في مثل هذا اليوم16مارس1751م..
ميلاد جيمس ماديسون، رئيس الولايات المتحدة الرابع.
جيمس ماديسون الابن (بالإنجليزية: James Madison, Jr.) (16 مارس 1751 – 28 يونيو 1836)، رابع رئيس للولايات المتحدة بالفترة من 1809 – 1817، وعرف بأبي الدستور. لعب دوراً هاماً في وضع دستور الولايات المتحدة عام 1787 بالتعاون مع ألكسندر هاميلتون وجون جاي، وكان من بين الزعماء الرئيسيين المؤيدين لمغزى الدستور في الصحف الفيدرالية في عام 1788. قام بإنشاء الحزب الجمهوري الديموقراطي في منتصف التسعينيات من القرن الثامن عشر بالتعاون الوطيد مع توماس جفرسون وأسس حركة جراس رووتس (جذور العشب Grass Roots) ذات النشاط السياسي والتي انتصرت في انتخابات عام 1800 والتي يشار إليها بثورة 1800. وقام بمضاعفة مساحة الدولة عندما قام بصفقة شراء لويزيانا من فرنسا أثناء توليه منصب سكرتير دولة.
وعندما أصبح رئيساً أعلن الحرب على بريطانيا التي عرفت في بريطانيا بحرب 1812 أو الحرب الأمريكية والتي انتهت عام 1815 وسادت بعدها البلاد روح قومية.
ولد في ميناء كونواي بولاية فيرجينيا، وكان أكبر أشقائه الإثني عشر وأحد السبعة الذين عاشوا حتى وصلوا مرحلة البلوغ. كان والده الكولونيل جيمس ماديسون الأب ووالدته نيلي كونواي ماديسون من مالكي العبيد ومن الملاك الأثرياء لمزارع التبغ في مقاطعة أورانج بولاية فيرجينيا حيث أمضى معظم سنين طفولته وتربى على مبادئ الكنيسة الإنجليزية (الأسقفية البروتستانتية) وعاش حياة زراعية بفضل جده الأكبر جون ماديسون الإبن الذي استفاد من نظام تقسيم الأراضي بفيرجينيا والذي سمح له بجلب العبيد للعمل في أرضه مما ساعده على تجميع مساحات كبيرة من الأراضي، فكان كأسلافه مالكا للعبيد.
في عام 1769 ترك الزراعة والتحق بكلية نيوجيرزي والتي أصبحت تعرف فيما بعد بجامعة برنستون، وقد أنهى دراسته في سنتين بدلاً من أربع سنين، حيث أجهد نفسه بالعمل الإضافي كي يحقق هذا الإنجاز، وعندما استعاد عافيته عمل في الهيئة التشريعية للدولة من عام 1776 حتى 1779 حيث أصبح معروفا كتابع لتوماس جفرسون ومحمياً بنفوذه، وبهذه الصفة أصبح من الأعضاء البارزين سياسياً في ولاية فيرجينيا، وقد ساعد في وضع مسودة لإعلان الحرية الدينية في الولاية وإقناع الولاية في التخلي عن المناطق الشمالية الغربية للمجلس القاري والتي أصبحت فيما بعد تعرف بولاية أوهايو وإنديانا وإلينوي، ولكنه سرعان ما أثيرت مخاوفه اتجاه هشاشة الوثيقة الكونفدرالية، فقد كان من المؤيدين بشدة لوضع دستور جديد أثناء انعقاد الاجتماع الدستورى بولاية فيلادلفيا عام 1787، وأصبحت مسودته لخطة فيرجينيا ونظامه الثوري الفيدرالي ذو الأفرع الثلاثة القاعدة التي وضع على أساسها الدستور الأمريكي الحالي. ومن أجل الإسراع في التصديق على هذا الدستور انضم إلى ألكسندر هامليتون وجون جاي في كتابة الصحف الفيدرالية والتي أصبحت التفسير الوحيد للدستور بين التشريعيين والدارسين. وكانت المقالة العاشرة التي كتبها هي المقالة التي استشهد بها كثيراً والتي فسرت كيف ليمكن لبلد كبير ذو اهتمامات متنوعة وأحزاب مختلفة دعم النظام الجمهوري بصورة أفضل من بلد صغير تهيمن عليه اهتمامات خاصة محدودة، حتى أصبح تفسيره للدستور الجزء الرئيسي الجامع للآراء السياسية الأمريكية. وعندما كان يعمل كنائب في المجلس القاري بالفترة من 1780 إلى 1783 عُرف برجل المهام التشريعية الشاقّة وسيد المهام البرلمانية الخاصة.
و يعتبر السيد ماديسون من أقصر وأخف رؤساء الولايات المتحدة بحيث كان بيلغ طوله 1.64 متر ويزن 56 كيلوغرام.
