في مثل هذا اليوم 8فبراير1904م..
بداية الحرب الروسية اليابانية وذلك بعد رفض روسيا الخطة اليابانية لتقسيم منشوريا وكوريا..
قامت الحرب الروسية اليابانية ما بين عامي 1904 و 1905 بين الإمبراطورية الروسية وإمبراطورية اليابان، بسبب طموحات الدولتين التنافسية في منشوريا وكوريا. كانت أهم مسارح العمليات شبه جزيرة ليودونغ وموكدين في منشوريا الجنوبية والبحار المحيطة بكوريا، واليابان والبحر الأصفر.
سعت روسيا إلى إقامة ميناء بحري دافئ على المحيط الهادئ لقواتها البحرية وللتجارة البحرية. لم تعمل فلاديفوستوك إلا خلال الصيف، في حين عملت بورت آرثر -قاعدة بحرية في مقاطعة ليودونغ تُؤجّرها الصين لروسيا- طيلة العام. منذ نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى عام 1895، خَشيت اليابان من انتهاك روسيا لخططها الرامية إلى خلق مجال نفوذ في كوريا ومنشوريا. أظهرت روسيا سياسة توسّعية في الشرق الأقصى السيبيري بعد عهد إيفان الرهيب في القرن السادس عشر.
عرضت اليابان الاعتراف بالهيمنة الروسية في منشوريا، لأنها رأت في روسيا منافسًا لها، مقابل الاعتراف بكوريا باعتبارها ضمن مجال النفوذ الياباني. رفضت روسيا وطالبت بأن تكون كوريا الشمالية شمال خط الاستواء بـ 39 درجة منطقة عازلة محايدة بين روسيا واليابان. أدركت الحكومة اليابانية التهديد الروسي لخططها الرامية إلى التوسع إلى آسيا واختارت الذهاب إلى الحرب. بعد انهيار المفاوضات عام 1904، بدأت القوات البحرية اليابانية قتالًا عن طريق مهاجمة الأسطول الشرقي الروسي في بورت آرثر، الصين، في هجوم مفاجئ.
عانت روسيا عدة هزائم من اليابان، لكن كان القيصر نيكولاس الثاني مقتنعًا أن روسيا سوف تفوز وتختار الاستمرار في الحرب. في البداية، لانتظار نتائج معارك بحرية معينة، ولاحقًا للحفاظ على كرامة روسيا من خلال تجنب «السلام المذل». تجاهلت روسيا استعداد اليابان في وقت مبكر للموافقة على هدنة، ورفضت فكرة إحالة النزاع إلى محكمة التحكيم في لاهاي. انتهت الحرب بمعاهدة بورتسموث، بوساطة الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت. كان النصر الكامل الذي حققته المؤسسة العسكرية اليابانية بمثابة المفاجأة بالنسبة للعالم. حَولت العواقب ميزان القوى في شرق آسيا، ما أدى إلى إعادة تقييم دخول اليابان الأخير إلى الساحة العالمية. كان ذلك أول نصر عسكري كبير في العصر الحديث لقوة آسيوية على قوة أوروبية. وما زال العلماء يناقشون المغزى التاريخي للحرب.
سعت كل من الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية اليابانية إلى توسيع مناطق نفوذها في شرق آسيا وقد وقعت الدولتان في أول الأمر اتفاقاً تم بموجبه إعلان كوريا منطقة محايدة، إلا أنه وبعد انتفاضة الأهالي في الصين (1898 م) أخذت روسيا تختلق الذرائع لتبرير احتلاها لـ«منشوريا» وتقدم قواتها إلى كوريا.
كانت اليابان قد قطعت شوطا كبيرا في تطوير صناعتها العسكرية وتحديث جيشها، عمل اليابانيون على الظهور بمظهر المخلص للشعوب الآسيوية من القوى الغربية. بعد توقيعها لإتفاقية تحالف مع بريطانيا عام 1902 رأت الحكومة اليابانية أن الفرصة مواتية للتحرك. قدمت اليابان طلبا رسمياً لروسيا حتى تسحب قواتها المتمركزة في منشوريا، رغم طول المفاوضات وإصرار اليابانيين رفض الروس.
اعادت اليابان سياستها في المنطقة وتحالفت مع بريطانيا عام1902 ضد روسيا وقامت بارسال آلاف الجنود اليابانيين إلى كوريا وبدأت بالاستعداد للحرب والتي لم يكن الروس مهيئين لها وخاصة ان أغلب فرقهم كانت في منطقة الغرب تتحارب مع العثمانيين.
حاصر اليابانيون الأسطول الروسي في ميناء لوشون وهاجموه في 8 فبراير عام1904 م.ثم قطعت اليابان العلاقات الدبلوماسية مع روسيا في 6 فبراير 1904م عام. وبعدها بيومين هاجم نائب الأدميرال هيها تشيرو توجو بأسطوله السفن الروسية في لوشون دون تحذير، وأعلنت اليابان الحرب على روسيا في 10 فبراير. لم يكن لدى الروس سوى حوالي ثمانين الف جندي منتشرين في منطقة الشرق فكان على روسيا أن تنقل إمدادات الجنود والمؤن مسافة 8,000كم من روسيا الغربية على سكة حديد سيبريا الذي لم يكن قد اكتمل بعد، كما أن روسيا قد أصابها الوهن والضعف من جرَّاء المشكلات الداخلية والخارجية التي كانت تعرضت لها في تلك الفترة والتي ادت إلى نشوب ثورة عام 1905م.
خسرت روسيا الحرب وقام بعدها الرئيس الأمريكي روزفلت بدعم من اليابان بتنظيم مؤتمر للسلام في بورتسموث بولاية نيو هامبشاير بالولايات المتحدة عام 1905م. وقد منحت معاهدة بورتسموث جزيرة سخالين الجنوبية لليابان، وأرغمت روسيا على سحب قواتها من منشوريا. كان على روسيا أن تعطي اليابان لوشون وليدا، وتركت لها كوريا، وكانت هزيمة روسيا في هذه الحرب من الأسباب الرئيسية لاندلاع ثورة 1905م في روسيا.!!
Discussion about this post