معارضة في شكل مشاكسة لقصيد الدكتور حمد حاجي (حالة حب)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
قصيد
ا=== حالة حب ===
وواعدتها نلتقي
على درج المسرح البلدي
بمقهى ابن خلدون جانب مكتبة المتنبي
وكنت وقفتُ طويلا
أمام المرايا
أمشّط شعري وأنتف شيبي
أخمن كيف أكحّلُ هدبي
ويسرَح بالي أفكر في هيئتي وتقوّس ظهري
كمن غاب في الحلم أو في غياهب جبّ
وجاءت كأنها ياقوتة لمعت في شعاع
كأنها مركب عشق تمايل دون شراع
وأرست على شاطئ الحب.. يا لجمالك حبي
وقلت لها: كيف يعطيك قلبك تنسين قربي
ولو شفتِ ما شفتُ من فرط حبي
لما كنتِ بالنار والهجر عذّبتِ قلبي
فتمسح عن وجنتي مَدْمَعِي وتقول:
أما قد كفاك.. لقد فجر الدمع منك الصخور
وروى مشاتل عُشْبِ
فأنت حياتي….
وصورك الله لي ملكا كي أحبك جدا
وحبك شئته لي قدرا وقضاء.. وشاءه ربي
وتأخذني من يدي على الركح بالمسرح البلدي
تراقصني وتغني على كل نوع وضرب
تدك البساط كأن قد مَشى فيهِ نبضي وقَلبي
وتدنو الجماهير منا
وحالت ستائر بين ضياء وحجب
وأيقظني الانتظار وبعض مواجع جنبي
+++++++++++++++++++++++++++++++
(كأن توقف عمرك في العشرين)
أمام المرايا
وقفت طويلا
كما تقف الجميلات امام المرآة…
وساءك أن رأيت
بياضا يغطي الرأس,
وفي الوجه تجاعيد ,
وبعض الفراغات
في فم نسي كيف ترسمُ البسماتْ …
وكنتَ لحظتَ بعض الدموع
وهي تتسلل من عينين
قلّ الضوء فيهما
على مدى السنوات ْ…
وعاد بك المشهد
إلى زمن الجامعة
والذكرياتْ…
حين كنت تواعد الطالبات
لتلتقي معهن منفردات…
فواحدة أمام المسرح البلدي
وثانية في إحدى المقاهي
وثالثة في حديقة الحيواناتْ …
ورابعة و خامسة …
ويتعبك العد وأنت تحصي المعشوقاتْ …
وكم كنت تغريهن بالزهور
وبالهدايا
وبأجمل الكلماتْ…
وساءك المشهد
حين تذكرت ليلى
ولبنى وسعاد وخولة ونجاة …
وتذكرت الخديجة ,
والبرمادة ,
والزلاء والعبلاء ,
وكاملة الصفاتْ …
وتذكرت ذات الأرداف,
وذات الخمار,
وذات القبعة الحمراء,
وذات الكعب العالي,
والقرط الطويل والنظاراتْ …
وكأني بك تقول :
هل عاد الشيخ إلى صباه …
أم أنك تبحث في المرآة
عن زمن ضاع منك ولن تلقاه…
يا لغبائك ستظل تحلم
في الليل وفي النهار
وفي كل الأوقاتْ…
ولنْ ترسي مراكبك في هذه السن
على شاطئ الحب …
ولن تجد من يقف بالقرب
غير بعض الجداتْ…
لهن أيضا مشاغلهن
ويمضين الوقت في سرد الحكايات…
لأحفاد يحلمون بالزمن الجميل
وباللهو في الحقول ,
وتسلق الجبال ,
والركض خلف الفراشاتْ…
وكيف يعطيك قلبك تنسى
أنك عشت نفس الحكاياتْ…
وأن العمر لن يرجع إلى الخلف
ويمضي بك نحو ما هوآتْ…
ومن يدري
فقد تأتي حفيدتك مع بعض الفتيات …
ويسألنك ضاحكات عن الماضي ,
وعن أبرز البطولات …
هذا إن كانت لك بطولات …
وينتهي بك الأمر إلى ترك المرآة …
والبحث عن سجادة
قبل أن يفوتك وقت الصلاة …
Discussion about this post