عد عام 1790، أصبحت إدارة واشنطن مستقطبة بين فئتين رئيسيتين. كانت الفئة الأولى بقيادة جيفرسون وماديسون، وكانت تمثل المصالح الجنوبية على نطاق واسع، وقد سعت نحو علاقات وثيقة مع فرنسا. أما الفئة الأخرى، فكانت برئاسة وزير المالية ألكسندر هاملتون، وكانت تمثل المصالح المالية الشمالية على نطاق واسع، وتفضل العلاقات الوثيقة مع بريطانيا. في عام 1791، قدم هاملتون خطة دعت إلى إنشاء بنك وطني لتقديم القروض إلى الصناعات الناشئة والإشراف على المعروض النقدي. اعتقد ماديسون أنه من خلال تمكين المصالح المالية، فإن البنك سيشكل تهديدًا للطبيعة الجمهورية للحكومة الأمريكية، وجادل بأن الدستور لم يمنح الحكومة الفيدرالية سلطة إنشاء مثل هذه المؤسسة. على الرغم من معارضة ماديسون، أقر الكونغرس مشروع قانون لإنشاء أول بنك للولايات المتحدة، وبعد فترة من التفكير، وقع واشنطن على مشروع القانون المصرفي في فبراير عام 1791. عندما نفذ هاملتون برنامجه الاقتصادي واستمر واشنطن بالتمتع بمكانة هائلة بصفته رئيسًا، أصبح ماديسون قلقًا بشكل متزايد حيال إمكانية سعي هاملتون لإلغاء الجمهورية الفيدرالية لصالح ملكية مركزية.
عندما قدم هاملتون تقريره عن المصنوعات، والذي دعا إلى اتخاذ إجراءات فيدرالية لتحفيز تنمية اقتصاد متنوع، تحدى ماديسون مرة أخرى اقتراح هاملتون على أسس دستورية. سعى إلى تعبئة الرأي العام من خلال تشكيل حزب سياسي يعتمد على معارضة سياسات هاملتون. جنبًا إلى جنب مع جيفرسون، ساعد ماديسون فيليب فرينو في تأسيس الناشيونال غازيت (الصحيفة الوطنية)، وهي صحيفة فيلادلفيا التي هاجمت مقترحات هاملتون. في مقال نُشر في الجريدة الوطنية في سبتمبر عام 1792، كتب ماديسون أن البلاد قد قُسمت إلى فئتين: فئته الخاصة، التي آمنت «بمبدأ أن البشرية قادرة على حكم نفسها»، وفئة هاملتون، الذي يزعم أنه سعى إلى إنشاء ملكية أرستقراطية وكان متحيزًا للأثرياء. تضامن المعارضون لسياسات هاملتون الاقتصادية، بما في ذلك العديد من مناهضي الفيدرالية السابقين، ليشكلوا الحزب الجمهوري الديمقراطي، في حين أن أولئك الذين ساندوا سياسات الإدارة شكلوا الحزب الاتحادي. في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في الولايات المتحدة عام 1792، أيد كلا الحزبين محاولة واشنطن الناجحة لإعادة انتخابه، لكن الجمهوريين الديمقراطيين سعوا لإقالة نائب الرئيس جون آدامز. نظرًا إلى أن قواعد الدستور كانت تمنع جيفرسون من تحدي آدمز من الأساس، دعم الحزب محافظ نيويورك جورج كلينتون لمنصب نائب الرئيس، لكن آدامز فاز في إعادة الانتخاب بفارق مريح في التصويت الانتخابي.
مع فقدان جيفرسون منصبه بعد عام 1793، أصبح ماديسون الزعيمَ الفعلي للحزب الجمهوري الديمقراطي. علقت الولايات المتحدة في المنتصف عندما دخلت بريطانيا وفرنسا الحرب في عام 1793، وبينما تركزت الاختلافات بين الجمهوريين الديمقراطيين والفدراليين في السابق على المسائل الاقتصادية، أصبحت السياسة الخارجية قضية ذات أهمية متزايدة لأن ماديسون وجيفرسون فضّلا فرنسا وهاملتون فضل بريطانيا. أصبحت الحرب مع بريطانيا وشيكة في عام 1794 بعد أن استولى البريطانيون على مئات السفن الأمريكية التي كانت تتاجر مع المستعمرات الفرنسية. اعتقد ماديسون أن حربًا تجارية مع بريطانيا ستنجح على الأرجح، وستسمح للأميركيين بترسيخ استقلالهم تمامًا. لن تستطيع جزر الهند الغربية البريطانية، كما أكد ماديسون، البقاء دون المواد الغذائية الأمريكية، في حين يمكن للأميركيين الاستغناء بسهولة عن المصنوعات البريطانية. تجنب واشنطن شن حرب تجارية، وبدلًا من ذلك، أمن علاقات تجارية ودية مع بريطانيا من خلال معاهدة جاي لعام 1794. غضب ماديسون وحلفاؤه الجمهوريون الديمقراطيون من المعاهدة، وكتب أحد الجمهوريين الديمقراطيين أن المعاهدة «تضحي بكل مصلحة أساسية وتمس بشرف بلدنا». أدت معارضة ماديسون القوية للمعاهدة إلى انقطاع دائم مع واشنطن، ما أنهى صداقة طويلة.!!