كل الشكر والثناء د. مصطفى محمد العياشي
للقراءة النقدية الراقية لقصيدتي المتواضعة.
نقد نص “منفى في أرض النسيان”
يبرز النص بأسلوبه الشعري الفريد مشاعر العزلة والحنين، حيث تأخذنا الشاعرة عائشة ساكري في رحلة داخل أعماق النفس البشرية. تعبر الصور الشعرية عن الألم والفقد، موحية بعلاقة معقدة بين الحبيبين، فتستحضر معاني الحب والشوق عبر رموز مثل “قفص مهجور” و”عصفورة صماء”.
تتسم اللغة بالعمق والبلاغة، حيث تُستخدم الاستعارات بمهارة لتجسيد التوترات العاطفية. تُعبر الشاعرة عن صراعات داخلية، فتتجلى الحيرة والتمرد في البحث عن الهوية الذاتية في عالم مليء بالضباب والذكريات.
الخاتمة تبرز الرغبة في التحرر من الألم، ورغم الإحباط، يبقى الأمل معلقًا في انتظار اعتراف لم يتحقق. تتطلب هذه المشاعر الحادة تعبيرًا فنيًا دقيقًا، وقد نجحت الشاعرة في ذلك بجدارة.
في النهاية، يُظهر النص قدرة ساكري على ربط المشاعر الإنسانية العميقة بالتجارب الفردية، مما يجعله عملًا يستحق التقدير.
مع تحيات.
د مصطفى محمد العياشي
**منفى_في_أرض_النسيان**
أخذتني بين ذراعيك
وسجنتني في قفصٍ مهجور
عصفورة صماءٌ لا
تجيد إلا الزقزقة
على غصن مكسور….
لم تكن معي يوما فارس أحلامٍ
فهل أحببتني يا من تكون…!
لم أكن يوماً غبيّة
فقط كنْ أنت نورساًَ
يجيد الحوم فوق
حدود أمواجي….
بعيداً عن عيون
الغرباء وحدود آلامي
أبصرت عينيكَ ذات خريف
أخذتني إلى الأعماق
وغمرتني بضباب وجودي
وشوَّشَتْ النّوايا كلّ الزوايا
فالحبّ ليس جريمة…
والشوق باتَ معضلة
والحنين في الوجدان
باقٍ على العهد
أبحث في مجرات حياتي…
فاضيع بين نجومي
وكواكب سمواتي
الماضي يقصفني
ويسرقني….
أناديك بقلمي
على سطور ذكرياتي
يتردد صدى أوتاري
أحاول أن أضمّدَ جراحي
وأجمع فتاتي من
رماد ذكرياتي…..
وتبكيني ذاكرة أيامي
فاضيع ما بين
التمرد والنسيان…
يا من عشقت الهوى
إنصدَّت الثناياَ جحوداً
ونكراناَ لوجودي….
أين أنت….
أأكتب نهراً من النسيان؟
أم أكتب آلامي وجنوني
وعشقي لحياة رسمتها
على شاطئ بحر طفولتي…
يا أحرفي أسألك بناء ضريحٍ
من همّي تكلّله ورود ريحانٍ
لراحة الروح أناشد العرفان
مللت انتظار اعترافٍ لم يأت
رغم إني سخّرت له البحر والبركان.
عائشة_ساكري_من تونس🇹🇳