في مثل هذا اليوم 7 سبتمبر1706م..
انتهاء حصار تورينو، ضمن حرب الخلافة الإسبانية، بخروج القوات الفرنسية من شمال إيطاليا.
حصار تورينو : وقع حصار تورينو في أيار/مايو 1706 خلال حرب الخلافة الإسبانية، عندما هاجم ما يقرب من 44,000 جندي فرنسي-إسباني قلعة تورينو والتي كان يحميها حوالي 10,500 جندي من سافوي، والذين دافعوا عنها ببسالة حتى 7 سبتمبر تحت قيادة الأمير يوجين والدوق فيتوريو أميديو الثاني حتى أجبروا العدو على الانسحاب. استمر الحصار 117 يوما، وانتهى بتوقيع معاهدة أوتريخت لعام 1713 ومعاهدة راستات عام 1714، وأصبح الدوق فيتوريو أميديو الثاني أول حاكم من سافوي.
بدأ حصار تورينو في 14 مايو عندما ٱحتشدت القوات الفرنسية-الإسبانية (التي تتألف من أكثر من أربعون ألف مقاتل) أمام القلعة؛ وفي تلك الوقت حدث كسوف للشمس، فخيم الظلام على ساحة المعركة الساعة 10.15، فلمعت المجموعة النجمية للثور. كانت الشمس بامتياز رمزاً للإمبراطور لويس الرابع عشر، وهذا الحدث أعطى دفعة كبرى في القلوب التورينين، حتى خال لهم أن النصر سهلاً. وقد ذكر الشاعر لاربا ديسكورداتا هذا الحدث السماوي ببعض الأبيات في قصيدة بلغة بيدمونتيه، كتبها في السنوات التي أعقبت الحصار. كان يفضل المارشال الفرنسي سيباستيان لابريستر دي فوبان، مصمم وخبير تقنيات الحصار، المهاجمة الجانبية للمدينة، لانه كان يعرف مدى خطور شبكة الانفاق التي أسفل المدينة وألتي تمثل عائق كبير في محاصرة المدينة. ولكن ديلا فيويلادي تجاهل هذا الأمر وأمر مجموعة من 48 مهندسا عسكريا بحفر خطوط العديد من الخنادق. لم يشارك المارشال ڤوبان بنفسه في حصار تورينو، ولكن كانت مهتم به جدا. وفي 1705 كُلف لويس الرابع عشر بوضع خطة للاستيلاء على المدينة، لأنه يعرف دفاعتها جيدا. في يوليه 1706 كان في دونكيرك، حيث أرسل خطاب في يوم 23 بعدم موافقتها على خطة فيويلادي في المحاصرة. وفيما يخص المدينة فكان يدعمها السكان الذين شاركوا جميعا في الحرب بالإضافة لشبكة الأنفاق والألغام التي يخشاها فوبان والتي كبدت العدو خسائر فادحة. وقد أستمرت المعركة طوال صيف عام 1706. قي 8 يونيه أرسل الدوق فيويلادي رسول إلى فيتوريو أماديوس، يعرض عليه الخروج بأمن بحريا من تورينو والهروب من القنابل. وأعطى الملك لويس أوامره بعدم قتل الملك العدو، لكن رفض الملك فيتوريو العرض ورفض تسليم بلاده ورد قائلا: «موطني هناك حيث تحتدم المعركة».
ومع ذلك، لم يكن الدوق ينوي البقاء في المدينة لفترة طويلة: في 17 يونيه رحل ڤيتوريو أماديوس الثاني عن تورينو بصحبته 4000 فرسان لشن سلسلة من الهجمات في بيدمونت السفلي، والتي كانت تهدف إلى تحويل أكبر عدد ممكن من القوات المعادية عن حصار العاصمة. ترك فيويلادي أمر عمليات الحصار تحت قيادة تشاماراندي، وإنطلق ومعه ما يقرب من عشرة آلاف رجل، مطاردا دوق سافوي الذي لجأ للوديان التي تحتلها في الولدانيين( نسبة إلى ولدينيسية)، حيث أراد أن يوقع العدو في فخ ويدخله في أرض معادية هو يعرفها جيدا، ولكن أضطر ديلا فيويلادي العودة إلى الميدان أمام تورينو في 20 يوليه. وبخروج دوق تورينو من المدينة أنتقلت قيادة القوات العسكرية إلى الطونت ڤيريكو داون. كانت عمليات الحصار لا تزال في تقدم مستمر مما اضطر المحاصرون لارتداء على ظهورهم علامات الهلال للنجدة والتي تحمي أحد مداخل القلعة. وفي الوقت نفسه تعرضت المدينة لقصف مدفعي قاسي ومستمر. ونتيجة لحصار جميع طرق الإمدادات من الخارج، وبدأت المدينة في الحد من استخدام البارود وطالبت من مدفعية بيدمونت الحد من إطلاق النار لتجنب الإستهلاك الكثير. وكان من بين الأهداف الرئيسية للفرنسيين هي اكتشاف أي مدخل أو نفق من أجل اختراق المدينة. لم تكن المهمة سهلة: وتمكنت بين 13 و 14 أغسطس من اكتشاف مدخل، وتمكنوا من التوغلوبعد خسائر فادحة وبدأت القوات الفرنسية في السيطرة، ولهذا لجأت بييمونتي إلى تفجير النفق، مما أدى إلى دفن الأعداء فيه. شنت القوات الفرسية هجوما دمويا لمدة عشرة أيام على قوات الهلال الإغاثة، ب 38 فرقة. دافعت قوات بييمونتي دافعوا باستخدام مواد قابلة للاشتعال، وانته الهجوم بانتصار تورينو، مما اضطر العدو التراجع ولم يكن في الميدان إلا حولي 400 ضحية من سافوي تظهر عند هذه النقطة القصة الشهيرة لبيترو ميككا، الذين ضحوا بحياتهم من أجل وقف الهجوم الفرنسي بعد آخر هجوم في الأنفاق تحت الأرض ويبدو أن الوضح ينذر بتدخل البييمونتي، لدرجة أن دوق أورليانز، قائد الجيش لويس الرابع عشر، قد وصل إلى تورينو، وطلب الإذن في الانتقام.!!