد الدينية المختلفة والحضارات الإنسانية والآثار خاصةً ما تعلق باليونان ومصر وعصور ما قبل التاريخ، مع ميلٍ واضحٍ للتأمل والتفكير، ودرس الطب في مدينة بازل، حيث تخرج طبيبًا وبدأ حياته العملية عام 1900م طبيبًا مساعدًا في مستشفى الأمراض العقلية في برجولزلي.
يقول يونغ إن حياته الفكرية بدأت بحلمٍ رآه في الثالثة من عمره. حصل على منحةٍ دراسيةٍ في جامعة بازل لدراسة الطب. وتوفي والده وهو يبلغ من العمر 20 عامًا. أحب يونغ الحياة الجامعية وكان يلتهم الأعمال الفلسفية وخاصةً أعمال كانط ونيتشه، بالإضافة إلى الكتب والمراجع الطبية. درس الروحانيات والظواهر الخارقة للطبيعة. أصبح يونغ عضوًا في جمعية الخطابة والمناظرة التي يطلق عليها نادي زوقنجيا. واستطاع يونغ أن يكشف شيئًا نال إعجاب وتقدير الجميع وهو الروح البشرية. كانت أفكاره تنادي بوجود توجهين للروح. أحدهما ينحو نحو الشئون الحياتية والآخر ينحو نحو عالم الروحانيات. وهناك حدثت بعض الأشياء ليونغ واعتقد يونغ أنه يجب عليه حضور جلسات استحضار الأرواح. ظلَّ يونغ يحضر هذه الجلسات على مدار عامين كاملين وكانت ابنة عمه هيلين بريسورك هي الوسيطة الروحية وكان والدها المتوفي صموئيل بريسورك هو مرشدها الروحي. وتوقف عن الذهاب لتلك الجلسات عندما بدأت هيلين تستغرق في تلك الاستحضارات ولم يكن يعلم يونغ بأن هيلين مغرمةٌ به وكل ماتفعله هو لجذب انتباهه. وبذلك تكوّنت عند يونغ شخصيتان كانت الشخصية الأولى منغمسةً في الأمور الحياتية، ويمكن أن تنفجر مشاعرها لأي موقفٍ عاطفيٍ. أما الشخصية الثانية فهي تؤمن بالخرافات وبعالم الخوارق، حيث كان يونغ يشعر أنه على صلةٍ بالعالم الآخر. ويبحث عن كُنه ذلك الشيء الغريب الذي يدخل الجسد عند الميلاد ويغادره عند الوفاة، ولقد أدى به ذلك إلى أن يُدرك أن ضالته المنشودة هي الطب النفسي الذي شرع ابتداءً منذ عام 1890م في دراسته كعلمٍ ومهنةٍ في آنٍ واحدٍ. وبدأ يونغ التدرّب على ممارسة الطب النفسي عام 1900م، وذلك عندما أصبح مساعدًا في مستشفى برجولزلي للأمراض العقلية، وهي مصحةٌ ملحقةٌ بجامعة زيورخ، وكانت تحت إدارة الدكتور إيوجين بلولرو. واستمرت أبحاث يونغ تحت إشراف هذا الدكتور إلى أن تطور يونغ في هذا المجال. ولم تكد سنة 1900م تدخل حتى أصبح يونغ كبير الأطباء ومحاضرًا في كلية الطب بجامعة زيورخ.
