فى مثل هذا اليوم 15 فبراير2011م..
بداية الاحتجاجات في بنغازي على خلفية اعتقال المحامي فتحي تربل في ما عرف لاحقاً بشرارة الثورة الليبية.
الحرب الأهلية الليبية هي ثورة اندلعت وتحولت إلى نزاع مسلح إثر احتجاجات شعبية بداية في بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، حيث انطلقت في يوم 15 فبراير اثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم فتحي تربل في مدينة بنغازي فخرج أهالي الضحايا ومناصريهم لتخليصه وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، وارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام وإسقاط العقيد القذافي شخصيا مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم التالي.. وفي اليوم التالي انتفضت الرقدالين و الجميل و العحيلات في غرب البلاد لكن البيضاء شهدت سقوط أول شهداء في الثورة يوم السادس عشر من فبراير وتلتها يوم 16 فبراير مظاهرات للمطالبة باسقاط النظام بمدينة البيضاء فاطلق رجال الأمن الرصاص الحي وقتلوا بعض رالمتظاهرين، كما خرجت مدن جبل نفوسه الزنتان ويفرن ونالوت والرجبان في نفس اليوم وقام المتظاهرون في العجيلات بحرق مقر اللجان الثورية، وكذلك مركز الشرطة المحلي، ومبني المصرف العقاري بالمدينة، وازدادت الاحتجاجات اليوم التالي وسقط المزيد من الضحايا وجاء يوم الخميس 17 فبراير/شباط عام 2011 م على شكل انتفاضة شعبية شملت بعض المدن الليبية في المنطقة الشرقية فكبرت الاحتجاجات بعد سقوط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن ومرتزقة تم جلبهم من قبل النظام. وقد تأثرت هذه الاحتجاجات بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الثورة الشبان الليبيون الذين طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. كانت الثورة في البداية عبارة عن تظاهرات واحتجاجات سلمية، لكن مع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة لمعمر القذافي باستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين العزّل، تحولت إلى ثورة مسلحة تسعى للإطاحة بمعمر القذافي الذي قرر القتال حتى اللحظة الأخيرة. وبعد أن أتم المعارضون سيطرتهم على الشرق الليبي أعلنوا فيه قيام الجمهورية الليبية بقيادة المجلس الوطني الانتقالي، وفي يوم 20 أنتفضت مدينة طرابلس وهي العاصمة الليبية وقد افلح شباب العاصمة بإسقاط العاصمة ونظام القذافي في تسع ساعات وكان ذلك بسبب رفض الكتيبة المسيطرة على طرابلس القتال ورغبتها في حقن الدماء وبعدها في يومي 21 و22 أغسطس دخل الثوار إلى العاصمة طرابلس المحررة من شبابها بالاحتفال وقامو جميع الثوار بسيطرة على آخر معاقل القذافي وقتل الأخير في سرت بحلول يوم 20 أكتوبر.
قائد الاستخبارات الليبية في عهد معمر القذافي عبدالله السنوسي، عندما امر باعتقال المحامي فتحي تربل في 15 فبراير 2011 في بنغازي (شرق)، يتوقع انه أمر حينها بالإطاحة بالنظام.
وكان فتحي تربل الناشط في مجال حقوق الإنسان والمعتقل السياسي سابقاً، منسق احدى المنظمات القليلة المستقلة في البلاد، وهي جمعية عائلات ضحايا سجن ابوسليم، حيث أعدمت قوات الأمن 1200 سجين سياسي في .1996
وفي سن التاسعة والثلاثين أصبح فتحي تربل وزير الشباب والرياضة، وروى لـ«فرانس برس» ذكرياته يوم الثلاثاء 15 فبراير، عندما اعتقل واقتيد إلى عبدالله السنوسي، ذراع قمع النظام.
وقال إنه في سياق الثورتين التونسية والمصرية «كان الحوار في الانترنت حول وقت ومكان (التظاهرة) يوم ،17 لكنهم لم يتوصلوا إلى تفاهم حول وقت ومكان التجمع لتنظيم يوم الغضب».
واختير الموعد احياء لذكرى مقتل 14 شخصاً في صدامات وقعت في 17 فبراير 2006 بين قوات الامن الليبية ومتظاهرين هاجموا قنصلية ايطاليا، احتجاجاً على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام.
وأضاف فتحي تربل: «كنا نعرف أن ليس كل العالم عنده إنترنت، فقررنا أن نجد صيغة لنطبع منشورات تدعو إلى التظاهر في آخر لحظة وتوزيعها في المدينة».
وأكد أنه في ذلك اليوم حضر 20 رجلاً تقريباً إلى منزله فاعتقلوه واقتادوه عند الغروب إلى مقر قيادة شرطة بنغازي ومن ثم الى عبدالله السنوسي، الذي بُلغ نوايا هذا «العنصر المشوش».
وقال: «طلب مني أن أنزل من السيارة وامشي على قدمي في ساحة كبيرة، إذ كانت متجمعة قوات الامن، فتهيأت نفسياً، وكنت أعتقد أنهم سيصفونني، وكنت أتصور الرصاصات تخترق جسدي». وتابع: «اوقفني عبدالله السنوسي، ومد يده ليصافحني، وقال: وين تحب توصلها؟».
ودام نقاش صاخب بين الرجلين أكثر من ساعتين. وقال فتحي تربل إن السنوسي حاول إقناعه بالتخلي عن الدفاع عن عائلات ضحايا سجن ابوسليم، التي كان النظام يعتبرها نواة حركة احتجاج في بلد لا تتمتع فيه أي منظمة أو حزب سياسي بحق ممارسة النشاط.
وفي الأثناء انتشر خبر اعتقال المحامي، وبلغ العائلات التي هرعت إلى التجمع أمام مقر الشرطة.
وقال فتحي تربل: «كنت اسمع هتاف الأهالي في الخارج، ولما سمعت نشيد (إذا الشعب يوم أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)، فهمت أنها بداية النهاية».
ونزولاً عند ضغط العائلات اضطر عبدالله السنوسي أن يطلق سراح المحامي.
وانسحبت العائلات من ذلك المكان، لكنها توجهت إلى وسط المدينة، إذ واكبها الليبيون بالتظاهر وترديد الشعارات التي اشتهرت من حينها «نوضي نوضي يا بنغازي هذا اليوم اللي فيه تراجي» (انهضي انهضي يا بنغازي هذا اليوم الذي تنتظرينه).
وفرقت قوات الامن المتظاهرين بالقوة، فسقط جرحى، لكن في اليوم التالي امتدت الاحتجاجات الى البيضاء (شرق) والزنتان (غرب)، وفي السابع عشر من فبراير اشتعلت البلاد، وتحول الاحتجاج الى نزاع دام، أطاح بنظام معمر القذافي الذي قتل في العشرين من أكتوبر !!
Discussion about this post