اختلاف الدلالات الإلهية في القرآن الكريم ..
د.علي أحمد جديد
كانت الدلالات الإلهية في القرآن الكريم واضحة في اختلاف اشاراتها الى التجمعات البشرية ، حيث تختلف في لفظها بالإشارة إلى نفس المكان . ففي المعنى الذي تحمله الإشارة إلى تسمية (القرية) فإنها تشير في مجمل ورودها إلى فساد أغلب غالبية أهلها ، مثل :
“واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يَعدونَ في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شُرَّعاً ويوم لايسبتون لاتأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون”الأعراف .
“حتى إذا أتيا أهلَ قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أن يُضَيِّفوهما” الكهف .
“واضرب لهم مثلاً أصحابَ القريةِ إذ جاءها المُرسَلون” يس .
“لايقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً مُحَصَّنَةٍ أو من وراءِ جُدُرٍ” الحشر .
بينما جاءت تسمية (المدينة) في القرآن الكريم دلالةً على اختلاط الصالح من أهلها مع الفاسد او من يتقلّب منهم بين الصلاح والفساد إشارةً إلى عمل الشخص في ذات المكان الذي يتم ذكره :
“وأما الجدارُ فكان لغلامَيْن يتيمَيْن في (المدينة) وكان تحته كنز لهما (وكان أبوهما صالحاً)” الكهف .
بينما خصَّ الله تعالى ذِكْرَ البلد والبلدة في إشارةٍ إلى رَغَدِ العيش ِبأنعُمِ الله وبرضاه ورزقه :
“وإذ قال إبراهيم رَبِّ اجعل هذا البلدَ آمِناً وارزقْ أهلَه من الثمرات” البقرة .
“كُلوا من رزقِ رَبِّكُم واشكروا له . بلدةٌ طيِّبَةٌ ورَبٌّ غَفور” سبأ .
وهنا يكشف الواقع التاريخي بأن أهل (قريش) في المجتمع الذي في (مكة) هم الأكثر بطشاً وفساداً وكانوا الأشدّ أذىً للنبي عليه وآله الصلاة والتسليم وللرسالة الخاتمة لدين الله تعالى ، وأنهم لم يعتنقوا “الإسلام المحمدي” إلا بعد أن صاروا (الطلقاء) ، كما تميزوا بفسادهم وبطشهم عن غيرهم من أهل القرى الأخرى وكانوا أرذلهم رغم أن الله عزّ و جلّ قد شَرَّفَ أرضها بالبيت الحرام ، ولهذا استحقوا تسمية حاضرتهم باسم (أم القرى) وصفاً لرذائلهم ولسوء أعمالهم إلى يوم يُبعَثون .
ولهذا كانت إقامة سيد الأنبياء في (المدينة) ولم تكن في (مكة) لأنه لايأمَنُ غدر أهلها رغم أنها الأحبُّ إلى قلبه . كما ميَّز بينهم (الأعراب) وبين العرب الذين آمنت قلوبهم برسالة الإسلام المحمدي ، ومان ذِكرُهُم :
“الأعرابُ أشدّ كفراً ونِفاقاً (وأجدرُ) ألَّا يعلموا حدودَ ما أنزل الله على رسوله” التوبة .
“قالتِ الأعرابُ آمَنّا ، قُلْ لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمانُ في قلوبكم”
“سيقول لك المخَلَّفون من الأعراب شَغَلَتنا أموالُنا وأهلونا فاستغفِرْ لنا ، يقولون بألسِنَتِهم ما ليس في قلوبهم” الفتح
“سيقولُ المُخَلَّفون إذا انطلقتُم إلى مغانم لتأخذوها ذَرونا نَتَّبِعكُم ، يريدون أن يُبَدِّلوا كلامَ الله” الفتح .
=-=-=-=-=-=
من كتابي :
” الأصولية والإسلام السياسي “