في مثل هذا اليوم 26 ابريل1942م..
ميلاد أبريل غلاسبي، دبلوماسية أمريكية.
أبريل كاثرين غلاسبي (بالإنجليزية: April Catherine Glaspie) (ولدت في 26 أبريل 1942) دبلوماسية أمريكية سابقة وعضوة بارزة في الخدمة الخارجية. اشتهرت بدورها في الأحداث المؤدية إلى حرب الخليج الثانية.
ولدت غلاسبي في فانكوفر بكولومبيا البريطانية وتخرجت من كلية ميلز في أوكلاند بكاليفورنيا في عام 1963 ومن مدرسة بول هـ. نيتز في الدراسات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكينز في عام 1965.
في عام 1966 دخلت غلاسبي الخدمة الخارجية للولايات المتحدة حيث أصبحت خبيرة في الشرق الأوسط. بعد تعيينات في الكويت وسوريا ومصر تم تعيين غلاسبي سفيرة في العراق في عام 1989. كانت أول امرأة تعين سفيرة لأمريكا في دولة عربية. كانت لها سمعة كمستعربة محترمة وكانت تعليماتها تنص على توسيع الاتصالات الثقافية والتجارية مع النظام العراقي.
في وقت لاحق تم نقل غلاسبي إلى بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك. ثم تم نقلها في وقت لاحق إلى جنوب أفريقيا كقنصل عام في كيب تاون. شغلت هذا المنصب حتى تقاعدها في عام 2002.
جاء تعيين غلاسبي سفيرة للولايات المتحدة في العراق بعد فترة حرب الخليج الأولى من 1980 إلى 1988 حيث قدمت خلالها الولايات المتحدة دعما سريا للعراق خلال حربها مع إيران.
عقدت غلاسبي أول لقاء لها مع الرئيس العراقي صدام حسين ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز في 25 يوليو 1990. خصت غلاسبي في برقتها من 25 يوليو 1990 إلى وزارة الخارجية الاجتماع على النحو التالي:
«كان الرئيس العراقي صدام حسين أعلن في الخامس والعشرين من يوليو الماضي أن الرئيس مبارك سيعقد اجتماعا في الرياض في 28 أو 29 أو 30 يوليو المقبل. “لم يحدث شيء خطير” قبل ذلك كان صدام وعد مبارك.»
تم نشر نصين على الأقل من الاجتماع. لم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية دقة هذه النصوص ولكن تم نشر برقية غلاسبي في المكتبة الرئاسية ومتحف جورج بوش الأب ووضعت على الإنترنت من قبل مؤسسة مارغريت ثاتشر.
في إحدى النسخ قالت غلاسبي:
«يمكننا أن نرى أنكم نشرت عددا كبيرا من الجنود في الجنوب. في العادة هذا الأمر لا يخصنا ولكن عندما يحدث ذلك في سياق تهديداتكم ضد الكويت فسيكون من المعقول أن نشعر بالقلق. لهذا السبب تلقيت تعليمات أن أطلب منكم بروح الصداقة – عدم المواجهة – فيما يتعلق بنواياكم: لماذا تحشد قواتكم قريبا جدا من حدود الكويت؟»
في وقت لاحق نشر نص غلاسبي:
«ليس لدينا أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل نزاعك مع الكويت”. وجهني الوزير بيكر إلى التأكيد على التعليمات التي أعطيت لأول مرة للعراق في الستينيات من القرن الماضي بأن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا.»
هناك نسخة أخرى من النص (التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز في 23 سبتمبر 1990) حيث قالت غلاسبي:
«لكننا لا نملك أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل خلافاتك الحدودية مع الكويت”. كنت في السفارة الأمريكية في الكويت في أواخر الستينيات. كانت التعليمات التي تلقيناها خلال هذه الفترة هي أنه ينبغي لنا ألا نعرب عن رأي بشأن هذه المسألة وأن المسألة ليست مرتبطة بأمريكا. وجه جيمس بيكر المتحدثين الرسميين لدينا للتأكيد على هذه التعليمات. نأمل أن تتمكن من حل هذه المشكلة باستخدام أي وسائل مناسبة عبر القليبي (الشاذلي القليبي الأمين العام لجامعة الدول العربية) أو عن طريق الرئيس مبارك. كل ما نأمله هو أن يتم حل هذه القضايا بسرعة.»