في عام 1902م، توجّه كارل يونغ إلى باريس ودرس عند جانيت Janet فترةً من الزمن ارتقى في خلالها إلى رتبة طبيبٍ رئيسيٍ. وفي ميدان التطبيق عمل تحت إشراف إيوجين بلولر ثم أصبح معاونًا له فيما بعد. وكان من نتيجة الأبحاث التي قام بها في فرنسا منهج البحث الجديد الذي عُرِف باسم اختبارات التداعي Association tests، وقد نشر عددًا من المقالات أكسبته شهرةً واسعةً، وكان قد منحته جامعة كلارك (مساتشوستس) درجة الدكتوراة الشرفية. وكان في غضون ذلك يقوم بإرساء قواعد الطب النفسي التحليلي ويثبت تجريبيًا ماذهب اليه سيغموند فرويد نظريًا، مما جعله يقابله شخصيًا في عام 1907م، وأثمر هذا اللقاء عن صداقةٍ دامت عدة سنواتٍ أشرف يونغ خلالها على تحرير المجلة الحولية التي كان يصدرها فرويد وبويلر. وفي عام 1911م، انتُخب يونغ كأول رئيسٍ لجمعية التحليل النفسي الدولية التي أنشأها هو بنفسه. في عام 1930م منحته الجمعية الألمانية لعلم العلاج النفسي رئاستها الفخرية، وفي عام 1932م كرّمته بلاده فاستلم جائزة مدينة زيورخ للآداب. وفي عام 1933م عينته الجمعية الطبية العامة الدولية لعلم العلاج النفسي رئيسًا لها. وفي عام 1936م قلدته جامعة هارفارد بمناسبة ذكرى احتفالها بالذكرى المئوية الثالثة لتأسيسها. وفي عام 1938م منحته جامعة أوكسفورد درجة دكتوراة شرفٍ في العلوم وقد كانت أول درجةٍ من نوعها يحصل عليها عالمٌ نفسيٌ في إنجلترا. وفي عام 1943م عُيِّن عضو شرفٍ في الأكادمية السويسرية للعلوم الطبية. وفي عام 1944م رصدت له جامعة بازل كرسيًا خاصًا به لتدريس علم النفس. وفي عام 1945م منحته جامعة جينيف درجة دكتوراة شرفٍ.
أدت أعماله إلى تقاربه مع سيجموند فرويد حيث توثقت أواصر الصداقة بينهما لسنواتٍ طوال، حيث بدأت صداقتهما منذ عام 1906م واستمرت لعام 1913م. وكان أول لقاءٍ بينهما في عام 1907م. وفي عام 1909م سافر يونغ وفرويد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحاضرا في جامعة كلارك عن التحليل النفسي. وكان فرويد يطمع أن يخلفة على عرش التحليل النفسي، ولكن آراء يونغ وتجديداتة أدت إلى القطيعة بينهم، وذلك لوجود اختلافاتٍ نظريةٍ بينهما في التحليل النفسي.
الاختلافات النظرية
اعترف يونغ في عام 1906م أثناء دراسته للعته المبكر وتجارب تداعي الكلمات بأنه مدينٌ للاكتشافات التي أحدثها إلى فرويد. ولكنه كان غير متحمسٍ لطريقة فرويد في العلاج النفسي وإصراره على النشاط الجنسي الطفولي المبكر. وظهر الخلاف بينهما علنًا في محاضرات يونغ في فوردهام (نيويورك) عام 1912م، حيث كان من المفترض أن يكون يونغ ممثلًا مدافعًا عن التحليل النفسي ولكنه تحدى مبادئ فرويد وفسّر كل شيء يتفق مع فكرته هو عن التحليل النفسي. اتفق يونغ مع فرويد أن الهيستريا والوسواس يمثلان إحلالًا شاذًا للطاقة الجنسية الليبيدو ولكن الحالات الذهنية مثل الفصام في الشخصية أو الشيزوفرينيا لا يمكن تفسيرها على ضوء الاضطرابات والطبيعة الجنسية، وذلك لأن مرضى حالات العته المبكر يفقدون الصلة تمامًا بالواقع وبالتالي التجاهل التام لوظيفتها الجنسية.
عائلته
تزوج في 14 فبراير عام 1903م مع «إيما» Emma Rauschenbach، وهي تنحدر من أسرةٍ سويسريةٍ – ألمانيةٍ عريقةٍ، وأنجب منها ولدًا واحدًا يسمى «فرانز»، والذي وُلد في 28 فبراير 1908م و 4 بناتٍ («أجاث» والتي وُلدت في 28 ديسمبر 1904م، «جريت» وقد وُلدت في 8 فبراير 1906م، «مريم» وُلدت في 20 ديسمبر 1910م، و «هيلين» التي وُلدت في 18 مارس 1914م). ومنذ عام 1911م أصبحت «أنتوينا ولفا» عشيقةً ليونغ، واستمرت علاقتهما حتى وفاتها عام 1952م. سمحت كلتا السيدتين بالعلاقة الثلاثية. عملت كلٌ من «إيما» و«أنتونيا» كمساعدتين ليونغ. توفيت زوجة يونغ «إيما» عام 1955م. كانت زوجته في سنواتها الأخيرة خير عونٍ لزوجها وخير صديقٍ!!!!!!!!!!!!!!!!!