فى مثل هذا اليوم 15 فبراير2009م..
تعديل دستوري في فنزويلا يلغي القيود على إعادة انتخاب الرئيس ويسمح للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بالبقاء في السلطة إلى أن يخسر الانتخابات.
طالما كال منتقدون الاتهامات للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بأنه يريد سرمدة نفسه في السلطة وهو من جانبه لم يكن يخفي نيته تجاه البقاء في السلطة ما دام ذلك من شأنه دعم "اشتراكية القرن الـ 21" التي ينتهجها. وبالامس الأحد صوت الفنزويليون لصالح حذف مادة تضع سقفا لمدد تولي السلطة وتسمح لشافيز بترشيح نفسه في انتخابات 2013 – 2019، نقلا عن تقرير إخباري الاثنين 16-2-2009.
و أعلنت السلطات الانتخابية الفنزويلية ان 54% من الناخبين وافقوا على تعديل دستوري يلغي القيود على اعادة الانتخاب ويسمح لشافيز بالبقاء في السلطة الى أن يخسر الانتخابات. وتنتهي فترة رئاسته الحالية في 2013 .
ويتولى شافيز السلطة في فنزويلا بالفعل منذ 10سنوات، ويساعد هذا الاستفتاء على تمهيد الطريق امامه لانجاز هدفه المعلن بحكم البلاد لعشرات السنين.
وقال شافيز بين أنصاره صارخا "ما من أحد بمقدوره سرمدة نفسه . الله وحده هو الباقي والوطن يتعين أن يكون سرمديا".
ووصف شافيز نفسه بأنه "جندي الشعب" وانه ندر نفسه لأن يكون الأداة التي تجعل الوطن يسير تبعا للخطوط التي رسمها منذ وصوله إلى السلطة عام 1999. وقال"الوطن الفنزويلي لابد أن يكون اشتراكيا حتى يكتب له الخلود".
لكن ثمة منتقدين كثيرين يشككون في مشروعية إجراءاته الشعبوية والتزامه المعلن بالديمقراطية.
قاد شافيز محاولة انقلابية فاشلة عام 1992 ضد كارلوس اندريس بيريز، وهو رئيس أزيح من السلطة في وقت لاحق بقرار من المحكمة العليا بسبب التلاعب بأموال الدولة.
ثم عاد الرئيس الفنزويلي في وقت لاحق إلى المسار الديمقراطي مصرا على انه انما كان يسعى وحسب لزيادة حظوظ الملايين من فقراء فنزويلا، ووصل إلى السلطة من خلال انتصارات انتخابية ساحقة.
لكنه لم يظهر اهتماما قط بالسعي إلى إجماع أو احتضان المعارضين من أي نوع. ويبدو أنه يزدهر في سياق يطلق فيه أكثر من نصف الناخبين الفنزويليين يده في السلطة بينما الباقي – وهم كم كبير للغاية – يشعرون بان حقوقهم عرضة دائما للانتهاك من قبل دولة شافيز.
ولم يتورع شافيز عن الحكم بالمراسيم، وبينما أقر بهزيمته الوحيدة في الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول 2007، والتي دارت حول دستور يلغي المادة التي تحدد مدد ترشح الرئيس، فإن الامر لم يتطلب منه أكثر من عام واحد بقليل حتى دعا إلى استفتاء جديد مغاير قليلا لنفس المقترح السابق والذي فاز به أخيرا أمس الأحد.
وقد استخدم سلطة الدولة – البعض يقول دون تمييز- لترسيخ أجندته الشخصية. وأدانته المعارضة بوصفه احد منتهكي السلطة وحذرت من ديكتاتورية بازغة في فنزويلا.
لكن شافيز يستطيع بعد مرور 10 سنوات على وجوده في السلطة ان يزعم بأنه يحظى بتأييد أكثر من 50 في المائة من الناخبين. كما اثبت أمس الاحد مجددا انه في الطريق لتمديد بقائه في السلطة ليصل إلى 20 عاما.
وتمكن خلال السنوات العشر الاولى له في السلطة من إعادة صياغة مؤسسات البلاد بشكل كامل من خلال دستور جديد وخلق سلطة تنفيذية قوية.
وتمتع شافيز بأسعار بترول قياسية في السنوات الأخيرة واستغل العائد الهائل في تطوير قاعدة سياسية قومية صلبة ونفوذ دولى متزايد كزعيم إقليمي.
بيد انه سيتعين عليه في السنوات القادمة أن يتعامل مع أزمة مالية واقتصادية دولية حادة حيث تراجعت أسعار النفط الان عن أسعارها القياسية ربما مع تآكل الكاريزما في ظل تنامي التوقعات التي لم تتحقق.!!
Discussion about this post