في مثل هذا اليوم30 اغسطس1918م..
الاشتراكية المتزمتة فانيا كابلان تقوم بمحاولة لاغتيال الرئيس والزعيم السوفيتي فلاديمير لينين وذلك لما رأته من خيانته للاشتراكية.
منذ 106 عام، حاولت “فانيا يفيموفا كابلان” المعروفة بـ”الاشتراكية المتزمتة” اغتيال “فلاديمير لينين” زعيم الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت، بحجة أنها رأت منه خيانته لمبادئ النظام الاشتراكى.
ترجع الحادثة إلى يوم 30 أغسطس عام 1918، وبعد انتهاء لينين من أحد الاجتماعات مع العمال فى مصنع “المطرقة والمنجل”، وكان فى طريقه إلى سيارته، اقتربت منه “فانيا كابلان” ونادته باسمه، عندما التفت إليها لينين أطلقت عليه 3 رصاصات استقرت واحدة فى كتفه والثانية فى رئته.
ويقول الكاتب “فيكتور سيرج” الذى يعد واحداً من أهم الكتاب الثوريين فى القرن العشرين، عن محاولة اغتيال لينين، فى كتابه “مذكرات ثورى”: “لقد وصل المكان بمفرده ولم يكن بصحبته أحد ولم يتم إقامة حفل استقبال له، وبعد أن أنهى خطبته خرج لينين من مبنى المصنع، حينها التف حوله العمال على بعد خطوات قليلة من سيارته، فى هذه الأثناء تقدمت كابلان نحو لينين مدعية أنها تستفسر عن الأسلوب الذى يتخذه لإدارة البلاد”.
ويستكمل سيرج، قائلا: “قبل أن يدخل لينين عربته أدار وجهه لكابلان لكى يجيبها على أسئلتها، فى هذا الوقت أطلقت كابلان الرصاص عليه ثلاث مرات لتصيبه إصابة خطيرة فى العنق والكتف، نقل لينين على إثر الإصابة إلى مقر المعيشة بقصر الكرملين، كانت لديه القدرة بالكاد أن يرتقى إلى الطابق الثانى ثم أحس بألم شديد فى جسده، كنا قلقين عليه للغاية لأن الجرح الذى فى عنقه كان شديد، وكأننا نقول إن الرفيق لينين يحتضر وما هى إلا ساعاته الأخيرة”.
وأشار سيرج، أن محاولة الاغتيال وهموم إدارة الدولة أخذت نصيبها من صحة لينين فاصيب بجلطة فى مايو عام 1922 شلّت نصف جسمه الأيمن وقللت من مشاركاته السياسية، وفى شهر ديسمبر من نفس العام أصابته جلطة ثانية، لتقرر الإدارة السياسية إبعاد لينين عن الأضواء.
وكشف سيرج، فى مارس عام 1923، أصيب لينين بجلطة دموية ثالثة ألزمته الفراش وحرمته القدرة على الكلام، وفى 21 يناير عام 1924 أصيب زعيم الاتحاد السوفيتى بجلطة دموية رابعة وكانت هذه الجلطة القاضية وأودت بحياته فى الحال.
يضيف سيرج فى كتابه، فى نفس اليوم التى حاولت كابلان اغتيال لينين، تم القبض عليها فى الحال وتم عرضها على إحدى لجان “شى كا” وهى بعض اللجان الاستثنائية التى أنشأها لينين للقضاء على الثورة المضادة والقضاء على كل أعداء البلاشفة ومعارضيهم، هناك اعترفت أنها قتلته بدافع حله للبرلمان المنتخب والانقضاض على ثورة فبراير 1917 واعتقاله للكثير من المعارضين سواء من المناشفة أو الاشتراكيين الثوريين، وكشفت أيضا أنها قامت بتلك العملية بمفردها ودون مساعدة أحد.
ذكر سيرج، نص اعتراف الاشتراكية المتزمتة بقتل لينين، قائلة: “اسمى فانيا كابلان، اليوم أنا من أطلق الرصاص على لينين، فعلت هذا بكامل إرادتى، لا أريد أن أتكلم عن من أعطانى المسدس وليست عندى أى تفاصيل أخرى، لقد عقدت العزم على قتله منذ فترة طويلة، أعتبره خائنا للثورة، لقد تم ترحيلى إلى معسكر (أكاتوى) فى سيبيريا لاشتراكى فى عملية اغتيال ضابط قيصرى فى كييف، قضيت 11 عاما بالسخرة وبعد ثورة فبراير تم تحريرى، إذن فولائى لتلك الثورة وحكومتها ولازلت على هذا العهد”.
يستطرد سيرج، بأنه تم إعدام “كابلان” رميا بالرصاص فى فناء الكرملين على يد جندى بحرى من أسطول البلطيق اسمه “بافل مالكوف” يوم 3 سبتمبر 1918، وأشرف على عملية الإعدام “ياكوف سفيردلوف”، الذى يعد واحد من أشهر زعماء البلاشفة ومدير اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعى الروسى، وأعطى تعليماته بعدم دفن جثمانها، قائلا: ”على جثمانها أن يختفى من الوجود، لا نريد مقاما يذكرنا به”.!!