حكايات التجريبي 3
عندما كنا نخوض تجاربنا الأولى في فكر التجريب كان هذا المهرجان خير وقود لنا ، ونظل في انتظاره عاماً بعد ، فهو يقدم لنا خلاصة التجارب العالمية والعربية في هذا المجال والندوات الفكرية الصاخبة صوتاً والعميقة فكراً كانت تختصر مساحات كبيرة والكتب تزيدك معرفة ونضوجاً والنقاشات تزيدك وعياً ، كل هذا كان يشاغب كائنك المسرحي ويحفزه ويشعل به طاقات العمل وهو يكتشف مساحات ورؤى جديدة ومبتكرة ، الدهشة أساس المسرح وهنا كانت الدهشة تأخذ بتلابيك نحو مناطق جديدة في العمل المسرحي
كان أصدقاء الليل والنهار وشركاء المشروع المسرحي أحمد الأحمري وعبدالعزيز عسيري ومحمد بكر ( رحمه الله ) ومساعد الزهراني وسامي الزهراني وإبراهيم عسيري وجمعان الذويبي ومشعل الثبيتي وفهد الغامدي نتحرك كفريق واحد بين الندوات نهاراً والعروض ليلاً حتى تتوحد نقاشاتنا في مسامرات الليل حول نفس الموضوعات
كنت وعبدالعزيز عسيري نرتب دوماً مفكرة أعمال اليوم التالي وبرامجة ونراجع الجدول الذي يراعي الزمن ومسافات البعد والقرب بين المسارح وماقد يستجد من توصيات بمشاهدة عرض ما ، وأصبح لنا تصنيف لحضور العروض ، فالعروض الانكليزية والروسية والأسبانية تبدو ثقيلة في مادتها المسرحية والعروض الفرنسية والايطالية بها اكتشافات مذهلة في السينوغرافيا والعروض البلغارية والاسترالية تهتم بفكر الجسد
بينما العروض العربية تتفاوت في مستواها من عام لعام فقد تقدم في هذا العام المبهر وفي العام القادم تكون مجرد عرض مسرحي لاجديد به ، وللحديث بقية
Discussion about this post