في مثل هذا اليوم22 اغسطس1978م..
وفاة جومو كينياتا، رئيس كيني.
جومو كينياتا (بالإنجليزية: Jomo Kenyatta) (20 أكتوبر 1893 – 22 أغسطس 1978) هو سياسي كيني وناشط مناهض للاستعمار تولى منصب رئيس وزراء كينيا من عام 1963 حتى عام 1964. وبعدها أصبح أول رئيس في تاريخ البلاد من عام 1964 حتى وفاته عام 1978. وهو أول رئيس حكومة من سكان البلاد الأصليين. لعب كينياتا دورًا هامًا في انتقال كينيا من مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية إلى جمهورية مستقلة. كان من الناحية الأيديولوجية محافظًا وقوميًا أفريقيًا. وقاد حزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني من عام 1961 إلى حين وفاته.
ولد كينياتا لمزارعين من الكيكويو في بلدة كيامبو خلال الحكم البريطاني للمنطقة. تلقى تعليمه في إحدى المدارس التبشيرية ليزاول مهن مختلفة قبل انخراطه في السياسة من خلال منظمة رابطة كيكويو المركزية. سافر إلى لندن عام 1929 ليمارس الضغوط لصالح شؤون أراضي الكيكويو. ودرس بعدها خلال ثلاثينيات القرن العشرين في كل من الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق بموسكو وكلية لندن الجامعية وكلية لندن للاقتصاد. وقام بنشر دراسة أنثروبولوجية عن حياة شعب الكيكويو في عام 1938، قبل اشتغاله عاملاً زراعياً في ساسكس خلال الحرب العالمية الثانية. تبنى كينياتا أفكار مناهضة للاستعمار ومبادئ الوحدة الأفريقية على خلفية تأثره بصديقه جورج بادمور حيث شارك في تنظيم مؤتمر الوحدة الأفريقية الذي عقد بمانشستر عام 1945. وعاد إلى كينيا في عام 1946 ليعمل مدير مدرسة. اُنتخب رئيساً للاتحاد الأفريقي الكيني عام 1947، ليمارس من خلاله الضغوط سعياً من أجل تحقيق استقلال كينيا عن الحكم الاستعماري البريطاني. وهكذا فقد حصل على دعم شعبي واسع من السكان الأصليين، ولكنه لاقى العداوة من المستوطنين البيض. وكان كينياتا في عام 1952 من بين الكابنغوريا الستة الذين اعتقلوا بتهمة التدبير لانتفاضة ماو ماو المناهضة للاستعمار البريطاني. وأدين رغم اعتراضه وإدعائه البراءة (وهي وجهة نظر يتفق عليها المؤرخون اللاحقون) حيث سُجن في لوكيتاونغ شمال البلاد حتى عام 1959، ليتم بعدها نفيه إلى لودوار حتى عام 1961.
وأصبح كينياتا بعد إطلاق سراحه رئيس حزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني ليقود الحزب للفوز في الانتخابات العامة سنة 1963. وأشرف خلال ولايته كرئيس للوزراء على انتقال كينيا من مستعمرة بريطانية إلى جمهورية مستقلة تولى فيها منصب الرئيس عام 1964. أراد كينياتا بعد توليه منصب الرئاسة جعل كينيا دولة ذات نظام الحزب الواحد فقام بتجريد الأقاليم من الصلاحيات التي كانت تتمتع بها ناقلاً هذه الصلاحيات إلى حكومته المركزية، وقمع المعارضة السياسية، وحظر حزب اتحاد كينيا الشعبي من المنافسة في الانتخابات، حيث كان هذا الحزب ذو التوجه اليساري المنافس الوحيد لحزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني الحاكم. وعمل كينياتا في الآن ذاته على تعزيز التوافق والمصالحة ما بين الجماعات الإثنية المختلفة من السكان الأصليين والأقلية الأوروبية، بيد أن علاقته مع الهنود الكينيين كانت محفوفة بالتوتر، كما دخل الجيش الكيني في اشتباكات مع الانفصاليين الصوماليين في المحافظة الشمالية الشرقية خلال حرب شيفتا. انتهجت حكومته سياسات اقتصادية رأسمالية، وما دعي بـ«أفرقة» الاقتصاد فمنع غير المواطنين من التحكم بالصناعات الأساسية. شهد كل من قطاعي التعليم والرعاية الصحية في عهده توسعاً ملحوظاً. أمَّا بالنسبة لعملية إعادة توزيع الأراضي التي مولتها المملكة المتحدة فقد استشرت فيها المحاباة تجاه الموالين لحزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني الحاكم وهو ما أدى إلى تفاقم التوترات الإثنية. انضمت كينيا خلال عهد كينياتا إلى منظمة الوحدة الأفريقية ورابطة دول الكومنولث فاتبعت خلال الحرب الباردة سياسة خارجية مؤيدة للغرب ومناهضة للشيوعية. توفي كينياتا عام 1978 ليخلفه دانيال آراب موي على سدة الحكم.
يعدّ جومو كينياتا شخصية مثيرة للجدل. لقد اعتبره الكثير من المستوطنين البيض في كينيا قبل نيل البلاد لاستقلالها ناقماً ومثيراً للفتن، وبالمقابل فقد لاقت مناهضته للمستعمر الاحترام الكبير في جميع أنحاء أفريقيا. وحصل خلال رئاسته على لقب «مزي»، واُثني عليه فأُطلق عليه لقب «والد الأمة» حيث حصل على تأييد كل من غالبية الشعب السوداء والأقلية البيضاء من خلال رسالته الداعية للتوافق والمصالحة. ومن جهة أخرى فقد تعرض حكمه للانتقادات حيث وُصِفَ بالديكتاتوري والسلطوي والاستعماري الحديث، لما قام به من تسهيل استفحال ونمو الفساد في البلاد وتمييز الكيكويو على حساب المجموعات الإثنية الأخرى.!!!!!!!!!!