معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (قالوا لها الممرضة)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
====== قالوا لها الممرضة =====
وصادف بالسوق كانت تجول..
على الموتُسيكِل..سعدى
تصولُ..
وصادف
تسرع
في زحمة العابرين..
وكنتُ ركنتُ لها جسدي
ضِيقةً
بالطريقْ
وخاصمتها ثم قلت لها انتبهي..
تركبين الخيول؟!!!!!
ألا تبصرين!؟
وحطت على خدها كفّها.. ثم مالت يمين..
نضت عن جروحي ثيابي
وظلت تلوم.. تلومُ
وكانت بكل مساء
تجيء إلى حَيِّنا كي تُطٓبِبٓني …
والنسيمُ عليلُ
ممرضة ويجرّ الغرام
عليها ذيوله
إذ حيث يُهوي تميلُ
يمدُّ سحابُ يديها
رشيمَ الدواء شفاءً
وأدمُعُها في السحاب تسيلُ
وكانت إذا ما أتتني
يرنّ (مُتِيسِكْلُها) بعض أجراسه
فيهرّ لها كلبنا ويُرحّبُ أهلا وسهلا
ويترك مبتعدا لسعاد السبيلْ..
كأنٔ ديمةٌ في فلاةٍ
وليس
لها في السخاء عديلُ
وما أكثر العاشقين
ولكنهم
في الغرام قليلُ
فكُثرٌ مررن بقلبي،
فلبنى وشهلى
وليلى وهندُ
ولم يبق إلاك، سعدى
فأنتِ
مليك وقوم وشعب وجندُ
وكانت تجيء بفاكهة كل حين
فهذا عصير وذاك معلّبُ تين
وبعض قطائف ..
سعدى .. فهل تذكرين!؟؟
أذوق عصائر كل النساء
وليس
لمثل عصائرك سعدى مذاق وودُّ..
تمرّ السنون ..
وأن ليس يكفي غرام وعهدُ
وما قلت إلا القليلْ
أحبك سعدى
أحبك
ما رنّ عود وما أنّ عبدُ
وما سجعت بالغصون
حمائمُ
أو مال بين البساتين عودُ..
ا=========== أ. حمد حاجي ======
اولا شكرا للمخترع:
غوتليب دايملر هو اول من اخترع الدراجة النارية
ثانيا: اللوحة ( القديسة الممرضة فابيولا
للرسام جان جاك هنر.
(…القديسة فابيولا، هي قديسة رومانية يعتقد أنها إحدى النساء اللاتي انتقلن للحياة الرهبانية المسيحية بتأثير من القديس جيروم .
ولدت فابيولا لعائلة رومانية نبيلة في روما
وتزوجت من رجل كان يعتدي عليها بالضرب.
فطلقت وتزوجت آخرا غير أنه توفي فنذرت نفسها للرهبانية
كما بنت مستشفى في روما
وزعت مع تبقى من أموالها على الفقراء.
انتقلت فابيولا إلى بيت لحم وانضمت إلى رهبنة القديس جيروم ثم عادت إلى روما بعد خلاف بين رئيس الرهبنة وأسقف القدس فانتقلت إلى روما حتى وفاتها ..).. منقول
ا==========
“يا بنت الفلاح” أو بائعة الخضار
وصادف أن كانتْ
بالسوق الأسبوعيّة
تبيعُ الخضارْ
فوق ظهر حمارْ …
وبصوتها الأنثويّ الشجيّ ,
كما كانت تفعل دائما في الحيّ ,
كانت تردد وتغني
في زحمة الباعة والتجارْ :
بصلٌ و يقطينْ ,
جزرٌ و بطاطا ,
طماطمٌ وسبانخ .
فلفلٌ وخيارْ …
وصادف
أن سمعتها قبل هذا النهارْ,
في حيّك القديم
أمام باب الدارْ …
وكمْ كنت تنتشي
حين يجتمع حولها الكبار والصغارْ ,
يبتاعون منها
ما جاءتْ به منْ خضارْ …
وفي ضجيج العابرين
لمْ تنتبه لحضورك
أيها الفارس المغوارْ …
وكنتَ من بضاعتها اقتربتَ …
وعنِ ثمن الخيار سألتَ …
وحين ابتسمتْ , وقد عرفتكَ
ابتسمتَ ,
وفي عينها طرتَ بعيدا بعيدْ …
حتى أنزلك صوتها من جديدْ :
غدا سأكون في حيكم يا سعيدْ ,
وسيكون معي كل أنواع الخضارْ …
وهلْ أنتَ بالفعل سعيدْ ؟
كما قالت حدة في ذلك النهارْ …
وصادف أنْ ودعت بنت الفلاح
في العشي
على أمل اللقاء في الصباح ,
أمام باب الدارْ …
وصادف أن تغير الطقس
ونزلت الأمطارْ …
وكمْ ساءك أن تغيب حدّة بائعة الخضارْ…
لتبيتَ ليلتكَ على أحرّ من النارْ…
ولمْ تقدرْ ساعتها
حتى على غلق الباب
أواطفاء الأنوارْ…
وعلى سريرك بتّ تهذي وتغني :
يا بنْت الفلاحْ
يا حليلي منْ عِينيكْ …
ما نعيششْ مرتاحْ
وأنا بعيدْ عليكْ …
يا …يا بنت الفلاحْ …
وصادف أنْ لا تعرف النومَ عيناكْ …
وأنْ لا يشعر بحزنك سواكْ ..
حتى مطلع الصباحْ …
بعد يومين من الإنتظارْ ,
جاء الحمار
محملا بكل أنواع الخضارْ ,
يقوده رجل كبيرْ …
ولمْ تأتِ حدّة , وصار ما صارْ …
وصادف أن تذكرت
حين جاءت للمرة الأولى
وعلى رأسها قبعة من سعف النخيلْ ,
كانت ترتدي البنوارْ .
وقد أخفتْ بفولوارْ …
شعرها الجميلْ …
وسمعتَ كلامها المعسول
وهي تستعرض الأسعار
مع الجارة والجارْ …
ومع الكبير والصغيرْ …
وتذكرتَ كيف كنت تتابع حركاتها
من شباك غرفتك
وتحلم بأنها ستكون لك الأميرة
أيها الأميرْ…
وكيف سيتحول حمارها
إلى خيل أصيلْ…
وحدّة بائعة الخضار
ترتدي قميصا أنيقْ,
وقد وضعت شالا
على شعرها الليليّ الطويلْ…
بعد أن كحّلت عينيها
وصبغت شفتاها بأحمر قزحي له بريقْ …
وصادف أن حلمت يا سعيد
وأنت لست سعيدْ
ومن حلمك كمْ وددتَ أنْ لا تفيقْ …
ولكنْ كما قال الشاعر :
“إذا ظهرَ الحمارُ بِزِيِّ خيلٍ،
تَكَشَّفَ أمرُهُ عندَ النهيق …”
( يا بنت الفلاح : أغنية للمطرب التونسي الهادي القلال )
Discussion about this post