في مثل هذا اليوم 22 ديسمبر1864م..
مدينة سافانا تقع تحت سيطرة قوات الفريق الأول ويليام شيرمان.
ويليام شيرمان (بالإنجليزية: William Sherman) (ولد 08 فبراير، 1820 – توفي في 14 فبراير، 1891) كان جندي، رجل أعمال، معلم وكاتب أمريكي. وخدم خلال الحرب الأهلية الأمريكية برتبة فريق أول ما بين عامي 1861 و 1865.
ولد شيرمان لدى عائلة سياسية بارزة، تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في عام 1840 وتم تعيينه في كاليفورنيا، تزوج من إيلين ايوينغ شيرمان وسويًّا قاما بتربية ثمانية أبناء. كانا زوجة شيرمان وأبنائه جميعهم من متبعي المذهب الكاثوليكي، فيما كان شيرمان نفسه كاثوليكيًّا مسيحيًّا في بادئ الأمر حتى ارتد عن ذلك فيما بعد. في عام 1859، حاز على منصب الاشراف على أكاديمية لويزيانا العسكرية اللاهوتية، وبحكم عيشه في الجنوب، ترعرع شيرمان على احترام الثقافة الجنوبية الأمريكية والتعاطف مع أهلها فيما يتعلق باستعبادهم للعبيد والزنوج، رغم معارضته لانفصال الولايات الكونفدرالية الأمريكية هذه فيما بعد.
بدأ شيرمان مسيرته الحربية في الحرب الأهلية الأمريكية بخدمته في أوائل معاركها بول رن، وذلك قبل أن يتم نقله للجبهة الغربية. حارب في ولاية كنتاكي عام 1861، وبعد مروره بضغوط نفسية خلال معاركه بها، تم منحه إجازة لآونة وجيزة، ثم عاد للميدان تحت إمرة الجنرال يوليسيس جرانت في شتاء عام 1862 إبان معارك الحصنين هنري ودونسلن. وقبل معركة شيلوه، أمر شيرمان رجاله بالانفصال، وذلك بعد فشله في القيام بالإجراءات الملائمة لردع الكونفدراليين، مما كان أمرًا مباغتًا لرجاله هؤلاء وفاجأهم. ثم قام فيما بعد بجمع شتات جيشه المنفصل، وأخذ بصد الجيش الكونفدرالي لحيثما كانوا. شارك شيرمان لاحقًا في حصار مدينة كورينث (مسيسيبي) وقاد الفيلق الخامس عشر بحملة فيكزبورغ، مما أسفر عن سقوط معقل الكونفدراليين الواقع هناك تحديدًا في نهر مسيسيبي. وبعد أن تم ترقية الجنرال يولسيس جرانت لقيادة جميع الوحدات العسكرية للجيش بالغرب، تولى شيرمان زمام أمور جيش تينيسي وقاده بحملة تشاتانوغا.
وفي عام 1864، خلف شيرمان الجنرال جرانت كقائد الجيش بالجبهة الغربية، وسرعان ما وجه قواته نحو أتلاتنا مستوليًّا عليها، وعلى خلفية هذا الانتصار الساحق تمكن أبراهام لينكون من نيل الرئاسة الأمريكية مرة أخرى. وعزم شيرمان على التوجه نحو جورجيا وكلا من كارولينا الشمالية والجونبية، مما أدى إلى إضعاف الولايات الكونفدرالية بعد دمار إمداداتها وإحباط سكانها. قبل فيما بعد استسلام جميع الجيوش الكونفدرالية بكارولينا الشمالية والجنوبية، جورجيا وفلوريدا، وذلك إبان عام 1865 في شهر أبريل. وفيما أخذ الجنوال جرانت بالسعي وراء الرئاسة الأمريكية عام 1869، تمكن شيرمان من أن يحل محله كقائد الجيش العام حتى 1883. وكان مسؤولًا عن انخراط الجيش في الحروب الأمريكية الهندية في السنين الخمس عشرة التي عبقت توليه القيادة، وكان مرتابًا من سياسات الحكومة الفيدرالية بالجنوب فيما يتعلق بشأن عصر إعادة الإعمار. ورفض شيرمان الانخراط بالشؤون السياسية، وفي عام 1875 أصدر مذكراته الشخصية، والتي تعد أفضل المذكرات التي حوت على معلومات عن الحرب الأهلية الأمريكية. ووصف المؤرخ العسكري البريطاني ليدل هارت شيرمان بكونه “أول جنرال عصري”.
بعد التخرج في عام 1840، التحق شيرمان بالجيش برتبة ملازم ثانٍ في مدفعية الولايات المتحدة الثالثة وشهد القتال في فلوريدا في حرب السيمينول الثانية ضد قبيلة السيمينول. تمركز في وقت لاحق في جورجيا وكارولينا الجنوبية. كونه تربّى على يد سياسي بارز في حزب اليمين، تنقّل الملازم الشهير شيرمان في تشارلستون داخل الدوائر العليا لمجتمع الجنوب القديم.
بينما شهد العديد من زملائه القتال في الحرب المكسيكية الأمريكية، كُلّف شيرمان بواجبات إدارية في إقليم كاليفورنيا الذي تم الاستيلاء عليه. انطلق شيرمان، مع زميليه الملازمَين هنري هاليك وإدوارد أورد، من نيويورك في رحلة استغرقت 198 يومًا حول كيب هورن على متن السفينة الشراعية المحولة يو إس إس ليكسينغتون. خلال تلك الرحلة، تقرّب شيرمان من هاليك وأورد، ويذكر في مذكراته نزهة طويلة سيرًا على الأقدام مع هاليك إلى قمة كوركوفادو المطلة على ريو دي جانيرو في البرازيل، المعروفة بأنها المكان المستقبلي لتمثال المسيح الفادي. وصل شيرمان وأورد إلى بلدة يربا بوينا، في كاليفورنيا، قبل يومين من تغيير اسمها إلى سان فرانسيسكو. في عام 1848، رافق شيرمان الحاكم العسكري لكاليفورنيا، الكولونيل ريتشارد بارنز ماسون، في عملية التنقيب التي أكدت رسميًا اكتشاف الذهب في المنطقة، وبالتالي انتشرت حمى الذهب في كاليفورنيا. ساعد شيرمان، جنبًا إلى جنب مع أورد، في مسوحات الأقسام الفرعية للمدينة التي ستصبح ساكرامنتو.
حصل شيرمان على ترقية فخرية برتبة نقيب لـ «خدمته الجديرة بالتقدير»، لكن قلة مهامه القتالية أحبطته وربما ساهمت في اتخاذ قراره بالاستقالة من منصبه. أصبح في نهاية المطاف أحد الضباط رفيعي المستوى القلائل خلال الحرب الأهلية الذين لم يقاتلوا في المكسيك.!!
Discussion about this post