على مسرح اللاعقل !!!
محمد ضباشه
فتحت الستار على صوت يقول:
هل أنت مثلي أيها القلم الجريح ؟
طريح الفراش صريح
تخاف على ما تبقى من مدادك الشتوي
وثوبك الربيعي وضمير لا يغيب
أتخاف أن تعصف بك رياح اللاعقل
ويتناثر مدادك هنا وهناك كأشلاء
ترسم لوحات سريالية ببقع الحبر
يستعين بها رورشاخ
في تشخيص المرض النفسي
عند عقول رسمت هذا العصر
جزر منعزلة في بحر ميت
لا تتحمل صرخات الضعفاء
أو صوت طلقات الكلمات
أو التلميح بريح الغضب الباحث عن مأوى
يتحرك القلم أمامي ولا يكتب شيء يذكر
ربما التزم الصمت وأصبح ككرة الثلج
هيا اقترب من منطقة الشمس
اكتبني على صدر السطر مثال
ولا تسألني أين أنا ؟
أو أين أنت ؟
او ماذا فعلت بنا النكبات
طردنا قهرا من مملكة أفلاطون
ومن عقل أرسطو
ومن حضارة القدماء
وأبحرنا غربا في عتمة الأفكار
تركنا الشرق لمن لا يشرق
والآن دعني لا أراك ولا تراني
مجبرين في تلك اللحظة
أن نغير هذا المشهد
كما هو مكتوب في تلك الرواية
كي ينتصر الليل
ويجلس القمر على كرسي العرش
ويهلل الجمهور فرحا بهذا الخبر السعيد
ويظل النهار على سطري لم يكتب بعد
لأنني الآن أخرج عن النص
و أمتطي صهوة عنادي
أسرح في خيال فسيح
و أتذكرك بين يدي كمرآة
أرى فيها عيون الفراشات بلون البحر
والشمس كوجه امرأة عربية تبكي
فتبل الأرض كي تنبت فجر الغد
لا بلون سنابل القمح المسروق
من دمع الأطفال
ولا بلون الليل الكاتم على انفاس الحب
ولا بضيق الجب
ولا
ولا………………………..
وفجأة
يقترب مني القلم
يهمس في أذني
الجمهور يغادر القاعة
ولا يتبقى إلا أنا وأنت
قل لي بربك إن أردت
أتظن أن ما نكتبه
سيراه العميان ؟
Discussion about this post