عندما نشرت هذه النصوص المزعومة علنا اتهمت غلاسبي بأنها حصلت على موافقة ضمنية على الغزو العراقي للكويت الذي وقع في 2 أغسطس 1990. قيل أن تصريحات غلاسبي ذكرت: “ليس لدينا أي رأي بشأن صراعاتك العربية العربية” و”إن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا” فسرها صدام على أنه يعطى حرية التصرف في نزاعاته مع الكويت كما يراه مناسبا. قيل أيضا أن صدام لن يغزو الكويت لو أنه أعطي تحذيرا صريحا بأن مثل هذا الغزو سيواجه بالقوة من قبل الولايات المتحدة. كتب الصحفي إدوارد مورتيمر في مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس في نوفمبر 1990:
«يبدو من المرجح جدا أن صدام حسين مضى في الغزو لأنه أعتقد أن الولايات المتحدة لن تتفاعل مع أي شيء سوى الإدانة اللفظية. كان ذلك استنتاجا كان يمكن أن يستخلصه من اجتماعه مع السفيرة الأمريكية أبريل غلاسبي في 25 يوليو ومن تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية في واشنطن في نفس الوقت التنصل علنا من أي التزامات أمنية أمريكية للكويت ولكن أيضا من نجاح كل من إدارتي ريغان وبوش في توجيه محاولات مجلس الشيوخ الأمريكي لفرض عقوبات على العراق بسبب الانتهاكات السابقة للقانون الدولي.»
في سبتمبر 1990 واجه صحافيون بريطانيون غلاسبي حول نص اجتماعها مع صدام حسين حيث أجابت عليه قائلا: “من الواضح أنني لم أفكر ولم يفعل أي شخص آخر في أن العراقيين كانوا سيحتلون كامل الكويت.
في أبريل 1991 أدلت غلاسبي بشهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية. أضافت أنها “حذرت في 25 يوليو الرئيس العراقي صدام حسين من استخدام القوة لتسوية نزاعه مع الكويت”. كما قالت أن صدام كذب عليها بإنكار أنه سيغزو الكويت. ردا على سؤال حول كيفية تفسير صدام لتعليقاتها على أنها تعني موافقة الولايات المتحدة على غزو الكويت ردت بقولها “إننا لم ندرك أن صدام كان غبي”. في يوليو 1991 قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر في مؤتمر صحفي:
«إننا نثق في تقرير السفيرة غلاسبي. أرسلت لنا برقيات عن اجتماعاتها على أساس الملاحظات التي تم إجراؤها بعد الاجتماع. قدمت أيضا خمس ساعات أو أكثر من الشهادات أمام اللجنة عن سلسلة الاجتماعات التي عقدتها بما في ذلك هذا الاجتماع مع صدام حسين.»
البرقيات التي أرسلتها غلاسبي من العراق عن اجتماعها مع صدام لم تعد مصنفة. ذكرت برقية غلاسبي في اجتماعها مع صدام أن الرئيس جورج بوش الأب “أوعزها بتوسيع وتعميق علاقاتنا مع العراق”. ذكرت البرقية أن صدام قدم بدوره بإرسال “تحيات حارة” إلى بوش وكان “مخلصا بالتأكيد” لعدم رغبته بالحرب.
غلاسبي نفسها لسنوات ظلت صامتة حول موضوع أفعالها في العراق. لكن في مارس 2008 أجرت مقابلة مع صحيفة الحياة اللبنانية. في المقابلة قالت أنها لا تأسف. قالت غلاسبي: “انتهى الأمر”. “لا أحد يريد أن يلقي اللوم وأنا سعيدة جدا لأخذ اللوم وربما لم أكن قادرة على جعل صدام حسين نعتقد أننا سوف نفعل ما قلنا أننا سوف نفعل ولكن بكل أمانة لا أعتقد أن أي شخص بالعالم كان بإمكانه أن يقنعه”.
أشارت غلاسبي في المقابلة إلى أن لقاءها مع صدام تمت مقاطعته عندما تلقى الرئيس العراقي اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري حسني مبارك. أضافت أن صدام أكد لها أنه أكد لمبارك أنه سيحاول تسوية النزاع. برقيتها تدعم هذا ما حدث من الأحداث. إن النص العراقي الذي أعده سعدون الزبيدي مترجم اللغة الإنجليزية الرسمي لصدام يسجل أن صدام قال أن مبارك اتصل قبل أن يلتقي غلاسبي.!!