تونسيات من وحي المطر
صوت آتٍ من البعيد القريب –مطر-مطر-مطرأسود.. أخرج رأسه من شباك عتيق لونه مزيج غريب أحمر آجري بني بفعل فصول العمر–المطر يهطل على الجبل الرمادي الأزرق ويمحو آثار أقدام العشّاق الذين ما زالوا يسيرون تحت المطر محتمين من البلل بدفء القبل-
حدّق امعن النظر -فرك عينيه-هي -هي-ورب المطر-لمحته كحلّت عينيها بدهشته تاه في جغرافية عينيها وتناثرت سجلات تاريخه ومحا سطورها ماء المطر
وسذاجة لعب معها لعبته المفضلة- لعبة فوضى الحواسّ داخل سجن الجسد-
يالَــطفولة الحواسّ ويالــجبروت الجسد
همسات كلمات قهقهات خطوات -توقّف نزول المطر…
عاود ترتيب الحواسّ داخل سجن الجسد-أغلق النافذة مشى القهقرى وجلس في خشوع على الكرسي العتيق البارد -وترك العنان لمطر عينيه الذي ينذر بفيضان مشاعر وغرق قلب بريء- لا ذنب له سوى أنه سار ذات عشق تحت زخات المطر -لا ذنب لجسد من طين يحنّ لماء المطر—وقع خطوات يضمحل ّ يتلاشى يبتعدُ ويوغل في الابتعاد -انها المسافة انه الزمن …مطر ..مطر..مطر اسود…..
على الجبل….
مع تحيات تونسياتي
فائزه بنمسعود
يوميات مارقة الجزء الثاني
Discussion about this post